الخرطوم 28 أغسطس 2018 / رفضت حركة التمرد الرئيسية في جنوب السودان بقيادة رياك مشار، اليوم (الثلاثاء) بالخرطوم التوقيع على اتفاق نهائي للسلام في هذا البلد الوليد، الذي يشهد حربا أهلية منذ منتصف ديسمبر من العام 2013.
واستضافت العاصمة السودانية الخرطوم على مدى أسبوعين جولة ثالثة من مفاوضات السلام بين فرقاء جنوب السودان من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن معالجات وتوافقات بشأن قضايا عالقة لم يتم حسمها في اتفاقين سابقين.
وفي 27 يونيو وقع أطراف النزاع في جنوب السودان اتفاقا باسم "اتفاق الخرطوم للسلام في جنوب السودان" تضمن وقفا فوريا لإطلاق النار في البلاد، تلاه اتفاق على تقاسم السلطة والترتيبات الأمنية في الخامس من أغسطس الجاري.
وقال وزير الخارجية السوداني الدرديري محمد أحمد، في تصريحات صحفية بالخرطوم "لقد وقعت حكومة جنوب السودان والأحزاب السياسية ومجموعة المعتقلين السياسيين السابقين اليوم بالأحرف الأولى على الاتفاق النهائي لفض النزاع بجنوب السودان".
وأضاف أحمد "أن الحركة الشعبية في المعارضة برئاسة رياك مشار، أعلنت اليوم عدم رغبتها في التوقيع في هذه المرحلة".
وتابع الوزير السوداني أن الاتفاق سيُرفع إلى قمة منظمة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد) للتوقيع عليه، ومن ثم تقديمه للأطراف للتوقيع النهائي عليه.
من جانبه، قال مناوة بيتر المتحدث باسم حركة التمرد الرئيسية بجنوب السودان بقيادة رياك مشار، في تصريحات صحفية اليوم "رفضنا التوقيع على الاتفاق لأسباب منطقية".
وعدد بيتر هذه الأسباب قائلا "إننا لم نوافق على آلية اتخاذ القرار في الجهاز التنفيذي والتشريعي، ونرفض إنشاء مفوضية مراجعة الدستور ونطالب بمؤتمر دستوري لكل أبناء جنوب السودان".
وأضاف أن "المسألة الرئيسية التي لم نتوافق عليها هي عدد الولايات، كل الاتفاقيات السابقة التي تم التوصل إليها تتحدث عن عشر ولايات وليس 32 ولاية التي أُوجدت بقرار منفرد من حكومة جنوب السودان".
وكان رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، قد حل في أكتوبر من العام 2015 مجلس الولايات، وهي عشر ولايات، وأنشأ 28 ولاية جديدة.
وفي 15 يناير 2017، أصدر سلفاكير مرسوما منفصلا أنشأ بموجبه أربع ولايات إضافية، ما جعل عدد الولايات في جنوب السودان 32.
وخلال مفاوضات الخرطوم، طالب تحالف للمعارضة بمراجعة التقسيم الإداري لجنوب السودان وإعادة النظر في عدد الولايات البالغة 32.
ويشهد جنوب السودان منذ منتصف ديسمبر من العام 2013 نزاعا مسلحا بين الجيش الحكومي الموالي لرئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ومجموعة منشقين عن الجيش تدين بالولاء لرياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان.