لبست معالم الامارات ألوان العلم الصيني استقبالا للرئيس الصيني شي جين بينغ. وهي أول زيارة يجريها رئيس صيني الى الإمارات منذ 29 سنة. وفي 20 يوليو، إلتقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بكل من نائب رئيس الإمارات ورئيس الوزراء محمد بن راشد آل مكتوم وولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد زايد بن آل نهيان بالعاصمة الإماراتية أبوظبي. واتفق الجانبان على تأسيس علاقات شراكة إستراتيجية شاملة، وتعميق التعاون في مختلف المجالات، ودفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى أعلى ومجالات أرحب.
مثّلت الإمارات المحطة الأجنبية الأولى لشي جين بينغ خلال العام الحالي، وأول دولة يزورها شي بعد إعادة إنتخابه لفترة رئاسية ثانية. وحظي الرئيس شي بإستقبال مهيب، أمنته 12 طائرة مقاتلة، واستقبل بفرقة من الخيّالة، و21 مدفعا للمفرقعات الاحتفالية. وقال ولي عهد إمارة أبوظبي، محمد بن زايد بأن زيارة الرئيس شي، تعد حدثا تاريخيا بالنسبة للإمارات، وتعبر عن دخول التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات إلى مرحلة جديدة، ما سيجلب الرخاء والإزدهار لشعبي البلدين. وقام محمد بن زايد بإهداء الرئيس شي جين بينغ وسام الشيخ زايد، أعلى وسام شرف في البلاد. كما أهدى له حصانا عربيا أصيلا، تعبيرا عن تقدير الجانب الإماراتي لزيارة الرئيس الصيني.
تمثل الصين والإمارات شريكين طبيعيين في بناء مبادرة "الحزام والطريق"، كما تحقق هذه المبادرة تطابقا كبيرا مع تصور محمد بن زايد لـ "إعادة إحياء طريق الحرير". وفي ظل دفع مبادرة الحزام والطريق، أصبحت الإمارات لسنوات متتالية تمثل ثاني أكبر شريك تجاري للصين في العالم العربي وأكبر سوق تصدير، وباتت الصين تمثل أكبر شريك تجاري للإمارات. وتربط الجانبين علاقات تعاون قوية في مجالات الطاقة والمالية وطاقة الإنتاج والتكنولوجيا العليا والجديدة وغيرها.
عشية زيارته إلى الإمارات، طرح الرئيس شي جين بينغ 4 نقاط حول بناء الصين والإمارات مجتمع المصير المشترك لمبادرة الحزام والطريق: "شراكة إستراتيجية تنبني على الصدق والثقة المتبادلة"، "شراكة تعاون تنبني الفوز المشترك والمنفعة المتبادلة"، "شراكة تبادل تنبني على التعلم البيني"، "شراكة إبتكار تنبني على الممارسة والريادة". وخلال الزيارة، إتفق الجانبان على تعميق التعاون الثنائي في مجالات السياسة والإقتصاد والمال والتعليم والعلوم والتكنولوجيا، والطاقة المتجددة والموارد المائية والنفط والغاز، إضافة إلى المجال العسكري والقانوني والبشري والقنصلي وتسهيل حركة مواطني البلدين وتعميق التعاون في آليات تنفيذ علاقات الشراكة الإستراتيجية.
لبّت زيارة الرئيس شي إلى الإمارات رغبة الجانبين في تعميق التعاون في مختلف المجالات، والتقدم نحو مستقبل أجمل لعلاقات البلدين. في هذا الصدد، قال سفير الإمارات لدى الصين، علي عبيد الظاهري، أن هذه الزيارة تمثل خطوة هامة في مسعى البلدين نحو تأسيس علاقات إقتصادية وثقافية وتجارية واستثمارية طويلة المدى.
تعد الإمارات مثالا على علاقات الإحترام المتبادل والصداقة العملية والمصالح المتبادلة والفوز المشترك بين الصين والدول العربية. قبل ذلك، عقد الإجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي ببكين، حيث أعلن الرئيس شي خلال الإجتماع الإفتتاحي، عن تأسيس علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الصين والدول العربية، على أسس التعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل. وفي هذا الإطار، تعمل الصين والإمارات العربية المتحدة، على رفع مستوى العلاقات الثنائية، مالن يسهم في فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين فحسب، بل سيجعل العلاقات بين الجانبين، مثالا للتعاون بين الصين والدول العربية.