بقلم/ عماد الأزرق
شرم الشيخ، مصر 9 مايو 2018 / كشف وزير السياحة السوري بشر رياض يازجي، أن خسائر قطاع السياحة في بلاده بلغت أكثر من 300 مليار دولار، وأن نحو 1200 منشأة سياحية عادت للعمل خلال السنوات الأخيرة.
وقال يازجي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء (شينخوا) خلال مشاركته بالمؤتمر الاقليمي لمنظمة السياحة العالمية بالشرق الأوسط، والذي يعقد بمنتجع شرم الشيخ المصري، إن قطاع السياحة السوري تعرض لأضرار كبيرة خلال سنوات الحرب ضد الإرهاب، مؤكدا أن هناك اضرارا لا تقدر بثمن، وخاصة ما يتعلق بالأثار والاضرار الاجتماعية الكبيرة.
وأضاف إن الاضرار المادية قدرت في العام 2013 بنحو 300 مليار دولار، مشيرا إلى أن الاحصاءات مستمرة لرصد الخسائر، مستطردا "ولكن هناك عمليات ترميم مستمرة وبعض المنشآت السياحية صارت ركاما على الأرض، ومستمرون في ترميم هذه المنشآت لتخفيف حدة هذه الأضرار".
وأوضح أن الضرر الأكبر خلال سنوات الحرب على الارهاب الذي لحق بقطاع السياحة في سوريا كان نتيجة الإعتداءات الإرهابية التي استهدفت المساجد والكنائس والمقامات (الأضرحة)، وكذلك استهدف الأثار بشكل عام سواء من خلال الحفائر للحصول على الاثار وبيعها لتمويل الارهاب أو من خلال تدميرها باعتبارها أصنام.
ولفت إلى أن الحكومة السورية تبذل في هذا الصدد جهودا كبيرة ومتواصلة من أجل الحد من هذا الاثار السلبية لهذه الاعتداءات الارهابية على المواقع الأثرية والسياحية، وخاصة مع استمرار بطولات الجيش العربي السوري في تحرير هذه المناطق من قبضة التنظيمات الارهابية، لافتا إلى أن جهود الترميم مستمرة للعديد من الأماكن التي تعرضت للدمار.
وأكد أن سوريا رغم كل الأضرار التي تعرضت لها فهي بلد غني جدا بالتراث الانساني، و تمتلك أكثر من 63 قلعة، و 10 الاف موقع أثري، كما تمتلك كل المقومات السياحية، مشيرا إلى أنه لذلك من الطبيعي جدا أن يستمر القطاع السياحي فيها.
وأشار يازجي إلى أن هناك ايضا ما يعرف بخسائر "فوات المنفعة"، لافتا إلى أن سوريا كانت تستقطب قبل الحرب حوالي 8.5 مليون سائح، وفي العام 2013 وصل انخفاض حركة السياحة إلى 92 بالمائة.
وتابع أن "هذه المؤشرات بدأت في التحسن خاصة في السنوات الثلاث الماضية، والنسب تتزايد وتتراوح بين 28 - 30 بالمائة"، معتبرا ذلك دليلا على التعافي في القطاعي السياحي.
وأوضح أنه خلال الفترة الماضية تم التركيز بشكل أكبر على السياحة الداخلية كونها تشكل من 40 - 60 بالمائة من القطاع السياحي في اي دولة بالعالم.
وعزا ذلك إلى ادراك الشعب السوري حقيقة ما يجري في بلاده، وعدم تأثره بالاعلام المعادي، مشيرا إلى أن رجال الأعمال والمستثمرين الوطنيين كان لهم دورا كبيرا جدا في استكمال مشروعاتهم واستثماراتهم السياحية بسوريا.
وكشف عن أن أكثر من 1200 منشأة سياحية عادت للعمل خلال الفترة الأخيرة، وأن نسبة الاشغالات الفندقية تزيد عن 90 بالمائة وتصل في بعض الاحيان لنحو 100 بالمائة في المواسم، ولا تقل عن 60 بالمائة.
وقال إن "خطة وزارة السياحة السورية كانت واضحة جدا باظهار نبض الحياة في سوريا، خطتنا مستمرة في تحقيق الغاية من القطاع السياحي ليس في الجانب الترفيهي فقط وانما الأهم من ذلك هو الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وايضا عودة الحياة إلى سوريا من خلال كافة المهرجانات والفعاليات التي اقيمت بسوريا والتي لم تتوقف منذ العام 2012 وحتى الأن".
وشدد وزير السياحي السوري على أن الاستثمارات في القطاع السياحي لم تتوقف في بلاده، ولم ينسحب أي مستثمر على الاطلاق من سوريا خلال فترات الحرب وخلال الفترات الماضية بشكل عام بما فيهم المستثمرين العرب المتواجدين.
وتابع "الواقع الاستثماري في القطاع السياحي جيد، ونعمل على اصدار قانون للاستثمار الذي سيشكل نقطة جذب مهمة خلال الفترة القادمة"، منوها بأن الحكومة السورية وقفت بقوة مع المستثمرين في وقت الحرب، وبعد الحرب ستقدم تسهيلات كبيرة جدا لجذب المزيد من الاستثمارات إلى سوريا.
وفيما يتعلق بالتعاون السياحي السوري - الصيني، قال يازجي "نحن نكن كل المحبة للشعب الصيني، والتقدير للحكومة الصينية على موقفها المبدئي من الحرب السورية ضد الإرهاب، والتعاون سيكون كبير جدا وفي الوقت المناسب للقطاع السياحي".
وأضاف وزير السياحة السوري "حريصون طوال فترة الحرب خلال السنوات الماضية على ألا يتضرر أي سائح وصل إلى سوريا، والأن نعمل على استقطاب سياحة الأعمال، وخلال الفترة الماضية كانت نشطة جدا في سوريا".
وأوضح أنه خلال الفترة القادمة سيكون هناك تركيز على سياحة الأعمال مع الصين، وبعض البرامج السياحية الأخرى، مؤكدا "لدينا تعاون اقتصادي مهم جدا مع الصين، وخاصة خلال الفترة الماضية نجد جهودا مميزة من الجانب الصيني لتدعم التعاون الاقتصادي خاصة وأن سوريا مقبلة على فترة إعادة اعمار نشطة للغاية".
وتعرضت سوريا لتدمير كبير جراء ما شهدته من مواجهات عسكرية واسعة في مختلف اراضيها خاصة مع التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها (داعش)، كما شهدت العديد من التدخلات الدولية منذ اندلاع ما عرف بـ "الربيع العربي" في العام 2011 وحتى الأن.