بكين 13 يوليو 2018 /التقى الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ هنا اليوم (الجمعة) وفدا ضم مجموعة أفراد من قطاعات مختلفة من تايوان بقيادة لين تشان الرئيس السابق لحزب الكومينتانغ.
وأكد شي خلال الاجتماع الذي عقد في قاعة الشعب الكبرى في بكين على أن السعي من أجل قضية عادلة وطموحات مشتركة للشعب لا يمكن إيقافهما.
وقال "لدينا الثقة والقدرة على الحفاظ على الالتزام الصارم بالسير في الاتجاه الصحيح، والعمل من أجل التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق، ودفع العملية نحو إعادة التوحيد السلمي للصين."
ودعا شي المواطنين على جانبي مضيق تايوان إلى العمل معا لدعم توافق 1992، الذي يجسد مبدأ "صين واحدة"، وإلى المعارضة الصارمة لـ"استقلال تايوان" ومنع ذلك.
كما دعا شي الجانبين إلى بذل جهود مشتركة لتوسيع وتعميق التبادلات والتعاون عبر المضيق وتعميقهما في مختلف المجالات وتحسين علاقات القرابة بين المواطنين ورفاهيتهم، فضلا عن "المشاركة في كتابة الفصل الجديد من الإحياء الوطني العظيم للأمة الصينية".
وقال شي "من خلال منظور طويل الأجل ورؤية واسعة، يستطيع المواطنون من الجانبين فهم الصورة الكبيرة للعلاقات عبر المضيق والتغلب على الصعوبات من أجل التحرك قدما."
وتابع "لدينا كامل الثقة في مستقبل العلاقات عبر المضيق"
وقال شي إن تلك الثقة تقوم على أساس واضح وهو أن التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق والجهود المشتركة لتحقيق الإحياء الوطني العظيم هي الطريق الصحيحة "التي تتفق مع مصالح الأمة بأسرها ومع طابع العصر الراهن، ما يحقق المنفعة لأبناء الوطن من الجانبين ويحظى بدعمهم."
وأضاف شي أن تلك الثقة تنبع أيضا من حقيقة أن أبناء الشعب من الجانبين لم ينفصلوا قط عاطفيا عن بعضهم البعض، ولم ينفصلوا في قوميتهم أو في هويتهم الثقافية، مؤكدا أن الاتجاه العام للعلاقات هو السير قدما إلى الأمام، وذلك رغم نوبات الصعود والهبوط في العلاقات عبر المضيق.
وأوضح شي أن المضيق ينتمي إلى "مجتمع مصير مشترك غير قابل للانفصام يقف أبناؤه معا في السراء والضراء."
وتابع "لا أحد يستطيع وقف الطموح المشترك لأبناء الوطن الواحد على الجانبين من أجل حياة أفضل وإقامة علاقات عبر المضيق تكون أقوى وواعدة بشكل أكبر."
وفي معرض إشارته إلى أهمية التمسك بالطريق الصحيحة، حث شي المواطنين من الجانبين على التحلي بالإيمان القوي وإظهار التضامن، خاصة في ظل الوضع الراهن.
وأكد شي أنه يتعين التمسك بتوافق 1992، في الوقت الذي يتعين فيه معارضة "استقلال تايوان".
وتابع "لن نسمح لأية محاولة لاستقلال تايوان بأن تنجح. تلك المحاولات مصيرها الفشل. ودعا شي المواطنين من الجانبين إلى معارضة أنشطة "استقلال تايوان" ومنعها بشكل قوي وعبر إجراءات عملية.
وأضاف شي أنه يتعين توسيع وتكثيف العلاقات عبر المضيق، موضحا أنه لا يجب أن يؤدي الاختلاف بين الجانبين بشأن بعض القضايا إلى إيقاف أنشطة التبادل والتعاون المنتظمة أو أن يصبح ذريعة تعترض طريق العلاقات.
وتابع "يتعين على أبناء الوطن الواحد عبر المضيق إظهار التعاطف وأن يضع كل جانب نفسه مكان الآخر، ويتعين عليهم أيضا فهم بعضهم البعض على نحو أفضل من أجل صياغة علاقات أقوى."
وأكد شي أنه يجب تعزيز رفاهية المواطنين عبر المضيق.
وأوضح شي أنه في الوقت الذي تتجه فيه عملية الإحياء الوطني قدما نحو مستقبل أفضل، فإن الأمة تمتلك قدرة أقوى وظروفا أفضل من أجل تحسين رفاهية المواطنين.
ومتعهدا بتوفير معاملة متساوية لأبناء تايوان والشركات التايوانية في البر الرئيسي، قال إنه سيتم تبني المزيد من السياسات في هذا الصدد، وذلك بعد تبني 31 إجراء في فبراير من أجل تعزيز التبادل والتعاون على المستويين الاقتصادي والثقافي عبر المضيق.
وشدد شي على أنه يتعين على أبناء الوطن عبر المضيق أن يتحدوا من أجل العمل لتحقيق الإحياء الوطني العظيم، مؤكدا أيضا على أنه لا يتعين أن يغيب أبناء الوطن في تايوان عن دعم هذه القضية، ولن يحدث ذلك.
وقال شي إنه يجب على أبناء الوطن عبر المضيق المُضي وفقَ مجرى التاريخ، والعمل معا من أجل تحقيق مصالح أكبر ومن أجل تعزيز التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق وتعزيز عملية التوحيد السلمي للوطن الأم، وتحقيق الحلم الصيني الخاص بالإحياء العظيم للأمة الصينية.
وأكد لين على أهمية التمسك بمبدأ "صين واحدة" وأهمية تعزيز علاقات سلمية عبر المضيق وتحقيق التكامل الذي يحقق مصلحة الجميع، وضخ الحيوية في الأمة الصينية.
في 2005، أصدر الجانبان توافقا من 5 نقاط بشأن التنمية السلمية للعلاقات عبر المضيق، حيث تضمن هذا التوافق المصادقة على توافق عام 1992 ومعارضة "استقلال تايوان"، الأمر الذي ساعد في وضع العلاقات عبر المضيق على الطريق الصحيحة للتنمية السلمية.
وأشار لين إلى أن الوضع الراهن في مضيق تايوان يشهد نوعا من زعزعة الاستقرار ويؤدي إلى إلحاق الضرر بأمن ورفاهية أبناء تايوان.
وتابع "جميع أبناء الشعب من الجانبين ينتمون إلى الأمة الصينية التي تشارك أفرادها معا السراء والضراء".
وحث لين أبناء الوطن على التخلي عن الشقاقات الداخلية والعمل معا لمواصلة العلاقات السلمية والسعي نحو تحقيق الرخاء المشترك عبر المضيق.
وأكد على أنه يتعين على الجانبين تعزيز الثقة السياسية المتبادلة واستئناف الحوار على أساس توافق 1992 ومعالجة الخلافات السياسية التي تراكمت عبر التاريخ خطوة خطوة.
وحث لين الجانبين على تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والتبادلات الشعبية وعلى توسيع المنافع المتبادلة وتعزيز القرابة والألفة بين أبناء الوطن عبر المضيق، والاستمرار في تعزيز التكامل من أجل تحقيق حلم إحياء الأمة الصينية العظيم.