الأمم المتحدة 29 أغسطس 2018 / أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء على ضرورة التفكير المتبكر في جهود الوساطة من أجل السلام.
وقال الأمين العام في مداولات لمجلس الأمن بشأن صون الأمن والسلام الدوليين: الوساطة والحلول السلمية للنزاعات"مع تغير مشهد النزاع، يتغير فهمنا لما يشكل عملية وساطة فاعلة. التفكير المبتكر في الوساطة لم يعد مجرد خيار بل ضرورة".
وأضاف "الحرب تزداد تعقيدا وكذلك التوسط في السلام".
وبحسب مذكرة قامت بتعميمها بريطانيا، رئيسة المجلس لهذا الشهر، كانت تهدف المناقشات إلى إتاحة الفرصة للدول الأعضاء للنظر في دور الأمم المتحدة في كل من" جهود الوساطة المساندة والشاملة، وكيف يمكن أن تعزز، وكيف يمكن لمجلس الأمن والدول الأعضاء تقديم أفضل دعم لهذه الجهود".
وقدم المتحدثون وجهات نظرهم بشأن كيفية دعم مجلس الأمن للوساطة على المستويات المختلفة، من المستوى المحلي إلى المستوى الدولي، وكان ذلك الموضوع الرئيسي للمداولات.
وقال غوتيريش في المناقشات: "اليوم، النزاعات المحلية عادة ما تتخذ بعدا إقليميا وعابرا للحدود الوطنية والعديد ينطوي على مجموعات مسلحة متشرذمة ومصالح سياسية تمولها انشطة إجرامية".
وأضاف أن "النزاعات في كل جميع أنحاء العالم تستمر لسنوات وعقود وتحول دون تحقيق التنمية وتجمد من الفرص للتنمية".
كما أن اتفاقيات السلام الشاملة "أصبحت أكثر مراوغة وأقل عمرا، وتهن الإرادة السياسية، ويحيد الانتباه الدولي".
وتابع قائلا:" أحثكم على الالتزام بالاستخدام الفعال للوساطة كأداة لإنقاذ وتحسين حياة الملايين حول العالم".
وتحدث الأمين العام مرة أخرى عن أهمية دبلوماسية منع النزاعات.
وقال "بقدر سوء الوضع في أنحاء عدة في العالم، أنا على قناعة بأنه في إمكاننا أن نعالج هذا الاتجاه ونغير من مساره. ولهذا من بداية عملي واحدة من أولوياتي الأساسية تمثلت في تعزيز دور الدبلوماسية من أجل السلام".
وأكد على ضرورة وضع منع نشوب النزاعات كأولوية. لكن المنع أيضا يتضمن الاستثمار في الوساطة وبناء السلام والتنمية المستدامة، بحسب قوله.
وأضاف الأمين العام للامم المتحدة " يجب أن نتحلى بالجسارة والإبداع في جمع مختلف القدرات والإمكانات المتاحة للوساطة".
وأوضح أنه " لدى الأمم المتحدة العديد من الموارد التي توظفها بطرق عدة: المبعوثون والممثلون الخاصون يجرون المشاورات ويبذلون المساعي الحميدة ويجرون المحادثات غير الرسمية وغالبا ما يتم ذلك الى جانب جهود مبعوثي ووسطاء المنظمات الإقليمية والدول الأعضاء. وقد يقودون عملية سياسية كما هو الحال في ليبيا واليمن وقد يقودون عملية سلام قيد التحقيق في مالي أو قد يركزون على منع نشوب النزاعات كما هو الحال في غرب إفريقيا".
وقال أيضا إن " التعاون غير المعلن والحثيث يضطلع بدور هنا أيضا".
وأوضح أن" استمرار المحادثات مع طالبان رغم سنوات من الحرب والاقتتال المستمر وبعيدا عن أعين الإعلام والنشر مكن من توضيح المواقف"، مضيفا أن تجدد الانخراط مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية استفاد من هذا الأسلوب.
وحول جهود الوساطة الخاصة، أشار غوتيريش إلى شبكات الأمم المتحدة مع هؤلاء اللاعبين بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، "التي تتمتع بحرية أكبر لاقامة اتصالات وتعزيز الحوار مع الجماعات المسلحة والميليشيا وغيرها".
وأضاف" من أفغانستان إلى زيمبابوي، هناك عدد هائل من الفاعلين الآخرين والأجهزة الوطنية ومجموعات المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات النسائية والقادة الدينيين والنشطاء الشباب، كلهم يضطلعون بدور في الوساطة على الصعيد المجتمعي والمحلي".
وأكد أن" الوساطة لوضع نهاية للنزاعات المعقدة التي نشهدها اليوم تعني أنه يجب علينا أن نجمع كافة المسارات بشكل منسق. ويجب أيضا أن نجد سبلا جديدة لاتباع نُهج شاملة لأن هذا أساسي في الوساطة الناجحة. وهذا ما نقوم به هنا في الأمم المتحدة ونسعى لتحقيقه".