بغداد 26 أغسطس 2018 / أصدرت الحكومة المحلية في البصرة جنوبي العراق، قرارا يلزم شركات النفط الأجنبية العاملة في المحافظة بمساعدتها في معالجة مياه الشرب في وقت تحدثت فيه تقارير اعلامية عن تلوث المياه بالمحافظة وارتفاع نسبة الملوحة بها.
وقال محافظ البصرة أسعد العيداني، في بيان اليوم (الاحد)، ان "المحافظة أصدرت قرارا تلزم فيه الشركات النفطية الأجنبية العاملة في البصرة بمساعدة الحكومة المحلية في معالجة المياه المجهزة للمواطنين وتصفيتها وتحليتها، كون هذه الشركات تعمل في هذا المجال لتغذية الحقول التي تعمل فيها".
وأضاف أن "الحكومة ألزمت الشركات بإنشاء محطات جديدة وليس فقط المساعدة في توفير مياه الشرب".
وأشار إلى أن "وزارة النفط العراقية وافقت على هذه الخطوة التي سيترتب على من يخالفها الكثير من الإجراءات".
وتابع العيداني "أبلغنا الجهات الأجنبية أن هذا المشروع سينفذ من قبل الشركات التي تريد الاستمرار بالعمل في البصرة".
وأكد أن "هذه المشاريع لا تعفي الحكومة الاتحادية من التدخل"، لافتا الى انه "طالب الحكومة بنقل أموال المنافذ الحدودية لمعالجة مشكلة المياه التي بدأت تؤثر في صحة المواطنين".
وتابع "في حال لم تكن (الحكومة) قادرة على ذلك فبإمكانها مساعدة الشركات أو تغيير بنود الاتفاق معها، بما يصب في مصلحة البصرة"، محذرا من أن "الوضع في المحافظة خطر جدا، وبدأ يهدد حياة المواطنين".
وتناقلت وسائل اعلام محلية عراقية على مدى الايام القليلة الماضية، تقارير عن اصابة المئات من سكان محافظة البصرة بحالات اسهال شديد وتسمم نتيجة تلوث مياه الشرب في المحافظة وارتفاع نسبة الملوحة بها.
فيما قالت وزارة الصحة والبيئة العراقية في بيان، ان تلوث المياه يثير القلق، ودعت الجهات ذات العلاقة في البصرة الى الحد من التلوث الحاصل بمصادر المياه، وعدم تصريف مياه الصرف الصحي الى المصادر المائية المخصصة للشرب.
وتضم مدينة البصرة، أضخم الحقول النفطية في العراق، منها مجنون والرميلة وغرب القرنة، وتعمل في المحافظة العديد من الشركات النفطية الأجنبية الكبرى مثل (رويال داتش شل) و(برتش بتروليوم) و(لوك أويل).
ومن خلال الموانئ في المحافظة يتم تصدير معظم كميات النفط العراقي التي تعتمد موازنة الدولة على عوائدها بشكل شبه كامل.
وأطلقت نقابة الأطباء في البصرة اليوم حملة تحت عنوان "معا للتوعية من مخاطر المياه الملوثة، والمساهمة في الحد من تبعاتها وعلاج حالات الاسهال الحاد".
وذكرت النقابة، في بيان، أن الحملة تأتي من أجل المساهمة في تعزيز الروابط المجتمعية والمشاركة في تخفيف نتائج التلوث البيئي وتلوث مياه الشرب.
وأوضحت، أن الخطوات الأساسية في الحملة تتضمن القيام بإيصال وتوزيع كميات من المياه المعبأة الصالحة للشرب على المناطق الأكثر تضرراً وأهمها (قضاء شط العرب وقضاء أبي الخصيب وأحياء وسط مدينة البصرة).
ويشمل ذلك تزويد الأطباء والجهات الصحية في المستشفيات بعبوات مياه مجانية والتوعية الصحية المباشرة في وسائل التواصل الإجتماعي والإعلام المرئي و المسموع .
واضافت أن الحملة تتضمن ايضا، استقبال المراجعين الذين يشكون من حالات الاسهال الحاد في العيادات الطبية الخاصة وفحصهم ومعالجتهم مجانا.
وكانت تظاهرات قد خرجت في البصرة في يوليو الماضي، احتجاجا على تردي الخدمات والفساد وارتفاع معدلات البطالة في البلاد، قبل أن تمتد إلى مدن أخرى في وسط وجنوبي العراق.