مقالة : "عيد القمر" يجمع مصريين وصينيين في أجواء مبهجة بالقاهرة

القاهرة 25 سبتمبر 2018 / مع اكتمال القمر أمس الإثنين، احتفل صينيون ومصريون بعيد منتصف الخريف أو ما يعرف بـ "عيد القمر"، في مقر المركز الثقافي الصيني في العاصمة المصرية القاهرة.

ووسط أجواء مبهجة، استمتع الصينيون والمصريون بعروض فلكلورية غنائية راقصة قدمتها فرقة يوننّان للثقافة والفنون، القادمة من مقاطعة يوننان في جنوب غرب الصين.

ويعد عيد منتصف الخريف "عيد الحصاد"، ويحتفل به الصينيون عادة في يوم الخامس عشر من الشهر الثامن حسب التقويم القمري الصيني، والذي يصادف شهر سبتمبر أو أكتوبر من كل عام.

ويحتفل الصينيون بالعيد عند اكتمال القمر، إذ يعتقدون أن هذا هو الاكتمال الأكبر للقمر خلال العام، ويقدمون خلال العيد "كعك القمر"، الذي يعتبر أكثر أطعمة العيد تميزا.

وبالنسبة للشعب الصيني، فإن العيد يعني لم شمل الأسرة والانسجام، إذ يعتقد الصينيون أن القمر الكامل هو رمز للوئام والتجمع والسعادة.

وقالت تشو تينغ تينغ مديرة معهد كونفوشيوس بجامعة قناة السويس، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنها كانت تفتقد أسرتها الموجودة في الصين، إلا أنها لا تشعر بالغربة هذا العام بسبب مشاركة المصريين لها في احتفالات العيد.

وأضافت تشو أنها التقت العديد من الصينيين الذين يعيشون في مصر، معربة عن سعادتها لمشاركة المصريين أصدقائهم الصينيين هذه اللحظات السعيدة، مؤكدة أن هذه اللفتة جعلتها تشعر كأنها في وطنها.

وأكدت أن هذا الاحتفال بمثابة جسر جديد يربط بين شعبي مصر والصين، اللذين تربطهما علاقات متأصلة منذ القدم.

ومع استمرار العروض الفنية لفرقة يوننان، تفاعل الحضور بشكل كبير.

وينتمي بعض فناني فرقة مقاطعة يوننان لأقليات عرقية عديدة، مما يعكس التناغم والتجانس بين أبناء الشعب الصيني.

وقال وانغ تشينغ هاي رئيس فرقة الثقافة والفنون فى يوننان، إن مصر واحدة من الحضارات القديمة، ونريد أن نجلب الأغاني والرقصات التقليدية لأقليات يوننان العرقية البارزة للشعب المصري.

وأعرب عن أمله فى إمكانية زيادة التبادل الثقافى بين الصين ومصر من أجل تعزيز الصداقة بين البلدين.

وبعد رفع مستوى العلاقات الثنائية بين الصين ومصر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014، وصل التبادل الثقافي إلى ذروته بين البلدين، إذ قامت وفود ثقافية وفنية وموسيقية من البلدين بزيارات متبادلة ومتكررة.

ويريد البلدان تعزيز العلاقات الودية من خلال هذه التحركات الثقافية، في ظل مبادرة الحزام والطريق، التي تعزز فهما أكثر عمقا للثقافتين المصرية والصينية.

وبعد انتهاء العروض الفنية، قدم المضيفون الصينيون لضيوفهم من أبناء الجالية الصينية والمصريين مجموعة متنوعة من الطعام الصيني، ليكون الحفل صينيا بامتياز.

وقالت ميرا أحمد، وهي مترجمة مصرية للغة الصينية، لـ((شينخوا)) إنه "من الرائع أن أكون هنا اليوم، لقد جئت مع أصدقائي المصريين وزملائي الصينيين للاحتفال بهذا العيد الرائع".

وأوضحت الفتاة المصرية أنها قررت حضور الحفل كي تمنح أصدقاءها وزملاءها الصينيين الشعور بأنهم ليسوا وحدهم.

وأشارت إلى أن مصر وطن لكل الصينيين، مؤكدة أن كل عائلة مصرية هي عائلة لهؤلاء الصينيين.

وأعربت ميرا عن سعادتها بأن أعضاء الجالية الصينية في مصر شعروا بأنهم في وطنهم.

ومن المقرر أن تقدم فرقة يوننان للثقافة والفنون الصينية الأربعاء عرضا مفتوحا للجمهور المصري في ساقية الصاوي بحي الزمالك الراقي في غربي القاهرة.