بيروت 28 أغسطس 2018 /أكد رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان سعد الحريري اليوم (الثلاثاء) ان جميع اللبنانيين مع عودة النازحين السوريين الى بلدهم "لكن الاهم ان نتمكن من اعادة النازحين بإرادتهم".
وقال الحريري في تصريح للصحفيين عقب ترؤسه اجتماعا لكتلته البرلمانية ان "أي حزب من الأحزاب في لبنان لا يستطيع ان يبعد النازحين وهو موضوع حيوي للبنان وعلينا ان نقاربه بالطريقة الصحيحة لكي نتمكن من تأمين عودة النازحين السوريين بارادتهم وبشكل آمن وبمساعدة من المجتمع الدولي".
وأضاف "هناك مبادرة روسية لاعادة النازحين وننسق مواقفنا مع الروس وواجبنا أن نتعاون معهم بمبادرتهم".
وتابع الحريري "لكن الجميع يعلم ان احدا من المجتمع الدولي ليس على استعداد لدفع قرش واحد لتحقيق هذه العودة".
وكان لبنان نظم عودة طوعية لمئات النازحين السوريين الى بلدهم كما استقبل وفدا روسيا ويتواصل مع موسكو في سياق مبادرتها لعودة النازحين.
ويستضيف لبنان بحسب سلطاته قرابة 1.5 مليون نازح سوري يقيم معظمهم في أكثر من 1400 مخيم عشوائي في مختلف المناطق اللبنانية حيث يشكل وجودهم ضغوطا اجتماعية واقتصادية وأمنية وخدماتية على البلاد.
واعتبر الحريري ان "المزايدة بفتح العلاقة مع النظام السوري ليس موضوع النقاش لعودة النازحين وحتى الروس حين أتوا إلى بيروت تحدثوا عن عودة طوعية وبمشاركة مفوضية شؤون اللاجئين"، مشددا على ان "العلاقة مع النظام ليست هي المشكلة".
وقال "نحن لم نقفل ابوابنا بوجه احد طوال السنوات السبع الماضية بل استقبلنا كل من دخل لدينا من نازحين سوريين وحتى من كان مع النظام لكن المؤسف ان اغلاق الابواب يحصل من الطرف الاخر بحيث يتم ابتزازنا بفتح معبر من هنا او هناك فيما نحن لم نبتز احدا بهذا الشأن".
وتطالب قوى سياسية لبنانية بينها "حزب الله بتنسيق حكومي مباشر مع السلطات السورية لحل ازمة النازحين السوريين وتصدير منتجات لبنان برا الى الخليج عبر معبر نصيب السوري مع الأردن وسط معارضة الحريري وقوى سياسية اخرى لتطبيع علاقات لبنان مع النظام السوري.
وتوتر الاتصالات بين حكومتي لبنان وسوريا بعد اتهام الحريري للنظام السوري بمقتل والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، الذي اغتيل بتفجير انتحاري في العام 2005 الا أن هذه العلاقات توقفت عقب اندلاع الحرب في سوريا رغم استمرار التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.
وفي الشأن الحكومي اكد الحريري انه "يعرف تماما ما هي صلاحياته كرئيس مكلف وما ينص عليه الدستور في هذا المجال" وأنه "يتصرف بناء على ذلك وإن كانت لدى أي فريق سياسي أي ملاحظات فليعلنها".
وقال "لا أحد يحدد لي مهلا الا الدستور اللبناني انا الرئيس المكلف وسأبقى مكلفا وانا من يشكل الحكومة بالتعاون مع رئيس الجمهورية ونقطة على السطر".
واعتبر ان "مسؤولية الاسراع في تشكيل الحكومة تقع على كل الاطراف لتفادي التدهور الاقتصادي في البلاد" مهددا بأنه "في حال لم تتشكل الحكومة قريبا فإنني سأسمي كل من يعرقل بالأسماء".
واشار الى "وجود صعوبة بتشكيل الحكومة لكن ليست هناك استحالة وقد بلغت الامور مرحلة يعرف فيها الجميع ما هي الحصص التي سيحصلون عليها".
واكد ان "الاهم الا يشعر احد انه خاسر فالمبدأ الاساسي لحكومة الوفاق الوطني ان الجميع شريك بهذه الحكومة".
وأوضح أن "موضوع تشكيل الحكومة لا علاقة له بأي أمر وهو موضوع حصص وأحزاب سياسية تريد حصصا وحقائب أكثر وتريد أن يكون لها حجما ما في مجلس الوزراء".
ودعا الى "تهدئة الأمور في البلد، حيث كل فريق سياسي يتمترس خلف مواقفه السياسية والإعلامية، فيما الأساس في تشكيل حكومة وفاق وطني هو الهدوء والحوار الحقيقي بين كافة الأفرقاء بعيدا عن الإعلام".
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد كلف الحريري في مايو الماضي بتشكيل الحكومة الجديدة التي يحول حتى الآن دونها الخلافات بين الفرقاء على قياس الأحجام وتقدير الحصص وتوزيع الحقائب الوزارية.