بكين 16 يوليو 2018 / اتفقت الصين والاتحاد الأوروبي اليوم (الاثنين) على العمل معا لحماية نظام دولي قائم على قواعد محددة وتعزيز التعددية ودعم التجارة الحرة.
توصل الجانبان إلى ذلك خلال الاجتماع ال20 لقادة الصين والاتحاد الأوروبي الذي ترأسه رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر.
واتفق الجانبان على أنه في مواجهة الوضع الدولي المعقد الراهن، خاصة تصاعد الأحادية والحمائية، فإن الصين والاتحاد الأوروبي، بوصفهما قوتين رئيسيتين واقتصادين رئيسيين في العالم، يتحملان المسؤولية المشتركة في حماية نظام دولي قائم على قواعد وفي تدعيم التعددية والتجارة الحرة من أجل تعزيز السلام والاستقرار والتنمية على مستوى العالم.
واتفق الجانبان أيضا على أن يتعاونا معا في حماية ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وتعزيز الحوارات بشأن الدبلوماسية والسياسات الأمنية من أجل مواجهة التحديات المشتركة.
وأكد الجانبان على أنهما متمسكان بقوة بتعزيز اقتصاد عالمي مفتوح وبدعم تحرير وتيسير التجارة والاستثمار فضلا عن مقاومة الحمائية والأحادية.
ويدعم الجانبان بقوة نظام التجارة التعددي القائم على القواعد، ومنظمة التجارة العالمية في القلب منه، ويؤكدان على التزامهما بقواعد منظمة التجارة العالمية القائمة حاليا.
واتفق الجانبان على تشكيل مجموعة عمل مشتركة لمناقشة إصلاح منظمة التجارة العالمية.
وخلال اجتماع قادة الجانبين، تبادلت الصين والاتحاد الأوروبي عروض الوصول إلى السوق في إطار مفاوضات اتفاقية الاستثمار التي تجري حاليا، واتفقا على منح المفاوضات أولوية قصوى والسعي من أجل بناء بيئة أعمال للمستثمرين تكون مفتوحة وشفافة وعادلة ويمكن التنبؤ بها.
وحث الجانبان على بذل الجهود من أجل تعزيز الحوار والتعاون في مجالات البيئة والطاقة والاقتصاد الدائري والابتكار العلمي وحقوق الملكية الفكرية والصناعة والاقتصاد الرقمي والحضرنة.
واتفق الجانبان على تعزيز الحوارات بشأن المساعدات الإنسانية، وإطلاق دراسة جدوى مشتركة بشأن تعميق التعاون في قطاع الخمور والمشروبات الروحية.
واتفق الجانبان على تعميق الحوار بين الصين والاتحاد الأوروبي بشأن حقوق الملكية الفكرية وتعزيز التعاون بين الجانبين في حماية حقوق الملكية الفكرية.
وأكد الجانبان على التزامهما بتوسيع الانفتاح ثنائي الاتجاه وتعزيز الوصول إلى السوق وتحسين بيئة الاستثمار، فضلا عن تعزيز الربط بين مبادرة الحزام والطريق الصينية ومبادرات الاتحاد الأوروبي، وتسريع وتيرة مفاوضات الاتفاقية بشأن التعاون في مجال المؤشرات الجغرافية وحمايتها.
واتفق الجانبان على تعزيز فعاليات عام السياحة الصينية - الأوروبية 2018، وتيسير التعاون السياحي والتبادلات الشعبية.
وأكد الجانبان على التزامهما بدعم مجموعة العشرين بوصفها المنصة الرئيسية للتعاون الاقتصادي الدولي، وبالعمل على استمرار المجموعة في دورها النشط في الحوكمة الاقتصادية والمالية العالمية.
واتفق الجانبان على أن المصالح المشتركة بين الصين والاتحاد الأوروبي تتجاوز الخلافات بدرجة كبيرة، وأكدا أنهما سيستمران في حل الخلافات على النحو المناسب وبروح الاحترام المتبادل والمساواة والمنفعة المتبادلة.
وفي معرض الإشارة إلى أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تمر بمرحلة حاسمة، قال لي إن الصين تدعم بقوة تكامل الاتحاد الأوروبي وتأمل في أن ترى الاتحاد محافظا على وحدته واستقراره وتنميته.
وأكد لي أن الصين مستعدة لتعزيز التواصل الاستراتيجي والتعاون البراجماتي مع الاتحاد الأوروبي من أجل المضي قدما في الشراكة الاستراتيجية الشاملة.
وفي إطار تأكيده على أن باب الصين سيزداد انفتاحا على العالم، قال لي إن الحكومة الصينية أصدرت قائمة سلبية للاستثمار الأجنبي قبل وقت قصير وأنها ستقوم بتيسير الوصول إلى السوق بشكل أكبر.
وحث لي الاتحاد الأوروبي على انتهاز الفرصة لتوسيع الاستثمارات في الصين وتوسيع التجارة معها، فضلا عن تخفيف القيود على صادرات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين وخلق بيئة نزيهة وشفافة للاستثمار الصيني في أوروبا.
وأطلع لي توسك ويونكر أيضا على نتائج الاجتماع السابع بين قادة الصين ودول وسط وشرق أوروبا الذي عقد في بلغاريا، قائلا إن آلية التعاون بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا (16+1) منصة اقليمية مفتوحة وشفافة وشاملة وتؤدي دورا مساعدا في دعم العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وأوضح لي أنه جرت الموافقة خلال اجتماع قادة الصين ودول على إقامة مركز 16+1 للشراكة العالمية في صوفيا ببلغاريا لمساعدة الشركات من ال17 دولة في فهم قوانين ولوائح الاتحاد الأوروبي على نحو أفضل.
ورحب لي بالدول الأوروبية ومؤسسات الاتحاد الأوروبي لإقامة تعاون طرف ثالث مع الصين في دول وسط وشرق أوروبا من أجل التوصل إلى وضع يحقق مصلحة جميع الأطراف.
ويوافق العام الحالي الذكرى ال15 لصياغة شراكة استراتيجية شاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقال توسك ويونكر إن الجانبين حققا إنجازات في مجالات التجارة والاستثمار والدبلوماسية والارتباطية والتغير المناخي خلال ال15 عاما الماضية.
وأضافا أن الهيكل الدولي الراهن يمر بتغيرات عميقة ستؤثر على السلام والتنمية العالميين.
وحث توسك ويونكر الجانبين على تحمل المسؤوليات المشتركة ومقاومة الحمائية والأحادية واحترام القواعد الدولية المعترف بها عالميا والتعلم من دروس التاريخ وتفادي الصراعات والاضطرابات.
واتفق القائدان على أن آلية تعاون 16+1 بناءة وأعربا عن سعادتهما برؤية التواصل المباشر بين الصين ودول وسط وشرق أوروبا وبرؤية تعاون الطرفين في إطار احترام قواعد الاتحاد الأوروبي وفي إطار صلاحياته وسلطاته.
وتبادل الجانبان وجهات النظر العميقة بشأن القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وعقب اللقاء شهد لي وتوسك ويونكر التوقيع على مجموعة من الوثائق في مجالات الاستثمار وحماية البيئة والاقتصاد الدائري فضلا عن شراكة زرقاء في مجال المحيطات والجمارك.
واتفق الجانبان على إصدار بيان مشترك عن القمة ال20 بين الصين والاتحاد الأوروبي وإصدار بيان قادة الصين والاتحاد الأوروبي بشأن التغير المناخي والطاقة النظيفة.
وحضر لي ويونكر اليوم أيضا حفل افتتاح الطاولة المستديرة لرواد الأعمال من الصين والاتحاد الأوروبي.
وأعرب لي ويونكر عن اعتقادهما بأن الصين والاتحاد الأوروبي بينهما آفاق واسعة للتعاون الاقصادي والتجاري والاستثماري، وحثا الجانبين على توسيع الانفتاح ثنائي الاتجاه وتيسير الوصول إلى السوق وتحسين بيئة الأعمال بما يحقق التعاون المربح للطرفين على نحو أفضل.
والتقى لي ويونكر أيضا الصحفيين صباح اليوم.
وقال لي خلال المؤتمر الصحفي إن الجانبين تبادلا العروض الخاصة بتيسير الوصول إلى السوق، ما يدفع مفاوضات اتفاقية الاستثمار نحو مرحلة جديدة، مؤكدا على أنه من مصلحة الصين والاتحاد الأوروبي التوصل إلى الاتفاقية في أقرب وقت ممكن.
وقال لي "في الوقت الراهن، يُظهر تقدم المفاوضات أن الصين والاتحاد الأوروبي متمسكان بتعزيز تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، وبمعارضة الحمائية والأحادية وبدعم النظام التجاري الدولي القائم على القواعد.
وأعرب لي عن أمله في أن يتحلى الجانبان بتوجه إيجابي ومرن لتحقيق تقدم في المفاوضات ووضع القضايا الخاصة باتفاقية التجارة الحرة على جدول الأعمال.
وأشاد توسك ويونكر بتبادل العروض الخاصة بالوصول إلى السوق، وقالا إنهما يأملان في أن تحقق المفاوضات المزيد من التقدم.