اسطنبول 18 مايو 2018 /قال محللون لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه رغم الانتقاد الشفهي الذي وجهته تركيا لإسرائيل لقتلها عشرات الفلسطينيين، فإن أنقرة لن تتمادي في فرض أية إجراءات ملموسة ضد إسرائيل.
وقال حسن كوني، استاذ القانون الدولي العام في جامعة اسطنبول كولتور، "لا أتوقع ان تتخذ الحكومة أية إجراءات ملموسة كبيرة."
وأدان مسؤولون أتراك كبار العنف الذي ارتكبته القوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين المحتجين على نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واصفين ذلك "بإرهاب الدولة".
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "اسرائيل دولة إرهابية"، واصفا أعمال القتل "بالإبادة الجماعية".
قتل 60 فلسطينيا على الأقل وأصيب أكثر من 3 آلاف الاثنين على يد القوات الإسرائيلية خلال احتجاجات في المدن الفلسطينية ضد افتتاح السفارة الأمريكية في القدس، التي لا يزال وضعها شائكا في الصراع الاسرائيلي-الفلسطيني.
وقال كوني، كدولة متوسطة الحجم، تركيا لن تفكر في انه من الحكمة إثارة غضب الولايات المتحدة وإسرائيل، خصوصا مع اعتزام الدولة إقامة انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة في 24 يونيو.
ويحتاج الاقتصاد التركي المتداعي إلى قروض أجنبية تقدر بنحو 240 مليار دولار خلال فترة ال12 شهرا المقبلة لدفع الديون والتغلب على العجز الكبير في الحساب الجاري.
وقال سيلالتين يافوز، محلل السياسات الأمنية والخارجية، "لا أتوقع أية خطوات ملموسة من قبل الحكومة"، مضيفا "تركيا ليس لديها أية أدوات لتستخدمها ضد إسرائيل."
وطلبت الحكومة التركية من السفير الإسرائيلي لدى أنقرة وقنصلها العام في اسطنبول مغادرة البلاد لفترة معينة، بينما استدعت سفيريها لدى تل أبيب وواشنطن للتشاور.
وفي الوقت نفسه، طلبت إسرائيل من القنصل العام التركي في القدس مغادرة البلاد بشكل مؤقت.
وقال كاهيت ارومجان ديليك، مدير معهد تركيا القرن ال21 ومقره أنقرة، إن تركيا ليست، اقتصاديا أو دبلوماسيا أو عسكريا، في وضع لفرض عقوبات على إسرائيل.
ويشعر الكثير أن الخطاب التركي المتشدد من جانب حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم يستخدم لأغراض الدعاية على نطاق واسع، ويهدف إلى إرضاء الجماهير في الداخل قبل الانتخابات.
وقدم حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، في البرلمان مشروع قانون لإلغاء الاتفاقات مع إسرائيل، الأمر الذي رفضه الحزم الحاكم في البرلمان.
كما دعا الحزب إلى سحب الحكومة السفير التركي لدى اسرائيل بشكل دائم بدلا من سحبه بشكل مؤقت.
وقال كوني إن أنقرة على الأرجح ستتخذ فقط بعض الخطوات غير المهمة من أجل جذب الجماهير.
وقال ديليك إن الحكومة ستستغل الغضب الشعبي ضد إسرائيل في الانتخابات، مشيرا إلى ان الحكومة لم تلتزم بتعهداتها في الماضي بشأن إسرائيل.
ورغم العلاقات المتوترة في الماضي، فإن الحزب الحاكم لم يعارض محاولة انضمام اسرائيل لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وواصلت التجارة البينية الارتفاع بشكل كبير.
كما طبع البلدان علاقاتهما الثنائية عام 2016 في أعقاب سنوات من التوتر بعد مقتل 10 ناشطين أتراك على يد القوات الخاصة الاسرائيلية عام 2010 على متن سفينة حاولت كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وبحسب تقارير وسائل الإعلام الصادرة خلال السنوات الأخيرة، فانه حتى قبل إصلاح العلاقات بين البلدين ظلت إسرائيل تشتري النفط الكردي العراقي عبر تركيا.
كانت تركيا قد أعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام على مقتل الفلسطينيين في غزة، ودعت إلى قمة غير عادية لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول الجمعة.
علاوة على ذلك، دعا الحزب الحاكم إلى مسيرة ضخمة في اسطنبول بعد ظهر الجمعة لإظهار التضامن مع الفلسطينيين.
وأكد كوني أن أنقرة ستواجه رد فعل عنيف من الولايات المتحدة اذا تحركت لمعاقبة اسرائيل ببعض العقوبات، مشيرا إلى ان اللوبي اليهودي قوي جدا في الولايات المتحدة.
وفي ضوء الافتقار إلى الوحدة بين الدول الاسلامية، فإن القمة المقبلة لدول منظمة التعاون الاسلامي لا ينتظر منها أية عقوبات قوية ضد إسرائيل.
وقال يافوز، الذي يعلم في جامعة اسطنبول ايفان سراي، إن اجتماع دول المنظمة له أهمية رمزية ولكنه يفتقد لأي ردع بسبب الانقسامات بين الأعضاء، حيث لم تسفر القمة الأخيرة للمنظمة التي عقدت في تركيا ديسمبر الماضي في أعقاب إعلان واشنطن الأول نيتها نقل سفارتها في اسرائيل عن أية نتائج ملموسة.
وعلاوة على ذلك، تبذل تركيا جهودا لبحث العنف الاسرائيلي في جلسة خاصة بالأمم المتحدة.
وقال اردوغان "لن نسمح لإسرائيل بالاستيلاء على القدس على نحو غير قانوني."
وردا على ذلك، ذكرت تقارير أن اسرائيل علقت استيراد المنتجات الزراعية من تركيا.
وكمثل العديد من الدول، تؤيد تركيا حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطينية مستقلة.