غزة 16 مايو 2018 / شهدت حدود قطاع غزة الشرقية توترا محدودا اليوم (الأربعاء)، مع تواصل "مسيرة العودة الكبرى" فعالياتها السلمية التي انطلقت نهاية مارس الماضي.
وذكرت مصادر امنية فلسطينية وشهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت بقذيفتين "نقطة رصد" تابعة لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، شرقي مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إنه "لم يصل المشافي أي إصابات جراء القصف".
في المقابل ذكر الجيش الإسرائيلي في بيان، أن "القصف جاء ردا على تعرض قوة عسكرية تابعه له لإطلاق نار قرب السياج الفاصل شمال القطاع دون وقوع إصابات".
وأوردت الاذاعة الإسرائيلية ان عيارات نارية أطلقت من القطاع وأصابت عدة منازل داخل بلدة (سديروت) جنوب إسرائيل دون وقوع إصابات.
وذكر المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، ان الجيش "ينظر بخطورة شديدة لحادثة إطلاق النار، محملا حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على الأوضاع في قطاع غزة المسؤولية عن ذلك.
وفي تطور اخر، قالت مصادر فلسطينية، ان الجيش الإسرائيلي أطلق عدة قذائف مدفعية على نقطة رصد اخرى تابعة لفصائل مسلحة فلسطينية وأراض زراعية شرقي مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.
ولَم يبلغ عن وقوع إصابات بيد ان أضرارا مادية وقعت بالمكان.
من جهته قال الجيش، إن "القصف جاء ردا على تعرض قوة عسكرية لإطلاق نار دون وقوع اصابات".
ولم تعلن اي جهة فلسطينية مسؤولية عن اطلاق النار .
وجاءت هذه التطورات مع استمرار الاحتجاجات الفلسطينية الفلسطينية ضمن ما يسمى بـ"مسيرات العودة الكبرى" للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا قبل سبعين عاما وكسر الحصار المفروض على القطاع.
ورغم تراجع حدة المواجهات على أطراف القطاع بين الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، وغياب مظاهر المواجهات مقارنة باليومين الماضيين، إلا أن عددا من المتظاهرين أصيبوا اليوم بالرصاص وحالات اختناق.
وقالت مصادر طبية فلسطينية ل((شينخوا))، إن متظاهرين أصيبوا بالرصاص الحي وحالات اختناق شرقي خانيونس جنوب القطاع ومخيم البريج للاجئين الفلسطينيين في وسطه.
وجرى نقل المصابين إلى المشافي لتلقي العلاج فيما عولج عدد منهم ميدانيا.
كما أطلق شبان طائرات ورقية مذيلة بفتائل مشتعلة باتجاه الجانب الإسرائيلي من الحدود.
وذكر شهود عيان، أن حرائق اندلعت في حقول زراعية بفعل الطائرات الورقية.
وفي السياق دعت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في غزة، "الفلسطينيين إلى المشاركة الحاشدة في مسيرات يوم الجمعة المقبل تحت اسم الوفاء للشهداء والجرحى".
وأكدت اللجنة في بيان عقب اجتماعها اليوم على حدود غزة الشرقية، "استمرار فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار دون تراجع حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال وبناء الدولة".
وأشار البيان، إلى أن المحطة المقبلة ستكون (مليونية القدس) في الخامس من يونيو المقبل تزامنا مع الذكرى الـ51 لاحتلال المدينة المقدّسة، لافتة إلى وجود برنامج فعاليات يومي يراعي أجواء شهر رمضان في كافة أماكن التجمعات.
وحمل البيان، الإدارة الأمريكية وإسرائيل المسؤولية الكاملة عن "المجزرة" التي وقعت بحق المتظاهرين السلميين الاثنين الماضي، داعية إلى "تقديم شكاوى ضد قادة الاحتلال في محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب".
وقتل 63 فلسطينيا خلال اليومين الماضيين بينهم تسعة أطفال ومسعف في مواجهة دامية على الأطراف الحدودية لقطاع غزة مع إسرائيل وهي أكبر حصيلة ضحايا يشهدها القطاع منذ بدء مسيرات العودة.
كما أصيب أكثر من ثلاثة الاف أخرين بجروح مختلفة بينهم 225 طفلا و 86 سيدة.
ورفع ذلك إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين إلى 112 غالبيتهم العظمى بالرصاص الحي خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ انطلاق مسيرات العودة على أطراف القطاع في 30 مارس الماضي.
وتتهم إسرائيل حركة (حماس) التي تسيطر على القطاع بالقوة منذ منتصف عام 2007 بالوقوف خلف مسيرات العودة والتظاهرات لارتكاب اعمال عنف.
وقال رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، إن الوضع الإقليمي والدولي والبيئة الاستراتيجية المعقدة والواقع الفلسطيني الداخلي قاد فصائل العمل الوطني والإسلامي في غزة إلى أسلوب المقاومة الشعبية في هذه المرحلة.
وأكد السنوار في تصريح صحفي بث على قناة ((الجزيرة)) القطرية "حق الشعب الفلسطيني باستخدام وسائل المقاومة المختلفة، وليس هناك مانع من أن نلجأ إلى الوسائل الأخرى إن وجد الشعب في ذلك ضرورة ومنها المقاومة المسلحة".
وأضاف، أنه "من السابق لأوانه القول بأن مسيرة العودة حققت أهدافها كاملة" إلا أنه استدرك بالقول "حققت جزءا مهما من الأهداف، وأولها إعادة القضية إلى الوعي العربي والعالمي وتثبيت حق العودة وحقوق الشعب الفلسطيني".
وتابع السنوار، أن "مسيرة العودة طرحت قضية الحصار بقوة، وأعادت وأجبرت العالم على أن يناقش قضية الحصار المستمر منذ 11 عامًا".
وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة (حماس) على الأوضاع فيه بالقوة بعد جولات من الاقتتال الداخلي مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية.
وأدت السنوات المتتالية للحصار الإسرائيلي إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم كما سبق أن أعلن البنك الدولي.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن "تأهيل قطاع غزة ورفع الحصار مشروط بنزع سلاح المقاومة".
وأضاف ليبرمان خلال اجتماعه اليوم مع رئيس أركان الجيش، "شرطنا لإعادة تأهيل غزة هو نزع السلاح ومن غير المقبول أن نرفع الحصار فقط من أجل الاستمرار في بناء قوة حماس وتهريب الأسلحة".
وترفض الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين نزع سلاحها ووقف بناء قدراتهما العسكرية.