دمشق 26 يوليو 2018 / استقبل وليد المعلم وزير الخارجية السوري اليوم (الخميس) شيه شياو يان المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا وبحث معه العلاقات الثنائية بين سوريا وجمهورية الصين الشعبية بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة والجهود المبذولة من أجل إحراز تقدم في المسار السياسي للأزمة في سوريا بالتزامن مع الاستمرار في مكافحة الإرهاب، بحسب الاعلام الرسمي السوري .
وأفادت وكالة الانباء السورية (سانا) بأن الوزير السوري قدم خلال اللقاء عرضا لآخر التطورات السياسية والميدانية في سوريا، مؤكدا أن بلاده ماضية في حربها على الإرهاب بلا هوادة وأن الجيش السوري سيقوم باجتثاث الإرهابيين الذين يقومون بارتكاب الجرائم والمجازر البشعة ضد المدنيين الأبرياء والتي كان آخرها ما حصل يوم أمس (الأربعاء) في محافظة السويداء (جنوب سوريا) عندما ارتكب ما تبقى من عناصر تنظيم (داعش) الإرهابي القادمين من البادية جريمة همجية بشعة راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، مشددا على أن الجيش السوري سيقوم بتحرير كامل الأراضي السورية بالتعاون مع حلفائه.
وعرض المعلم الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة السورية على مختلف المستويات من أجل عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى مدنهم وقراهم وتأمين المعيشة الكريمة لهم، معربا عن أمله في قيام الصين الصديقة بدعم ومساندة هذه الجهود.
وأشار إلى أهمية الاستمرار في تعزيز وتطوير العلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، مقدما الشكر للصين على المساعدات التي تقدمها إلى سوريا، ومعربا عن تقدير بلاده للدور الذي تقوم به الصين على الساحة الدولية من أجل مساعدة سوريا في مواجهة العدوان الإرهابي الذي تتعرض له والعقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة عليها.
بدوره، أعرب المبعوث الصيني عن إدانة بلاده الشديدة للجريمة الإرهابية البشعة التي ارتكبها تنظيم (داعش) الإرهابي يوم أمس في محافظة السويداء مقدما تعازيه للشعب السوري ولعائلات الضحايا، مؤكدا وقوف بلاده إلى جانب سوريا في حربها على الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل كامل.
وكان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) نفذ عدة تفجيرات انتحارية في مدينة السويداء جنوب سوريا يوم امس بالاضافة لشن هجوم مباغت على ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، اسفرت عن مقتل ما لا يقل 226 قتيلا وجرح أكثر من 200 شخص، بحسب مصدر طبي لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق.
وجدد المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا موقف بلاده الداعي إلى عودة الأمن والاستقرار إلى سوريا، مشددا على أن الصين تولي اهتماما بالغا لمسألة عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى أراضيهم وهي مستمرة في تقديم المساعدات إلى سوريا.
كما أكد استمرار الصين في لعب دور بناء لتسوية الأزمة في سوريا بالتنسيق مع الجانب السوري وبما يضمن سيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقلالها، معربا عن حرص بلاده على تعميق التعاون الثنائي مع سوريا في كل المجالات خاصة في ضوء علاقات الصداقة الوثيقة التي تربط الصين بسوريا حيث تعتبر سورية محطة مهمة ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية.
وكان فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية التقى في وقت سابق من اليوم مع المبعوث الصيني الخاص وتطرق النقاش خلال اللقاء إلى الانجازات التي حققها الجيش السوري في كل أنحاء الأراضي السورية وإلى أهمية الاستمرار في تعزيز علاقات التعاون بين سوريا والصين في مختلف المجالات وخاصة في ضوء تنفيذ توجيهات القيادة السورية بالتوجه شرقا في علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية.
وفي السياق ذاته، التقى المبعوث الصيني مع وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية الدكتور علي حيدر وبحث معه آخر المستجدات المتعلقة بالازمة السورية من إنجازات عسكرية وخارطة المصالحات وملف الإغاثة والمساعدات الإنسانية.
وأكد أن الولايات المتحدة الامريكية ما زالت تستثمر الإرهاب وترعاه وتدعمه لتحقيق اجنداتها في المنطقة، مبينا ان الدول الإقليمية والدولية لم تمتلك الإرادة لحل الازمة السورية.
ونوه بأن الدافع الرئيسي والمهيء للعملية السياسية هو تلازم المصالحات المحلية مع الاستمرار بمحاربة الإرهاب، مبينا ان إعادة النازحين السوريين المهجرين بفعل إرهاب الجماعات المسلحة هو في مقدمة أولويات الحكومة السورية ولا سيما بعد استعادة مساحات واسعة وإعادة الأمان اليها.
وبين حيدر أن مشروع إعادة الاعمار يتطلب حلا سياسيا سوريا وبتخطيط وإدارة وتنفيذ سوري، مشيرا إلى أهمية وقوف أصدقاء سوريا إلى جانبها في الحرب على الإرهاب وكذلك في إعادة الاعمار.
وكان المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا وصل امس (الأربعاء)، قادما من السعودية، في جولة تشمل بالإضافة إلى سوريا، إسرائيل محطته الأخيرة في هذه الجولة.