دمشق 25 يونيو 2018 /سيطر الجيش السوري على غالبية قرى وبلدات منطقة اللجاة أبرز معاقل الفصائل المعارضة المسلحة بين ريفي درعا والسويداء، ليحرز تقدما في إطار هجومه في جنوب غرب سوريا، حسب مصادر ميدانية والمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وينفذ الجيش السوري منذ أسبوع قصفا على مناطق وبلدات تسيطر عليها فصائل إسلامية ومقاتلة مسلحة بشمال شرق مدينة درعا وفي محافظة القنيطرة في جنوب غرب سوريا من أجل استعادة السيطرة على هذه المناطق الواقعة على الحدود مع الأردن وإسرائيل.
وتكتسب هذه المنطقة خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع إسرائيل والأردن، بجانب قربها من دمشق.
وقال مصدر ميداني في ريف درعا الشمالي الشرقي فضل عدم الكشف عن اسمه، لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن "الجيش السوري يواصل عملياته العسكرية في ريفي درعا الشمالي الشرقي والسويداء الشمالي الغربي"، وهو الجزء الذي تتواجد به فصائل مسلحة بمحافظة السويداء.
وتابع المصدر أن الجيش "يحكم سيطرته على أغلب قرى وبلدات منطقة اللجاة" بالريف الشمالي الشرقي لريف درعا، والتي تفصله عن ريف السويداء الشمالي الغربي، وذلك بعد "مواجهات مع المجموعات المسلحة المنتشرة في المنطقة".
وتتيح سيطرة الجيش السوري على معظم قرى منطقة اللجاة فصل الريف الشمالي الشرقي لريف درعا عن ريف السويداء الشمالي الغربي، ما يشكل حماية كبيرة لقواته من الجهة الشمالية الشرقية لريف درعا، حسب المصدر.
كما تتيح قطع طرق إمداد المسلحين من منطقة اللجاة إلى باقي قرى ريف درعا الجنوبي الغربي.
وتقع اللجاة إلى الجنوب من دمشق، وكانت خلال السنوات السبع الماضية قاعدة لإطلاق عشرات آلاف القذائف الصاروخية على مناطق مختلفة من محافظة درعا جنوب سوريا.
وأكد المصدر أن معارك عنيفة تدور في الوقت الحالي بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في الريف الشمالي والشمالي الشرقي لمحافظة درعا بغية السيطرة على كامل القرى والبلدات في الريف الشمالي الشرقي وصولا إلى طريق دمشق ـ درعا.
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن اليوم إن العمليات العسكرية وعمليات القصف الجوي والبري تتواصل بوتيرة متصاعدة، هي الأعنف منذ بداية الحملة العسكرية لقوات النظام على الريف الشمالي والشمالي الشرقي لدرعا في 19 من يونيو الجاري.
وأشار المرصد السوري، الذي يعتمد على شبكة ناشطين على الأرض، إلى أن الطيران المروحي ألقى براميل متفجرة بالتزامن مع عدة غارات على مناطق في مدينة درعا وريفها الشرقي، بينها بصر الحرير.
وأكد أن القسم الأكبر من الغارات والقصف استهدف بلدة بصر الحرير، التي تدور بداخلها معارك طاحنة.
وكان مصدر عسكري سوري، قد قال ل(شينخوا) الخميس إن "وحدات من الجيش السوري بدأت باقتحام بلدة بصر الحرير في الريف الشمالي الشرقي لمدينة درعا".
وتحدث المرصد السوري عن "تمكن قوات النظام من تحقيق المزيد من التقدم داخل منطقة اللجاة، وتوسع سيطرتها لسبع قرى"، مؤكدا أنها "تسعى لفرض سيطرتها على كامل المنطقة"، الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف درعا.
على صعيد متصل، أكد مصدر عسكري سوري اليوم التزام الجيش السوري بحماية المدنيين في المنطقة الجنوبية، وفقا لوكالة الأنباء السورية (سانا).
وردا على قصف الجيش السوري، يقصف مقاتلو الفصائل المسلحة بالقذائف مدينة السويداء، الخاضعة لسيطرة الجيش السوري.
وجنوب غرب سوريا الواقع على الحدود مع الأردن ومرتفعات الجولان واحد من الأجزاء التي لا تزال خارج سيطرة الدولة السورية بعد 7 سنوات من النزاع في البلاد.
يشار إلى أن محافظات درعا والقنيطرة والسويداء مشمولة باتفاق وقعته روسيا والأردن والولايات المتحدة، في يوليو من العام 2017 لإنشاء منطقة لخفض التوتر العسكري بجنوب غرب سوريا.