تعليق: اجعلوا من قمة كيم - ترامب نقطة انطلاق لشبه جزيرة كورية سلمية وخالية من الأسلحة النووية

سنغافورة 12 يونيو 2018 / عقدت قمة تاريخية بين زعيمي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة هنا اليوم (الثلاثاء)، وهو ما يذكى الآمال في التوصل إلى حل سياسي للقضية النووية بشبه الجزيرة الكورية وإحلال السلام الدائم في المنطقة.

ومع ذلك لا يتوقع أحد أن يكون في مقدور القمة، التي استمرت لنصف يوم، تسوية جميع الخلافات وتبديد حالة عدم الثقة العميقة بين هذين الخصمين العتيدين.

ولضمان أن هذا الزخم الإيجابي يولد النتائج المرجوة، لابد لجميع أصحاب المصلحة مواصلة العمل تجاه هدف مشترك.

فالطريق نحو بلوغ الهدف المتمثل في شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية وتحقيق السلام والازدهار الإقليميين من المؤكد أنه طريق وعر يتطلب التحلى بالصبر والحكمة. والخطوة الأولى هي الأصعب دائما.

ومع اتخاذ بيونغيانغ وواشنطن، وهما الطرفان اللذان يمثلان جوهر قضية شبه الجزيرة الكورية، لقرارات جريئة لعقد قمة، فإنه من الأهمية بمكان أن تتواصل المحادثات وأن تسهم الأطراف المعنية في عملية التفاوض.

إن قمة سنغافورة تمثل المرة الأولى في التاريخ التي يجتمع فيها رئيس أمريكي في المنصب مع الزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية. وفي هذا الصدد، تحمل القمة في حد ذاتها أهمية تاريخية ومن المتوقع أن ترسم مسارا لنزع السلاح النووي وتبشر بفصل جديد نحو إحلال السلام والازدهار في شبه الجزيرة.

وكانت كوريا الديمقراطية قد قدمت مبادرات حسن نية أبدت من خلالها رغبتها القوية في تحقيق شبه جزيرة كورية خالية من الأسلحة النووية وفي التركز على التنمية الاقتصادية.

فقد التزمت بيونغيانغ بوعدها في أواخر مايو بتفكيك موقع التجارب النووية المقام تحت الأرض "بونغي- ري" حيث أجرت جميع تجاربها النووية الست السابقة. وقد وجهت الدعوة لمراسلين من الصين وروسيا والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية وبريطانيا ليشهدوا عملية إغلاقه .

وفي وقت سابق من نفس الشهر، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن شكره لزعيم كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون على إفراجه عن ثلاثة أمريكيين معتقلين، كما أعرب عن رغبته في جعل القمة "لحظة خاصة جدا للسلام العالمي".

لن تختفي الخلافات جميعا في الحال ولكن هذا لا يعني على الإطلاق أنه لا يمكن تجاوزها. ويتعين على البلدين معالجة الشواغل المعقولة للآخر، وإدارة خلافاتهما والحد منها، واتخاذ المزيد من الإجراءات لتعزيز الحوار وتدعيم الثقة المتبادلة.

وفي هذه العملية، ستواصل الصين المساهمة بجهودها والاضطلاع بدور بناء في الدفع من أجل التوصل إلى حل سلمي للقضية النووية بشبه الجزيرة الكورية.

وتتمثل إحدى المسائل الملحة التي يتعين تناولها في الوقت الحالي في ترجمة الانفراجة الحالية التي تحققت بشق الأنفس إلى سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية من خلال مراعاة شواغل جميع الأطراف بالشكل الملائم .

ولتحقيق هذه الغاية، فقد ثبت أن نهج "المسار المزدوج" الذي تدعو إليه الصين ويسعى إلى تحقيق نزع السلاح النووي إلى جانب إقامة نظام سلام في شبه الجزيرة الكورية حل عملي ومعقول.