حاصل على جائزة نوبل يحذر من كلفة الابتعاد عن حكم القانون في التجارة الدولية

نيويورك 18 سبتمبر 2018/قال الاقتصادي الأمريكي البارز الحاصل على جائزة نوبل في العلوم الاقتصادية، جوزيف شتيغليتس، إنه بانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقيات التجارية المتعددة الأطراف وفرضها الرسوم الجمركية بشكل أحادي، على شركاء تجاريين رئيسيين، فإنها تبتعد عن النظام التجاري القائم على حكم القانون، والهام جدا للنمو الاقتصادي العالمي.

وفي حديثه عن العواقب الاقتصادية للتصرفات الأمريكية الحالية، أكد هذا العالم الاقتصادي الأمريكي خلال منتدى عقد في مركز رأس المال والمجتمع بجامعة كولومبيا، على أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب له الكثير من الاعتقادات الخاطئة حول التجارة.

وأضاف شتيغليتس أنه بينما يقول ترامب إن العديد من الاتفاقيات الدولية غير عادلة للولايات المتحدة، ولكن الحقيقة هي أن معظم الاتفاقيات غير عادلة للدول النامية.

وأشار إلى أنه من خلال تصرفاتها الحالية المناقضة لحكم القانون، فإن الولايات المتحدة قد تدفع كثيرا وتكسب قليلا.

وأوضح قائلا "إن التساوم على أساس معلومات غير متناسقة أمر مكلف جدا. وغالبا ما تكون هناك انتكاسات. ومن حسنات حكم القانون أنه لا يتعين عليك أن تنفق كل الوقت والطاقة من أجل إعادة تفاوض."

وفي معرض حديثه عن آخر إعلان من إدارة ترامب حول فرض رسوم جمركية أخرى على منتجات صينية، قال العالم الاقتصادي الأمريكي الحاصل على جائزة نوبل عام 2001، إن الحكومة(الأمريكية) تبالغ في تقدير قوتها للمساومة، وتستهين بمقاومة الآخرين، ضد أي استخدام غاشم للقوة.

وأكد على "أن حرب الأفيون في القرن الـ19 ماتزال ماثلة تماما في أذهان (الصينيين)، وسيكون الأمر مفاجئا إذا ما قبلوا بأي تنازل مقابل هذه القوة الغاشمة."

وأعلنت الولايات المتحدة، في تجاهل تام لمعارضة شاملة قوية عالميا ومحليا، قرارا بفرض رسوم إضافية بـ10% على منتجات صينية قيمتها 200 مليار دولار أمريكي، بدءا من 24 سبتمبر، وأنها ستتخذ المزيد من الإجراءات التصعيدية الأخرى.

وأضطرت الصين إلى الرد يوم الثلاثاء، معلنة أنها ستفرض رسوما إضافية على منتجات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار أمريكي، بدءا من 24 سبتمبر.

وعندما سئل عن رأيه فيما يتعلق بمناقشة حقوق الملكية الفكرية، وهي في صلب قضايا الخلاف بين الولايات المتحدة والصين، أجاب شتيغليتس أنه لا يوجد سرقة لحقوق الملكية في مجال الذكاء الاصطناعي، لأن الصين "متقدمة في هذا المجال أصلا".

وفيما يتعلق بسياسة الصين حول دخول الشركات الأجنبية للسوق الصينية عبر المشاريع المشتركة، قال الخبير الاقتصادي البارز "إنه من المفهوم تماما لبلد نام أن يسعى لغلق الفجوة بينه (وبين الدول المتقدمة)، ومحاولة امتصاص المعرفة. هذا الأمر لا يشبه سرقة حقوق ملكية فكرية".