بوينس آيريس 17 مايو 2018 /في وقت تعزز فيه الصين وأمريكا اللاتينية العلاقات الثنائية، يتطلع قطاع الزراعة في الأرجنتين صوب إمكانات السوق الصينية فيما يخص تعزيز الصادرات ذات القيمة المضافة للبلد الواقع في أمريكا الجنوبية، حسبما أفاد أحد كبار منتجي فول الصويا.
وتحدث مارتين كوراسا، وهو مصدر لفول الصويا من زاراتي، وهي بلدة تقع على بعد 90 كم شمالي العاصمة بوينس آيريس، لوكالة أنباء ((شينخوا))، عن تجربته في التصدير إلى الصين المستمرة منذ سنوات وتأثير العملاق الآسيوي على القطاع الإنتاجي في بلاده.
وقال كوراسا إن الصين باعتبارها "المستورد الرئيسي" لفول الصويا في العالم، تحدد بدرجة كبير وتيرة الإنتاج في دول مثل الأرجنتين .
وأشار إلى أنه في نفس الوقت، فإن نظرة أدق على القطاعات الإنتاجية في الصين تكشف عن درجة الاستقلالية التي حققتها في العديد من المجالات من خلال تحسين قدراتها الصناعية.
لذا، فإن "الفكرة هي تصديرها (كـ) منتجات متميزة، مثل النبيذ، والذي هو من نوعية جيدة جدا هنا في الأرجنتين ، أو الأطعمة. بالنسبة لنا سيكون ذلك بمثابة خطوة عملاقة نحو تحسين صادراتنا، وأعتقد أنه ممكن"، وفقا لكوراسا.
ولفت إلى أن الطلب الصيني، في أي مجال، هو أمر حاسم لتعزيز الإنتاج في أمريكا اللاتينية ، وخاصة في أماكن مثل الأرجنتين .
وأشار إلى أن صناعة فول الصويا هي مثال واضح على ذلك، مضيفا أن تنامي الطلب الصيني، مقترنا بالتقدم التكنولوجي، دفع بالمزارعين المحليين إلى تحويل انتباههم إلى فول الصويا.
وقال إن "الصادرات إلى الصين بدأت مترافقة مع فول الصويا. فالأرجنتين دائما ما كانت تصدر القمح والذرة حتى تم إدراج فول الصويا، مع تحول الصين إلى واحدة من الوجهات الرئيسية للصادرات".
في الأرجنتين ، يتم شحن صادرات فول الصويا على شكل حبوب من ميناءين قريبين من بعضهما البعض: ميناءي ليما وبالماس، وكلاهما يقع على ضفاف نهر بارانا، الذي يصل إلى المحيط الأطلسي عبر نهر ريو دي لا بلاتا.
وأوضح كوراسا أنه إلى جانب المواد الخام، فإن الأرجنتين تتمتع بإمكانات هائلة للخوض في السوق الصينية بمنتجات أخرى ذات قيمة مضافة، ولكن يتعين عليها أولا دراسة المستهلكين المستهدفين.
وأشار إلى أن الصين تهدف أيضا إلى توسيع العلاقات مع المنطقة بما يتجاوز استيراد المواد الخام، من خلال الاستثمار في مشاريع البنية التحتية والطاقة وغيرها من المجالات.
وقال كوراسا إن وجود علاقات أقوى بين الصين وأمريكا اللاتينية يعد تطورا هاما بالنسبة للمنطقة، نظرا لأنها "تعني علاقة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم".