ذكر تقرير جديد أن حجم الكهرباء المُولدَة بطاقتي الرياح والشمس سيشكل حوالي 50 في المائة من إجمالي الطاقة المُنتجَة في العالم بحلول عام 2050، ويساعد إلى حد كبير انخفاضُ تكاليف الإنتاج على تحقيق ذلك، مع قيادة الصين الثورة في هذا المجال.
ووفقاً لتقرير أعده مركز بلومبرغ لبحوث تمويل الطاقة المتجددة، فإن الصين ستكون في طليعة التوليد المتنامي للطاقة النظيفة، بينما سوف يستفيد تخزين الطاقة من التقدم السريع في تكنولوجيات البطاريات. وقال التقرير إنه بحلول عام 2050 ستتبوأ الصين المركز الرئيسي في حصة سوق طاقتي الرياح والشمس وكذا سوق بطاريات التخزين.
وبحلول 2050، سيصل إجمالي طاقة الصين المجهزة من التوليد بطاقة الرياح (البرية والبحرية) والطاقة الشمسية (للمرافق العامة والموزعة والحرارية الضوئية) إلى 1,003 غيغاواط و1,137 غيغاواط، ويشكل ذلك 30 في المائة و21 في المائة من حصة السوق على التوالي. ويُقدر إجمالي طاقتها المركبة من بطاريات التخزين، بما في ذلك البطاريات الصغيرة والكبيرة الحجم، بأكثر 154 غيغاواط، وسيمثل ذلك 14 في المائة من المجموع العالمي.
وقالت إيفون ليو، وهي محللة للطاقة بمركز بلومبرغ لبحوث تمويل الطاقة المتجددة إن إنشاء محطات توليد كهرباء جديدة بطاقتي الرياح والشمس سيكون أقل تكلفة من بناء محطات توليد كهرباء جديدة عاملة بالفحم بسبب انخفاض تكاليف الإنتاج في الصين. وبحلول عام 2028، ستكون تكاليف المحطات الجديدة لتوليد الكهرباء بطاقتي الرياح والشمس أقل من محطات التوليد الموجودة والعاملة بالفحم.
وتوقع مركز بلومبرغ لبحوث تمويل الطاقة المتجددة أنه بحلول عام 2025، فلن تبني الصين بعد ذلك محطات توليد جديدة عاملة بالفحم، بسبب عامل التكلفة.
وبالإضافة إلى ذلك، يشير التقرير إلى أنه بين عامي 2020 و2050، سيشهد توليد الكهرباء بالفحم انخفاضاً حاداً من 62 في المائة إلى 16 في المائة فقط، بينما سيزداد توليد الكهرباء بطاقتي الرياح والشمس بشكل ملحوظ من 6 في المائة إلى 31 في المائة ومن 4 في المائة إلى 15 في المائة على التوالي، كما ستشهد مصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل الطاقة الكهرومائية والنووية نمواً كبيراً.
وفقاً للمبادئ التوجيهية للطاقة المتجددة في خطة البلاد الخمسية الثالثة عشرة (2016-2020) التي أصدرتها الإدارة الوطنية للطاقة، ستستثمر البلاد 2.3 تريليون يوان (337 مليار دولار أمريكي) في تنمية الطاقة من مصادر غير أحفورية. وبحلول عام 2020، ستشكل المصادر غير الأحفورية 15 في المائة من إجمالي استهلاك الطاقة، وسترتفع النسبة نفسها إلى 20 في المائة بحلول عام 2030.
وخلال الربع الأول من 2018، زادت القدرة المجهزة من الطاقة المتجددة المضافة حديثاً في الصين 15.35 مليون كيلوواط لتبلغ 666 مليون كيلوواط، حيث ارتفعت الكهرباء المُولدَة بطاقتي الرياح والشمس بنسبة 25.2 في المائة و21 في المائة على التوالي. وبلغت القدرة المجهزة المولدة من مصادر الطاقة المتجددة 36.9 في المائة من إجمالي توليد الطاقة بنسبة 0.3 في المائة مقارنة بنهاية عام 2017.
وقد شعرت محطات التوليد العاملة بالفحم التقليدية بالفعل بالضغط الناجم عن التحول في إنتاج الطاقة. وفي عام 2014، أصدرت مقاطعة شانشي الصينية الغنية بالفحم مبادئ توجيهية تحث محطات التوليد بالفحم في شانشي على التخلص من المولدات العاملة بالفحم والتي تزيد سعتها على 300 ألف كيلوواط لتلبية معايير الانبعاثات المنخفضة جدا التي كانت محددة بحلول عام2017.
وقد أكملت شركة شينغنينغ المحدودة للطاقة الكهربائية في المنطقة التحول في وقت مبكر بحلول عام 2015.
وقال وانغ تشي تشيانغ نائب رئيس الشركة إن الاستثمار في المرحلة الأولى كان 165 مليون يوان، بينما أُنفق 135 مليون يوان على المرحلة الثانية. وارتفعت تكاليف تشغيل الشركة بسبب تبني المعايير الأعلى.
ومع ذلك، فقد أشار إلى أن مشروع التحول في مجال الطاقة قد حقق ثماره بالكامل. وقد كلف إصلاح التدفئة الذي نفذته الشركة، وهو مشروع تحول طاقة آخر، ما يقرب من 500 مليون يوان، وكانت الأرباح النهائية مرتفعة ووصلت إلى 600 مليون يوان. وقال إن تكاليف توليد الطاقة انخفضت بشكل حاد.
وذكر وانغ لصحيفة /تشاينا ديلي/ أن شركات الفحم يجب أن تعترف بفوائد الطاقة المتجددة. ومع ذلك، فإن التوليد الحراري للكهرباء أمر أساسي للصين لأنه يضمن أمن الطاقة. ولا يمكن الاستغناء عن سمة الاستقرار التي تميز التوليد الحراري في الوقت الحاضر.
وأشار لي لي، مدير بحوث الطاقة في خدمة المعلومات الكيميائية المستقلة بالصين "آي سي آي أس- الصين"، وهي شركة استشارية تقدم تحليلاً لسوق الطاقة في الصين، أشار إلى أنه بالنظر إلى مزايا طاقتي الرياح والشمس، مثل كفاءة التكلفة والطاقة غير الملوثة، فينبغي أيضا إيلاء اعتبار لأمن نقل الطاقة.