قطار "غاوكاو"... رحلة أمل لمستقبل واعد (8)

/مصدر: شينخوا/  2018:06:07.14:12

إنه قطار يتم تسييره لمرة واحدة في العام... قطار يُقلّ الطلاب من جبال هنغقان العظيمة بشمال شرقي الصين إلى بلدة على بعد 130 كيلومترا، وهناك؛ سيواجهون ربما أكبر تحدٍ في حياتهم في تلك المرحلة... إنه تحدي "غاوكاو".

يعتبر امتحان قبول كلية "غاوكاو" امتحاناً وطنياً يُقام يومي 7 و 8 يونيو من كل عام، وقد تقدم للتسجيل فيه هذه السنة نحو 9.75 مليون طالب.

وقالت الطالبة لو قوي يي من المدرسة المتوسطة الثانية في بلدة دايانغشو، التي استقلت القطار المذكور مع زميلتها: " ربما تكون هذه الرحلة هي الأخيرة لنا معاً" مُستذكرة كيف كانت تراقب قطار "غاوكاو" يغادر لمرات عديدة نحو وجهته التي تبعد ساعتين ونصف الساعة من الزمن، حاملاً على متنه أجيالاً من زملاء الدراسة للمشاركة في الامتحان الوطني، مفعمين بالأمل لتخطي الامتحان والحصول على القبول في الكلية.

تقع دايانغشو في منطقة منغوليا الداخلية في شمالي الصين عند سفح جبال هنغقان العظيمة، ونظراً لعدم امتلاكها مكاناً مناسباً للتقدم للامتحان المذكور، يتوجب على الطلاب مثل "لو" السفر عبر الجبال إلى بلدة آليخه للخضوع للامتحان.

ويغادر "قطار غاوكاو" سنوياً في الخامس من يونيو بسعر تذكرة لوجهة واحدة يبلغ 12.5 يواناً ( دولارين أمريكيين).

وقبل بدء خدمات القطار في العام 2003، كان يتوجب على الطلاب الاستيقاظ في الساعة الرابعة فجراً ليستقلوا قطاراً متجهاً إلى جياغهداتشي قبل أن يركبوا حافلة إلى آليخه في رحلة تستمر ست ساعات.

وتعتبر من لي التي تُدّرس حاليا في بلدة دايانغشو، من أوائل الطلاب الموفدين الذين استفادوا من خدمات القطار في العام 2003، حيث كانت وقتها تخشى من أن تؤثر الرحلة على إمكانياتها وتحضيراتها لخوض غمار امتحان "غاوكاو".

وحول ذلك قالت :"لقد كانت المرة الأولى بالنسبة إلى الكثيرين منّا وقتها لركوب القطار، فبعض زملاء دراستي لم يغادروا البلدة قط في حياتهم".

ومنذ بدئه، نقل القطار المذكور أكثر من 30 ألف طالب لملاقاة أقدارهم المتعلقة بامتحان "غاوكاو" بينهم أكثر من ستة آلاف حصلوا على مقاعدهم في الجامعة بعد طول انتظار وصبر ودراسة جادة.

واليوم؛ ومع تحسن ظروف ومعايير الحياة بشكل عام في الصين، وارتقاء شبكة الطرق في البلاد بشكل لافت، يحرص الكثير من الآباء على اصطحاب أبنائهم إلى الامتحان المذكور بقيادة سياراتهم الخاصة.

وحول ذلك؛ قال تشن رو تشينغ سائق القطار المذكور على مقطع جياغهداتشي، قال إن عدد الركاب بما فيه الطلاب وآبائهم قد تراجع من 1300 راكب في فترة الذروة إلى 500 راكب هذه السنة.

وهذه السنة؛ تم استبدال القطار الأخضر المتهالك بآخر جديد مزود بمكيفات للهواء، ومصورين على متنه لالتقاط وتوثيق اللحظات والذكريات الخاصة لأحد أهم أيام أولئك الطلاب الذين يركبون القطار وأعينهم شاخصة نحو كلية "غاوكاو" للحصول على مقعد فيها، قبل خوض غمار فصل جديد من حياتهم.