اتهم الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة بثت في وقت متأخر من يوم الأربعاء إسرائيل والولايات المتحدة بعرقلة التوصل إلى تسوية للوضع في جنوب سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية ((سانا)) عن الرئيس الأسد قوله في مقابلة مع قناة ((العالم)) الإيرانية ، "ما طرح بعد تحرير الغوطة هو التوجه إلى الجنوب وكنا أمام خيارين إما المصالحة أو التحرير بالقوة"، مضيفا أنه"حتى هذه اللحظة ليست هناك نتائج فعلية لسبب بسيط هو التدخل الإسرائيلي والأمريكي ".
جاءت تصريحات الأسد في وقت تتحدث فيه تقارير عن مناقشة اتفاقية بوساطة روسية مع إسرائيل والولايات المتحدة لتسوية الوضع في جنوب سوريا دون معارك، مثلما حدث في مناطق سورية أخرى.
وكان هناك اتفاق حول إخلاء المسلحين الذين يرفضون المصالحة مع الحكومة على المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في شمال سوريا، في حين أن المتشددين الذين يريدون البقاء يجب تسليم أسلحتهم والشروع في عملية مصالحة مع الحكومة.
وجاءت المحادثات حول الجبهة الجنوبية، المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في كل من درعا والقنيطرة، بعد أن أمن الجيش السوري المنطقة المحيطة بالعاصمة دمشق من المسلحين وكذلك محافظة حمص الوسطى بأكملها.
وتابع الرئيس السوري قائلا في المقابلة إن "الاتصالات مستمرة بين الروس والأمريكيين والإسرائيليين حول الوضع في جنوب سوريا".
وكرر أنه كانت هناك فرصة للمصالحة لكن "الأمريكيون والإسرائيليون منعوها".
في غضون ذلك، أصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن عدة تقارير حول التعزيزات العسكرية التي يتم إرسالها إلى جنوب سوريا تمهيدا للقيام بعمل عسكري في حالة فشل المفاوضات.
وذكرت تقارير نقلا عن نشطاء أن الإسرائيليين يريدون سحب القوات الإيرانية من جنوب سوريا لقبول الاتفاقية ، التي ستشهد عودة الجيش السوري إلى المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في درعا الواقعة بالقرب من الأردن ، والقنيطرة الواقعة على الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
لكن الرئيس الأسد أوضح أن وجود الخبراء العسكريين والقوات العسكرية الإيرانية غير قابل للتفاوض.
وقال الرئيس"العلاقة السورية- الإيرانية علاقة إستراتيجية، لا تخضع لتسوية في الجنوب ولا تخضع لتسوية في الشمال وهذه العلاقة بمضمونها وبنتائجها على الأرض مرتبطة بحاضر المنطقة وبمستقبلها.. لا سوريا ولا إيران طرحتا هذه العلاقة في البازار السياسي الدولي لكي تكون خاضعة للمساومة".
وأشار الرئيس إلى وجود مستشارين عسكريين إيرانيين في سوريا بالإضافة إلى مجموعات من المتطوعين الإيرانيين الذين جاءوا للقتال في سوريا بقيادة ضباط إيرانيين.
وردا على سؤال عما إذا كانت سوريا طلبت من حزب الله الخروج من سوريا، قال الرئيس الأسد إن "المعركة طويلة ومستمرة والحاجة لهذا الحلف الثلاثي ، وإذا اعتبرناه رباعياً بدخول حزب الله، نتحدث عن الحلف الثلاثي كدول ولكن في النهاية حزب الله عنصر أساسي في هذه الحرب، فالمعركة طويلة والحاجة لهذه القوى العسكرية ستستمر لفترة طويلة".
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصر الله أعرب يوم الجمعة الماضية عن رفض الحزب الانسحاب من سوريا، ما لم يقترن ذلك بطلب من الدولة السورية.
وعن إعادة إعمار سوريا، لفت الأسد إلى أن عملية إعادة الإعمار " ليست عامل قلق بالنسبة لسوريا فهي تمتلك العامل البشري الذي سيوفر عليها تكاليف مالية وبالتالي ما زالت لديها القدرة على البدء بهذه العملية، إضافة إلى وجود الدول الصديقة التي لديها الإمكانيات والرغبة في المساهمة بها".
وأكد الأسد أن "الدول التي ساهمت في الحرب وتدمير سوريا لن نسمح لها على الإطلاق بأن تكون جزءا من إعادة الإعمار".
وبدأت دول وشركات كثيرة تفكر بمرحلة إعادة الإعمار والمشاريع الضخمة التي ستقام في سوريا على الرغم من استمرار الأزمة في البلاد.
وقدرت إجمالي خسائر الاقتصاد السوري بـ 226 مليار دولار جراء الحرب المستمرة منذ أعوام ، بحسب تقرير للبنك الدولي.