جوهانسبرج 26 يوليو 2018 /حث الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الخميس) دول بريكس على تعميق الشراكة الاستراتيجية والعمل معا من أجل فتح "عقد ذهبي" ثانٍ، وذلك خلال الجلسة الكاملة لقمة بريكس العاشرة في جوهانسبرج بجنوب أفريقيا.
وحضر أيضا القمة التي استضافها رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوسا كل من الرئيس البرازيلي ميشال تامر والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي.
وتبادل زعماء دول بريكس الخمس وجهات النظر العميقة بشأن التعاون في إطار بريكس والقضايا الدولية الكبرى ذات الاهتمام المشترك، وذلك تحت عنوان "بريكس في أفريقيا: التعاون من أجل نمو شامل ورخاء مشترك في الثورة الصناعية الرابعة"، وتوصل الزعماء إلى توافقات واسعة.
تحويل الرؤية إلى واقع
في كلمة حملت عنوان "تحويل رؤيتنا إلى واقع"، أشار الرئيس شي إلى الجوانب الرائعة في الثورة الصناعية الجديدة وطرح مبادرات بشأن التنمية المستقبلية للتعاون في إطار بريكس.
وقال شي "دعونا نعمل سويا مع بقية المجتمع الدولي من أجل عالم مفتوح وشامل ونظيف وجميل ينعم بسلام دائم وأمن عالمي ورخاء مشترك."
وأضاف شي أن الثورات الصناعية الثلاث السابقة كانت تتسم بالتقدم التحولي في العلوم والتكنولوجيا: ظهور الميكنة في القرن ال18 واستخدام الكهرباء في القرن ال19 ودخول عصر المعلومات في القرن العشرين. مثل هذه الاختراقات أطلق العنان بقوة للانتاجية الاجتماعية وحسنت بقوة معايير معيشة الشعوب، ومن ثم إعادة التشكيل العميق لمسار التاريخ البشري.
واليوم، يشهد العالم ثورة أخرى في العلوم والتكنولوجيا والصناعة تعد الأعظم في المدى والعمق. والتكنولوجيات الجديدة وأنماط الأعمال والصناعات تظهر واحدة تلو الأخرى. والدول حول العالم وجدت ارتباط مصالحها ومستقبلها بشكل لم يحدث من قبل، وفقا لما قال.
الا اننا لم نمر بعد بنمو عالمي بقوى دافعة جديدة ولم نعالج عدم التوازن بين الشمال والجنوب والمشكلات الهيكلية المتأصلة الأخرى. ما هو أكثر، اشتعال النزاعات الجيوسياسية وتصاعد الحمائية والأحادية تؤثر بشكل مباشر على بيئة التنمية الخارجية للاسواق الصاعدة والدول النامية، وفقا لما ذكر شي.
وأوضح "ومن ثم، فاننا، دول بريكس، يجب علينا إدراك توجه العصر وتعميق شراكتنا الاستراتيجية وتعزيز إطار تعاوننا بدعم من التعاون الاقتصادي والسياسي والأمني والتبادلات الشعبية. وبهذه الطريقة، سنكون قادرين على تحويل رؤيتنا الخاصة بالعقد الذهبي الثاني إلى واقع وان نبني سويا مجتمع مصير مشترك للبشرية.
مقترح من أربع نقاط
وطرح شي مقترحا من 4 نقاط لبناء فصل جديد في التعاون في إطار بريكس.
أولا، حث شي شركاء بريكس على إطلاق الإمكانيات الهائلة للتعاون الاقتصادي من خلال تعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والمالية والارتباطية من أجل الإبقاء على الحجم الكبير للكعكة.
وأضاف شي أن بلدان بريكس تحتاج أيضا إلى العمل معا لحماية النظام التجاري التعددي القائم على القواعد، وإلى تعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، إلى جانب رفض الحمائية بشكل قاطع.
وتابع "من المهم أن نستمر في السعي نحو تحقيق تنمية مدفوعة بالابتكار وبناء شراكة بريكس بشأن الثورة الصناعية الجديدة من أجل تعزيز التنسيق في سياسات الاقتصاد الكلي وإيجاد المزيد من المكملات في استراتيجياتنا الخاصة بالتنمية وتعزيز القدرة التنافسية ليس فقط بالنسبة لدول بريكس ولكن أيضا الأسواق الصاعدة والدول النامية الأخرى.
وثانيا، حث شي البلدان أعضاء بريكس على حماية السلام والأمن العالميين، وعلى التمسك بالتعددية وبأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وقال شي علينا دعوة كل الأطراف للتمسك بالقانون الدولي والأعراف الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية وتسوية النزاعات عبر الحوار والخلافات عبر التشاور. وعن طريق تدعيم أدوار اجتماعات بريكس لوزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي والممثلين الدائمين لدى الأمم المتحدة، نستطيع جعل صوتنا مسموعا وتقديم حلولنا والعمل سويا من أجل نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والمساواة والعدالة والتعاون المربح للجميع.
وثالثا، يتعين على دول بريكس توسيع التبادلات بين الشعوب وتحقيق ارتباطية أكبر فيما بين شعوبها ونيل دعم شعبي أكبر لتعاون دول بريكس عبر التبادلات المكثفة في مختلف المجالات من أجل نشر قصة بريكس في جميع الانحاء من أجل زيادة تعزيز التفاهم المتبادل والصداقة التقليدية بين شعوبنا.
ورابعا، بحسب شي، يتعين على بلدان بريكس بناء شبكة من شراكات أقوى.
وتابع "ربما نستكشف تعاون "بريكس بلس" في إطار الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وأطر أخرى من أجل دفع المصالح المشتركة وتوسيع مساحة التنمية للأسواق الصاعدة والدول النامية، ومن ثم تسهم بشكل أكبر في السلام والتنمية العالميين عبر الشراكات الأوسع نطاقا."
تعزيز الشراكة وحماية التعددية
في كلمته أمام الجلسة، أبرز رامافوسا تصاعد الأحادية والحمائية في العالم، وتأثيرهما السلبي على اقتصادات السوق الصاعدة والبلدان النامية.
وأوضح رامافوسا أن جنوب أفريقيا تدعم بلدان بريكس في بناء شراكة بريكس بشأن الثورة الصناعية الجديدة وفي انتهاز فرصة الثورة الصناعية الرابعة لتحقيق تنمية أكبر خلال "العقد الذهبي" الثاني للتعاون في إطار بريكس.
وقال ميشال تامر الذي تواجه بلاده مهام تنموية مشابهة إنه يتعين على بلدان بريكس تعزيز التضامن والتعاون سويا في مواجهة الأخطار والتحديات الراهنة وربط استراتيجيات التنمية في كل البلدان بعضها ببعض وتوسيع مجالات التعاون وتعزيز التنافسية في مجال العلوم والتكنولوجيا.
وقال بوتين إن بلدان بريكس تواجه وضعا دوليا معقدا ودائم التغير، داعيا بلدان بريكس إلى الاتحاد والتنسيق مع بعضها البعض وإلى التمسك بالتعددية والقواعد الدولية وإلى تكريس جهودها لحماية النظام الاقتصادي وتعزيز التنمية عالية الجودة والمتساوية، فضلا عن حل القضايا الإقليمية الساخنة عبر الوسائل السياسية.
وأضاف بوتين أنه يتعين على بلدان بريكس تنفيذ تعاون أوثق من خلال الأطر التعددية وتعزيز تأثيرها في الشؤون الدولية.
ووصف مودي بلدان بريكس بأنها محرك هام للنمو العالمي، قائلا إنه يتعين عليها أن تساعد بنشاط في تعزيز الحوكمة العالمية ودعم التعددية وتيسير التجارة الحرة وجعل العولمة مفيدة للجميع من أجل حماية أفضل لمصالح الدول النامية.
وأصدرت القمة إعلان جوهانسبرج الذي أرسلت فيه بلدان بريكس رسالة واضحة للحفاظ على التعددية ورفض الحمائية.
وبحسب الإعلان، قررت بلدان بريكس إطلاق شراكة الثورة الصناعية الجديدة وتعميق التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والمالية والأمن السياسي والتبادلات الثقافية والشعبية.