طوكيو 6 أغسطس 2018 /احتفت اليابان اليوم (الإثنين) بالذكرى الـ73 لإلقاء القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما، وقال عمدتها أمام آلاف الحضور إنه ينبغي أن يكون العالم خاليا من الأسلحة النووية.
وأضاف العمدة كازومي ماتسوي خلال مراسم بهذه الذكرى أنه "إذا تناست العائلة البشرية التاريخ، أو توقفت عن استذكاره، فقد نرتكب أخطاءا فظيعة مرة أخرى."
وحضر هذه المراسم السنوية أيضا، الناجون من ذلك القصف، ويعرفون بتسمية (هيباكوشا) .
وهناك العديد من الـ(هيباكوشا) ممن تجاوزت أعمار معظمهم الـ82 عاما، ظلوا يعملون مع الحملة العالمية للقضاء على الأسلحة النووية، والمساعدة على تبني معاهدة في الأمم المتحدة تحظر هذه الأسلحة.
ورغم ذلك، فإن اليابان لم توقع على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، والتي دخلت حيز التنفيذ في يوليو 2017.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريس في رسالة بهذه المراسم، إن ما نرثه من هيروشيما هو "المثابرة"، ومواصلة الدعم الأخلاقي من الناجين من ذلك القصف، لدعم الجهود لتحقيق حظر الأسلحة النووية.
ولكن، من أجل الماضي ومن أجل المستقبل، وبينما تميل اليابان للتركيز فقط على مأساة داخلية سببتها الأسلحة الذرية، يرى الكثير من الخبراء المعنيين بهذه القضية أنه يتعين على اليابان أن تنتهز الفرصة لتتذكر بأن تورطها في الحرب العالمية الثانية قد سبب للآخرين مآسي لا حدود لها.
على سبيل المثال، هناك الوحدة رقم 731 سيئة الصيت، التابعة للجيش الإمبراطوري الياباني، ومقرها حينذاك في منطقة بينغفانغ التابعة لهاربين، أكبر مدينة في ذلك الوقت شمال شرق الصين. لقد تأسست تلك الوحدة في عام 1936 تقريبا، وقامت بتجارب بشعة على البشر، لاختبار القنابل الجرثومية والكيمياوية، إضافة لارتكابها فظائع أخرى.
كانت تلك الوحدة أكثر القواعد اليابانية سرية فيما يتعلق بالأسلحة الجرثومية والكيمياوية، وهي المركز العصبي لآلة الحرب الجرثومية والكيمياوية اليابانية العاملة في الصين وجنوب شرقي آسيا، خلال الحرب العالمية الثانية.
لقد استخدمت الوحدة 731، 3000 إنسان صيني على الأقل في تجاربها القذرة، وكان مع الصينيين نسب قليلة من السوفيت والمنغوليين والكوريين، وبعض جنود قوات التحالف المأسورين لدى القوات اليابانية. وكان أطفال من بين من قتلوا أبشع قتلة.
لقد راح ضحية تلك التجارب الجرثومية اليابانية أكثر من 300 ألف شخص في أرجاء الصين، خلال الحرب العالمية الثانية.
وقد تمكنت تلك الوحدة 731 سيئة الصيت من إخفاء جرائمها، لأن المحكمة العسكرية الدولية للشرق الأقصى، لم تحاكم قادتها، بسبب ذلك الشرط الذي سلمت بموجبه الوحدة اليابانية أسلحتها الجرثومية للولايات المتحدة.
ثم سعت قوى اليمين المتطرف باليابان أيضا إلى طمس جرائم هذه الوحدة، زاعمة أن بعض الجرائم البشعة قد ارتكب قبل أو أثناء الحرب، ومضت حتى إلى محاولة إنكار وجودها الفعلي، رغم وجود ملف وثائقي حقيقي بثته وكالة أنباء ((أن أتش كي)) اليابانية رسميا مؤخرا، وحظي باهتمام داخلي وعالمي، ووثق أسماء ومواقع ومناصب الآلاف ممن عملوا بتلك الوحدة.
ومن أجل تسريع استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، ألقت القوات الأمريكية قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي على التوالي، في السادس والتاسع من أغسطس عام 1945، ثم استسلمت اليابان لقوات التحالف في الـ15 من الشهر نفسه، الأمر الذي أنهى تلك الحرب العالمية.