دمشق 25 يوليو 2018 /قتل 50 شخصا على الأقل، بينهم مسلحون موالون للجيش السوري وأصيب العشرات بجروح اليوم (الأربعاء) في سلسلة تفجيرات وهجمات لتنظيم الدولة الإسلامية في مدينة السويداء وريفها جنوب سوريا، حسب الإعلام الرسمي السوري ومصادر متطابقة.
وهزت ثلاثة تفجيرات انتحارية اليوم مدينة السويداء بالتزامن مع هجمات لتنظيم الدولة الإسلامية على قرى في ريفي السويداء الشرقي والشمالي، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) وشهود عيان.
ووقع التفجير الأول في منطقة سوق الخضار وسط مدينة السويداء، عندما فجر انتحاري نفسه، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى من المدنيين، لم تحدد الوكالة عددهم.
وتشهد منطقة سوق الخضار حركة نشطة منذ ساعات الصباح الباكر في السويداء.
ووقع التفجير الثاني قرب دوار المنشقة، وهو نقطة انطلاق حافلات تقل مدنيين وطلاب، حسب المصادر.
وقالت المصادر إن التفجير الثالث وقع في منطقة المسلخ بحي الجلاء بالسويداء، عندما فجر انتحاري نفسه بحزام ناسف يرتديه في أثناء ملاحقة الأجهزة الأمنية له.
كما قتلت الجهات المختصة في سوريا إرهابيين انتحاريين من داعش يرتديان حزامين ناسفين قبيل تفجير نفسيهما في مناطق سكنية بمدينة السويداء.
ونشر الإعلام الرسمي السوري صورا ولقطات من أماكن وقوع التفجيرات أظهرت أشلاء وخضروات مبعثرة وأضرار بمبان وسيارات.
ولم يحدد الإعلام الرسمي حصيلة للقتلى والجرحى جراء التفجيرات في السويداء، لكنه أشار إلى وقوع هجمات متزامنة لتنظيم الدولة الإسلامية على قرى في ريف السويداء.
وقالت وكالة الأنباء السورية "إن وحدات من الجيش العربي السوري تصدت لهجوم نفذه إرهابيو تنظيم داعش على منازل المواطنين في قرى (..) بريف السويداء الشمالي وأوقعت بينهم عددا كبيرا من القتلى".
وأشارت إلى إحباط ثلاثة هجمات اخرى للتنظيم المتطرف في ريف السويداء الشرقي.
وقال مصدر طبي في مستشفى السويداء الحكومي لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق "إن أكثر من 50 جثة و78 جريحا وصلوا إلى المستشفى الوطني من جراء التفجيرات الانتحارية وهجوم تنظيم داعش الإرهابي على عدة قرى في الريف الشرقي والشمالي لمحافظة السويداء".
وأشار المصدر إلى أنه تم إلقاء القبض على انتحاري مصاب يرتدي حزاما ناسفا داخل مستشفى السويداء، مؤكدا أنه "تم تفكيك الحزام الناسف".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن 54 شخصا على الأقل قتلوا في محافظة السويداء، هم 22 مدنيا و32 من مسلحا مواليا للنظام من سكان السويداء.
وتابع أن جميع القتلى قضوا "بإطلاق نار من قبل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية وخلال الاشتباكات بين الطرفين، وبعضهم أعدموا بشكل مباشر".
وأشار المرصد السوري إلى مقتل 21 على الأقل من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية، بينهم أربعة انتحاريين فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة.
وعرضت حسابات موالية للحكومة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي صورا لجثث قالت إنها لقتلى داعش.
ومع تصاعد الخسائر، لم يتوقف القتال حتى الآن في السويداء، حيث تواصلت الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر تنظيم الدولة الإسلامية من جانب آخر، حسب المرصد.
وقال المرصد، الذي يعتمد على شبكة ناشطين على الأرض إن مسلحين موالين للنظام تمكنوا من التقدم وبدء هجمات معاكسة بعد استقدام تعزيزات عسكرية، وتدور عمليات كر وفر بين الجانبين في عدد من القرى.
وأكد مصدر عسكري سوري ل(شينخوا) أن وحدات من الجيش السوري بدأت عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على النقاط التي سيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية صباح اليوم في ريف السويداء.
وقال إن الجيش السوري تمكن من استعادة السيطرة على عدة قرى بريف السويداء الشرقي بعد ساعات من الهجوم.
وإثر التفجيرات والمعارك، سادت حالة من حظر التجوال في شوارع مدينة السويداء، باستثناء حركة رجال الأمن وسيارات الدفاع المدني والإسعاف، حسب شهود عيان.
وتعد هجمات وتفجيرات اليوم هي الأعنف لتنظيم الدولة الإسلامية على محافظة السويداء منذ اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011.
وسبق أن شن التنظيم المتطرف هجوما على قرى بالريف الشرقي للسويداء في يونيو من العام 2015.
وكان الجيش السوري قد شن في الأسابيع الماضية عملية عسكرية في ريف السويداء الشمالي الشرقي ضد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وتمكن من إبعادهم باتجاه البادية السورية، وفقا للإعلام الرسمي السوري.
وتتزامن هجمات السويداء اليوم مع اقتراب الجيش السوري من استعادة السيطرة الكاملة على محافظتي درعا والقنيطرة في جنوب سوريا.