عاد أكثر من 7 آلاف نازح سوري إلى مناطقهم في ريفي إدلب بشمال غرب سوريا وحماة وسط سوريا، بعد الإعلان عن التوصل لاتفاق حول إدلب، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، الأمر الذي جنب إدلب عملية عسكرية مرتقبة.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن إن "المئات من العائلات عادت منذ يوم الاثنين حتى اللحظة، حيث عاد نحو 7000 شخص إلى بلداتهم وقراهم في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، وريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي".
وأشار المرصد السوري إلى أن القسم الأكبر من العائدين هم من أبناء منطقة قلعة المضيق وما حولها في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، حيث كانوا قد فروا بوقت سابق إلى مناطق مجاورة وإلى مناطق واقعة على الحدود مع لواء اسكندرون، خوفاً من العملية العسكرية التي كانت قوات الجيش السوري تتحضر لها، ليعودوا خلال اليومين السابقين وصباح يوم الأربعاء بعد زوال هذا الخطر.
من جانبه، قال التلفزيون الرسمي السوري إن الأهالي في ريفي إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي بدأوا يعيشون حالة من الاستقرار، بعد أن أمّن الجيش السوري تلك المناطق وأبعد خطر المسلحين عنهم.
وعُرضت في التقرير التلفزيوني سيارات تابعة للهلال الأحمر السوري وهي توزع مساعدات إنسانية على الأهالي العائدين إلى قراهم في الريف الجنوبي والجنوبي الشرقي.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 30 ألف شخص فروا من منازلهم خوفا من شن هجوم شامل على إدلب، التي تعتبر آخر معاقل مقاتلي تنظيم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة.
لكن الوضع تغير بعد القمة التي عقدت الاثنين الماضي بين بوتين وأردوغان في منتجع سوتشي الروسي، حيث اتفق الزعيمان على تجنيب إدلب حملة عسكرية وتوصلا إلى اتفاق إنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب بدلاً من ذلك.
ودفع هذا الاتفاق شبح الحرب في إدلب على الأقل في الوقت الحالي، الأمر الذي دفع الناس إلى العودة إلى ديارهم.
وفي سياق متصل، أعلنت عدة فصائل جهادية رفضها الاتفاق الروسي-التركي حول إدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد نقلا عن مصادر متقاطعة يوم الأربعاء إن ستة فصائل جهادية برفقة فصائل أخرى عاملة ضمن هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، ترفض الاتفاق الروسي التركي بشأن إدلب.
وتشمل هذه الفصائل كلا من حراس الدين وأنصار التوحيد وأنصار الدين وأنصار الله وتجمع الفرقان وجند القوقاز، بالإضافة إلى فصائل جهادية أخرى عاملة ضمن هيئة تحرير الشام، لم يسمها المرصد السوري.
وتسيطر هيئة تحرير الشام، المصنفة كمنظمة إرهابية، على جزء من إدلب، وتقول روسيا وتركيا إنهما ستعملان على طرد هذه الجماعة من المحافظة الواقعة شمال غرب سوريا والمتاخمة لتركيا.
وأوضح المرصد أن هذه الفصائل "رفضت الانسحاب من خطوط التماس مع قوات النظام الممتدة من جسر الشغور إلى ريف إدلب الشرقي مروراً بريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي".
وتابع "أن هذه الفصائل أبدت استعدادها لمجابهة أي طرف يسعى لسحب سلاحها وإجبارها على الانسحاب من نقاطها، بل على النقيض من ذلك، ستبقى على نقاطها لقتال الجيش السوري والروسي".
ولم يوضح المرصد ما إذا كان رفض هذه الفصائل سيعوق تنفيذ الاتفاق من عدمه.
وأعلن الرئيسان التركي والروسي أنهما توصلا إلى قرار بشأن إقامة منطقة منزوعة السلاح بين المعارضة المسلحة وقوات الحكومة في محافظة إدلب السورية بحلول 15 أكتوبر.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد بعد محادثات أجراها مع أردوغان، في مدينة سوتشي الروسية، إنه ستتم إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق ما بين 15-20 كم على طول خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية.
وبحسب بيان صحفي للكرملين، فإن وحدات تابعة للجيش التركي وأخرى تابعة للشرطة العسكرية الروسية ستقوم بعمل دوريات متحركة لمراقبة الوضع في المنطقة منزوعة السلاح.
وكانت قوات الجيش السوري المدعومة من روسيا وإيران تستعد لشن هجوم ضد آخر المعاقل الرئيسية للمتمردين في إدلب، رغم تحذيرات دولية من وقوع خسائر مدنية كبيرة وكارثة إنسانية.