واشنطن 20 يونيو 2018 /قال الوزير بسفارة الصين في الولايات المتحدة لي كه شين أمس الثلاثاء إن هناك حاجة للصدق والصبر لإصلاح العلاقات الصينية الأمريكية.
أدلى لي بالتصريحات في كلمة ألقاها أمام المؤتمر السنوي لمعهد الدراسات الصينية الأمريكية لعام 2018 المقام تحت عنوان "العلاقات الصينية الأمريكية خلال العام الثاني لرئاسة ترامب."
الإرادة السياسية الصينية
وتعليقا على تصريحات وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يوم الجمعة التي وصف فيها الصين وروسيا بأكبر تحديين تواجههما الولايات المتحدة، قال لي إن "إشارة ماتيس للإرادة السياسية في العلاقة بين الصين والولايات المتحدة مهمة للغاية: فهذا هو الأساس في الطريقة المغلوطة التي ينظر بها البلدان بعضهما لبعض حاليا، وبخاصة الطريقة التي تنظر بها الولايات المتحدة للصين، أو على الأقل بعض الأشخاص فيها".
وقال الدبلوماسي الصيني إن"طريقة الحكم على الإرادة السياسية للصين سيؤدي بالسياسيين الأمريكيين بالتأكيد لاتخاذ خيارات مغايرة"، مضيفا أن الإرادة السياسية الصينية في التعامل مع بقية دول العالم، وبخاصة الولايات المتحدة في العقود القليلة المقبلة، "هى رغية صادقة ونقية في تحقيق السلام والاستقرار والتناغم والرخاء الاقتصادي وتوفير حياة كريمة لكل إنسان وللانفتاح على العالم."
كما أعرب عن اعتقاده بأن الحلم الصيني ينبغي أن يتقارب بل وقادر على أن يتقارب ،ولا يصطدم ، مع الحلم الأمريكي .
وقال إنه علاوة على ذلك، ينظر بعض الشخصيات الأمريكية المهمة إلى الصين كمنافس ."ويبدى أولئك الأشخاص المزيد من الشكوك بشأن الصين بقولهم إن سياسة التعاون الأمريكية مع الصين فشلت ولم تنجح في تحقيق هدف إعادة تشكيل الصين."
وقال "بدون هذا الفهم، لا يبدو هناك شىء صحيح. حتى معاهد كونفوشيوس التي تعلم لغة الماندرين قد تعد شكلا من أشكال النفوذ الخفي. فكل طالب صيني يشبه جيمس بوند. وأكثر ما يقلقني هو أن اتباع نهج غير ودي تجاه الصين يبدو أنه أصبح اتجاها سياسيا جديدا. فأولئك الذين يفهمون نية الصين جيدا يختارون التزام الصمت."
دعوة للصدق والصبر والصراحة والتفاؤل
اقترح لي على البلدين التحلي بالصدق والتعاون على نحو بناء. وقال عن دور الصين في حل القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية "إن الصدق من الجانب الصيني ليكون شريكا بناءا مع الولايات المتحدة، قائم."
وقال لي "الصين طرف مهم في التعاون بالنسبة لكل من الولايات المتحدة وجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية."
وحث الدبلوماسي الصيني كلا الجانبين "على التحلي بالصبر" عند مواجهة المشكلات بقوله "الأمر يستغرق وقتا لتغيير عقليات الناس. لنصبر ولكن لنقم بشيء في الوقت نفسه."
وقال إن الصراحة عامل مهم في معالجة القضايا الثنائية.
وقال "هناك العديد من القضايا التي يمكننا التفاوض بشأنها، لكن البعض لا." "فقضية تايوان إحداها لأنها ليست قضية دبلوماسية بالنسبة للصين وإنما قضية سيادة. لكننا نرى خطرا اليوم عندما يريد البعض تجاوز ذلك الإطار."
وعن قانون السفر إلى تايوان الأمريكي ومحاولة الكونجرس تعزيز بنود حول تايوان في قانون تفويض الدفاع الوطني لهذا العام، قال إنه قلق من أن تجعل "تلك الاختراقات الممكن مستحيلا في نهاية الأمر."
وأضاف "قلقي الحقيقي هو أن يؤدي سوء التقدير بشأن قضية تايوان إلى عواقب غير مرغوب فيها،" لأنه ليس بوسع السياسيين في الصين تقديم تنازلات بشان قضية تايوان."وهذا ليس من مصلحة الولايات المتحدة أيضا".
وفي الوقت ذاته، دعا لي للتفاؤل بقوله "نرى صورة أكثر إشراقا على المستوى المحلي. ففي كل مرة أزور فيها ولايات مختلفة، أشعر بحماس كبير من جانب المحليين لتطوير علاقات أوثق بين ولاياتهم والصين."
دعوة للموثوقية والاتساق بشأن التجارة
وفيما يتعلق بالتجارة، قال لي إن الصين تحث الجانب الأمريكي على أن يكون "جديرا بالثقة ومتسقا."
وأضاف "عندما توافقون، فأنتم تعنون ذلك،" وقال إن فرض رسوم ضخمة على المنتجات الصينية كوسيلة ضغط لن يحقق شيئا. وتابع "لا نغير مبادئنا تحت ضغط."
وتابع "عندما يواجه الاقتصاد الصيني مشكلة نحاول إيجاد حلول بأنفسنا وليس بتوجيه اللوم للآخرين."
وفي رده على أسئلة الحضور بعد الكلمة، قال لي إنه يعتقد إن "الجميع في النهاية سيعودون إلى طاولة المفاوضات لأنه السبيل الوحيد لحل الأمر."
وقال "كل الاتفاقيات التجارية التي توصلت إليها الصين مع الجانب الأمريكي تندرج عموما تحت قواعد منظمة التجارة العالمية."
وأضاف "بالنسبة لنا لا نفهم سبب عدم اعتراف هذه الإدارة باتفاقيات أبرمتها إدارات سابقة. هذه ليست طريقة للممارسة الدولية."
وقال "ربما تقولون إن هناك ممارسة غير عادلة في الصين لكننا نتبع القواعد. اذا اعتقدتم أن الصين تخالف القواعد، يمكنكم الحديث معنا أو مقاضاتنا في منظمة التجارة العالمية."
وقال إنه يختلف مع روبرت لايتزير الممثل التجاري الأمريكي في اتهامه للصين بسرقة التكنولوجيا والنقل الإجباري لها.
وقال "لنتحدث بشأن جوهر هذه القضية ولا تصنعوا الأوهام. لا يمكننا الاتفاق مع اتهام السيد لايتزير بسرقة التكنولوجيا والنقل الإجباري لها في الصين. ففي التوجيهات الوطنية، لا يوجد ذلك النوع من الشروط الملزمة للنقل الإجباري للتكنولوجيا."