بكين 15 يوليو 2018 /مع اعتبار الابتكار القوة الدافعة الرئيسية للتنمية، تتخذ الصين موقفا حازما لتضييق الفجوة في التقدم التكنولوجي -ولا سيما في التكنولوجيات الرئيسية والأساسية- إزاء المستويات المتقدمة عالميا.
وخلال السنوات القليلة الماضية، تم إنجاز الكثير نحو جعل الصين دولة ابتكارات، مع إحراز تقدم في مجالي العلوم والتكنولوجيا، بما في ذلك الإطلاق الناجح لمختبر ((تيانقونغ-2)) الفضائي، ووضع الغواصة المأهولة ((جياولونغ)) في الخدمة للعمل في أعماق البحار، فضلا عن رحلة تجريبية للطائرة ((سي 919)).
وشهد مؤشر الصين للابتكار، وهو مقياس للقدرة على الابتكار وضعه المكتب الوطني للإحصاء، ارتفاعات مطردة على مدار العقد الماضي، حيث بلغ المؤشر 181.2 في عام 2016.
وفي هذا العام، دخلت الصين في قائمة أفضل 20 اقتصادا ابتكاريا في التصنيف السنوي لمؤشر الابتكار العالمي الذي نشرته جامعة كورنيل والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، حيث صعدت إلى المرتبة الـ 17 بعد أن كانت في المركز الـ 22 في عام 2017.
بيد أن جميع هذه الإنجازات ليست مبررا للرضا عن الذات، وتبقى الصين على وعي شديد بنقاط ضعفها.
وجاء في وثيقة صدرت أمس الأول الجمعة عقب اجتماع للجنة المركزية للشؤون المالية والاقتصادية "إن مستوى التطور التكنولوجي، ولا سيما في التكنولوجيات الرئيسية والأساسية، لا يزال يعاني فجوة كبيرة عن المستويات المتقدمة دوليا وغير قادر على تلبية متطلبات تحقيق الهدفين المئويين."
كما أن مساهمة التقدم العلمي والتكنولوجي الصيني في النمو الاقتصادي، تتخلف كثيرا عن الدول المتقدمة.
وتعد التكنولوجيات الرئيسية والأساسية أمرا حاسما لأي دولة، وتحمل أهمية كبيرة في تعزيز التنمية الاقتصادية عالية الجودة للصين، والحفاظ على الأمن الوطني.
لذا، فإن تحسين القدرات الابتكارية للتكنولوجيات الرئيسية والأساسية، والتمسك بإحكام بمبادرة التطوير العلمي والتكنولوجي، سيوفران ضمانة تكنولوجية قوية لتنمية البلاد.
وقالت الوثيقة إنه يتعين على الصين تعزيز البحث الأساسي، والبحث عن تقدم كبير في الابتكار التكنولوجي المستقل، الأمر الذي يدعو إلى تعزيز الشعور بالإلحاح.
ولتحقيق هذه الغاية، فإن الاجتماع طالب بتأسيس آلية لتعزيز تنمية التكنولوجيات الرئيسية والأساسية، وتخطيط أكثر استهدافا للأنظمة والمنصات الجديدة ذات الصلة.
كما يتعين على البلاد تبسيط إدارة مشروعات البرامج البحثية والتكنولوجية الرئيسية، وإعطاء مؤسسات البحث والتطوير والعاملين فيهما ، دورا أكبر، ورعاية العلماء الشباب والفرق البحثية التي يقودها كبار العلماء.
ولمواجهة التحديات الملحة، يتعين على العاملين في العلوم والتكنولوجيا تحمل المسؤوليات التي منحها لهم التاريخ، وأن يصبحوا في طليعة الابتكار.