بكين 13 يوليو 2018 / أثار خطاب الرئيس شي جين بينغ في الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون الصيني العربي يوم 10 يوليو، والذي كان بعنوان "يداً بيد لدفع الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية في العصر الجديد"، أثار الكثير من ردود الأفعال الإيجابية لدى مختلف الأوساط العربية بما فيها الإعلامي حيث أعرب بعض الإعلاميين العرب لوكالة أنباء "شينخوا" عن تقديرهم العالي لأهمية خطاب الرئيس شي.
وفيما يلي ملاحظات هاني محمد كامل نائب رئيس قسم الشؤون الدولية لجريدة اليوم السابع المصرية على خطاب الرئيس شي.
الرئيس الصيني شي جين بينغ قدم في الخطاب خطة عمل حقيقية للتعاون العربي الصيني، لدعم التعاون الوثيق بين الدول العربية والصين، وذلك من خلال دور الصين الكبير الهام والداعم لجميع قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والموقف القوي الذي تقفه الصين بجانب أخواتها العرب.
منتدى التعاون الصيني العربي، يساهم في تعزيز العلاقات بين الصين والبلدان العربية، حيث أن حجم التجارة الثنائية خلال عام 2017 قد سجل 191 مليار دولار، أي أنه تضاعف على الأقل 6 أو 7 مرات بالمقارنة بعام 2004، وذلك يرجع إلى اهتمام الرئيس الصيني شي بالعلاقات بين الصين والدول العربية، حيث كانت هذه هي المرة الثالثة التي يلقي فيها خطابا عن العلاقات بين البلدان العربية والصين.
ومن أهم الأشياء الذي خرج بها هذا الاجتماع الثامن ثلاث وثائق مهمة جدا، وهي إعلان بكين للدورة الثامنة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، والبرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2018 و 2020، والإعلان التنفيذي الخاص بمبادرة الحزام والطريق.
وتعتبر مصر من أول الدول العربية التي أيدت مبادرة الحزام والطريق، باعتبارها الركيزة الأساسية التي تقوم عليها أعمال الاجتماع الوزاري الثامن للمنتدى، نظراً لما تتميز به من انعكاسات اقتصادية ايجابية كبيرة لهذا التعاون بين مصر والبلدان العربية والصين، متمثلة في زيادة حجم الاستثمارات بين الجانبين العربي والصيني، وعدد من ميادين التعاون الأخرى كالمجالات التكنولوجية والبحثية التي تتمتع الصين بخبرة كبيرة فيها.
وتحرص الصين على المشاركة في بناء موانئ الدول العربية وشبكة السكك الحديدية العربية، كما تعمل مع الجانب العربي على إنشاء الممر الاقتصادي الأزرق وبناء مركز للتعاون البحري، ما سيشكل نقلة نوعية في التواصل الحضاري والتجاري والثقافي والاجتماعي بين البلدان العربية والصين التي دائما ما تؤكد دعمها للعرب.
وبالفعل؛ تحتاج الدول العربية لدولة بحجم الصين للوقوف بجانبها في أزمات الشرق الأوسط. وإن الرئيس شي أشار في خطابه إلى دعم عقد مؤتمر دولي جديد للقضية الفلسطينية، ليكون مؤتمراً مختلفا هذا المرة، إذ من الممكن أن يخرج بمخرجات في صالح الجانب العربي، لأن دولة مثل الصين عضو في منصات الحوكمة العالمية المتعددة الأطراف مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومجموعة العشرين.
إن خطاب الرئيس الصيني كان زاخرا بالمعلومات التي سترسم ملامح خارطة طريق طموحة لمستقبل التعاون العربي الصيني، ما يؤكد دخول العلاقات بين الدول العربية والصين إلى مرحلة تاريخية جديدة تعمل على بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية يخدم العالم بأكمله.