دمشق 30 أغسطس 2018 / اعتبرت دمشق اليوم (الخميس) أن الحرب على "الإرهابيين" في إدلب شمال غرب سوريا، هي "واجب حتمي"، وذلك ردا على بيان أممي حذر من مخاطر متزايدة لوقوع "كارثة إنسانية" في حال شن عملية عسكرية واسعة النطاق في آخر معقل للفصائل المسلحة والمعارضة في البلاد.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية ((سانا)) اليوم "إن سوريا تؤكد أن الحرب على من تبقى من الإرهابيين، بما في ذلك في إدلب هي واجب حتمي على الحكومة وعلى كل المناضلين ضد الإرهاب".
وتابع المصدر ردا على بيان أممي صدر الأربعاء بشأن الأوضاع في سوريا، خاصة حول إدلب، إن "الحكومة السورية تعتبر أن مكافحة الإرهاب وخاصة إرهاب داعش وجبهة النصرة وما يرتبط بهما من تنظيمات إرهابية هي مسؤولية أساسية تتحملها الدولة السورية وحلفاؤها".
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في بيان أمس الأربعاء من "المخاطر المتزايدة لحدوث كارثة إنسانية" في حال شن عملية عسكرية شاملة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وحث غوتيريش الدول الضامنة لاتفاق أستانة، وهي روسيا وإيران وتركيا، على تعزيز الجهود لإيجاد حل سلمي للوضع في إدلب، وهي آخر مناطق خفض التصعيد من بين أربع مناطق ساعدت مفاوضات أستانة على إقامتها في سوريا.
كما حث الأمين العام للأمم المتحدة كافة الأطراف على اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية لحماية حياة المدنيين.
وردا على ذلك، قالت الخارجية السورية في بيانها إن "سوريا هي الأحرص على حماية حياة المدنيين السوريين من أي جهة أخرى، ولا تقبل بالمزاودة عليها تحت أي عنوان كان".
وأردفت أن "الدولة السورية عندما تقوم بواجبها فإنها ستحمي مواطنيها من جرائم الإرهابيين، ومن كل من لا يريد الخير لسوريا، بما في ذلك الدول التي ارتفع صراخها الفارغ في كل مرة عملت فيها الدولة السورية على قهر الإرهابيين".
واعتبرت أن "البيانات التي امتلأت بكل أشكال التهديد والوعيد من بعض الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها" ما هي "إلا محاولات مكشوفة لحماية أدوات هذه الدول الرخيصة من الإرهابيين والقتلة وللتغطية على فشلها في تحقيق الأهداف السياسية الدنيئة التي سعت إليها طيلة سبع سنوات ونيف" في سوريا.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا قد حذرت في وقت سابق بأنها سترد "بالشكل الملائم" على أي هجوم بالأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب، وهو التحذير الذي كررته الدول الثلاث في مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، بعد تقارير تحدثت عن أن الجيش السوري يجهز في الوقت الحالي لشن عملية عسكرية بدعم من حلفائه لاستعادة السيطرة على محافظة إدلب.
واعتبرت الخارجية السورية "أن الحملة الراهنة لا تختلف عن سابقاتها لأنها تعطي ورقة بيضاء للتنظيمات الإرهابية لاستخدام الأسلحة الكيميائية لاتهام الدولة السورية زورا وبهتانا بذلك بتغطية سياسية وإعلامية غربية مدفوعة الثمن مسبقا".
وأكدت "أن الجيش السوري حقق كل إنجازاته دون أي استخدام لأسلحة محرمة دوليا، بما في ذلك الأسلحة الكيميائية لأنه لا توجد أسلحة كيميائية لدى سوريا أصلا"، مشددة على أن "استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا كان دائما لتبرير الاعتداءات الغربية عليها".
وأعلنت سوريا الانضمام إلى ميثاق حظر الأسلحة الكيميائية في العام 2013 بموجب اتفاق روسي أمريكي لتفادي تدخل عسكري من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
ونفت الحكومة السورية في مناسبات ومناقشات دولية عدة استخدام أية أسلحة كيميائية ضد مواطنيها، واتهمت التنظيمات المسلحة باستخدامها.