إذا زرت الصين وذهبت إلى مطعم رفقة أصدقاء في إحدى ليالي الصيف، فثمة إمكانية كبيرة للغاية أن تختار أنت أو أحد أصدقائك منتجات جراد البحر لوجبة العشاء.
ويقبل الصينيون على تناول منتجات جراد البحر، التي تحظى بشعبية كبيرة في البلاد، نظرا لمذاقه اللذيذ والقيمة الغذائية العالية لهذا المنتج المائي.
وقد أصبحت الصين أكبر منتج ومستهلك لجراد البحر في العالم، ففي عام 2017 ، شهدت الصناعات المتعلقة بجراد البحر في الصين نموا قويا، ليرتفع إجمالي الناتج في ذلك القطاع بنسبة 83.15 في المائة إلى 268.5 مليار يوان، من بينها 200 مليار يوان (31.74 مليار دولار أمريكي) من قطاع الخدمات الذي تقوده الأغذية .
وحسب تقرير بشأن صناعة جراد البحر عام 2018 أصدرته هيئات لشؤون المصايد والحيوانات المائية يوم الثلاثاء، فقد وصلت القيمة الاقتصادية لتربية جراد البحر إلى 4.85 مليار يوان، وقيمة إعداده ومعالجته 20 مليار يوان، فيما بلغت قيمته بقطاع الأغذية 200 مليار يوان.
وذكر التقرير أنه وفقا لإحصاءات غير كاملة، فإنه في عام 2017 ، عمل 5.2 مليون شخص في قطاعات متعلقة بجراد البحر، بينهم مليون مزارع لتربيتها، كما تخصصت قرابة 5000 مؤسسة اقتصادية بأعمال التربية والتجارة لجراد البحر.
وفي عام 2017 ، شهدت الصين تربية حوالي 1.13 مليون طن من جراد البحر، حيث احتلت 5 مقاطعات صينية الصدارة في تربيتها، بينها مقاطعة هوبي بـ 631.6 ألف طن ومقاطعة آنهوي 137.7 ألف طن إضافة إلى مقاطعات هونان وجيانغسو وجيانغشي، ليمثل إنتاجها الإجمالي 96.91 في المائة من إجمالي حجم الإنتاج في البلاد.
وفقا للتقرير فإنه خلال الفترة بين عام 2007 و2016 ، شهد حجم تربية جراد البحر في الصين زيادة حادة من 265.5 ألف طن إلى 852.3 ألف طن، بزيادة 221 في المائة، وتجاوز إجمالي مساحات تربية جراد البحر في البلاد الـ 600 ألف هكتار.
وذكر التقرير أنه في عام 2018، كانت شريحة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة هي الأكثر تناولا لجراد البحر، حيث تركز معظم الاستهلاك في المدن الكبيرة ومتوسطة الحجم في شمالي وشرقي ووسط البلاد، حيث يصل حجم الاستهلاك السنوي في كل من بكين وووهان وشانغهاي ونانجينغ إلى أكثر من 10 آلاف طن سنويا.
ويعشق الصينيون تناول جراد البحر بمذاقيه المالح والحار، وقد اعتادوا تناوله في موسم الصيف بشكل خاص وفي أوقات التسلية كأثناء الاجتماع مع أصدقاء أو مشاهدة مباريات رياضية وغيرها.
ومع ترقب العالم لانطلاق مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم، فإنه من المتوقع أن يزداد الإقبال على تناول جراد البحر ليس في الصين فحسب، بل في روسيا أيضا، البلد المضيف لتلك البطولة.
وفي بداية يونيو الجاري، بدأ نقل 100 ألف جرادة بحر تم تجهيزها من مقاطعة هوبي بوسط الصين إلى روسيا، استعدادا لوضعها على موائد الزبائن الروس والأجانب هناك أثناء متابعتهم لمباريات كأس العالم المقبلة لكرة القدم.
وقال مدير الشركة المتخصصة بأعمال النقل، إن النقل من مدينة ووهان في وسط الصين إلى العاصمة الروسية موسكو يستغرق 17 يوما، بعدها ستوزع تلك المنتجات على المطاعم المحلية في المدينة.
وكشف مسؤول في معالجة الأغذية أن درجات الحرارة لتخزين منتجات جراد البحر تظل عند 18 درجة مئوية تحت الصفر أثناء عملية النقل، ويمكن للمستهلكين تجهيز تلك المنتجات لتناولها في غضون 5 دقائق فقط.