كوريا الجنوبية: سنواصل مشاوراتنا مع كوريا الديمقراطية من أجل عودتها سريعا للمحادثات بين الكوريتين

سول 17 مايو 2018 / قال البيت الأزرق الرئاسي في كوريا الجنوبية اليوم (الخميس) إن كوريا الجنوبية تخطط لمواصلة المشاورات مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من أجل استئناف سريع للمحادثات الرفيعة المستوى بين الكوريتين.

وفي هذا الإطار، عقد اجتماع للجنة بمجلس الأمن الوطني هنا برئاسة تشيونغ إي-يونغ، كبير مستشاري الرئيس الكوري الجنوبي للشئون الأمنية ، لبحث الإجراءات المقابلة لقرار كوريا الديمقراطية بتعليق الحوار الرفيع المستوى بين الكوريتين.

كانت الكوريتان قد اتفقتا على إجراء حوار رفيع المستوى أمس(الأربعاء) في القرية الحدودية بانمونجوم، ولكن كوريا الديمقراطية ألغت الاجتماع في إعلان قبيل الفجر، نقلته وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الديمقراطية، مشيرة إلى التدريبات الحربية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

وبدأت هذه التدريبات المسماة (الرعد القاصف) في 11 مايو، وتشارك فيها نحو 100 طائرة من بينها طائرات متطورة، خاصة 8 طائرات من طراز شبح أف 22، وأف 15 وأف 16 متقدمة.

وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية أن هذه المقاتلات المتطورة المخفية عن الرادارات والقاذفات الإستراتيجية بي 52، تشارك بهذه المناورات السنوية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، بهدف التحضير لشن هجوم مباغت على كوريا الديمقراطية، إضافة إلى ضمان السيطرة على الأجواء .

وأشارت وكالة الأنباء المركزية الكورية الديمقراطية في بيانها باللغة الكورية إلى أن هذه التدريبات تمثل "اللعب بالنار"، واصفة إياها بـ"التحدي الصارخ لإعلان بانمونجوم واستفزاز عسكري متعمد يتنافى مع التطور السياسي الإيجابي في شبه الجزيرة الكورية."

وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية في بيان إن التدريبات المشتركة هذه ستقام كما مقرر، باعتبارها تدريبات لتطوير إمكانيات الطيارين، وليس تدريبات على خطط هجومية.

ويرى المراقبون المعنيون أن طائرات أمريكية متطورة مثل أف 22 شبح، قد جاءت إلى كوريا الجنوبية العام الماضي، ولكن تعبئة هذا العدد الكبير منها يبدو غير طبيعي في ظل ما طرأ من تحسن في العلاقات بين الكوريتين.

يذكر أن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن والزعيم الأعلى في كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون، قد عقدا قمة تاريخية في قرية الهدنة بانمونجوم يوم 27 إبريل الماضي، وأصدرا إعلان بانمونجوم، الذي تعهد الجانبان فيه ببذل جهود مشتركة لنزع فتيل التوترات العسكرية في شبه الجزيرة الكورية ونزع تام للسلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وتحويل اتفاقية الهدنة الحالية إلى معاهدة سلام بحلول نهاية العام الحالي.

وأضاف البيت الأزرق الرئاسي في كوريا الجنوبية أن أعضاء لجنة مجلس الأمن الوطني قد اتفقوا على مواصلة المشاورات مع كوريا الديمقراطية من أجل استئناف سريع للحوار الرفيع المستوى بين الكوريتين.

واتفقوا أيضا على توحيد المواقف وتنسيقها بشكل وثيق عبر مختلف القنوات مع كوريا الديمقراطية والولايات المتحدة، من أجل الإعداد لقمة ناجحة بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية والولايات المتحدة، في 12 يونيو المقبل في سنغافورة.