واشنطن 12 إبريل 2018 /حاول مايك بومبيو، المختار من قبل الرئيس دونالد ترامب لخلافة وزير الخارجية المقال ريكس تيلرسون، توجيه نبرة تعاونية إلى الدول الأخرى في جلسة تثبيته بمجلس الشيوخ يوم الخميس.
-- تلطيف سجله المتشدد ضد إيران وكوريا الديمقراطية
حاول بومبيو، المعروف على نطاق واسع بأنه" صقر حرب" في إدارة ترامب، التخفيف من لهجته إزاء مجموعة من القضايا الإقليمية الساخنة في جلسة الاستماع ،التي استمرت نحو أربع ساعات.
وفي حديثه عن احتمال انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الإيراني ، القرار المنتظر أن يتخذه ترامب في 12 مايو، قال بومبيو إن هدفه هو " إصلاح هذا الاتفاق".
وأضاف" إذا لم تكن هناك فرصة لإصلاحه ، فسأوصى الرئيس بالقيام بأفضل ما لدينا للعمل مع حلفائنا لتحقيق نتيجة أفضل واتفاق أفضل".
وأوضح أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق إطاري بحلول 12 مايو، فإنه سيعمل على اتفاق أفضل بالرغم من تهديد طهران بالانسحاب من الاتفاق في حال انسحبت واشنطن منه.
وقال" هناك اهتمام مستمر من جانب طهران للبقاء في هذا الاتفاق . من مصلحتها الاقتصادية الذاتية أن تفعل ذلك".
أما بالنسبة لبيونغ يانغ، فقد حاول بومبيو أن يقدم لهجة أكثر سلمية بحديثه عن الاجتماع المقترح بين ترامب وكيم جونغ أون، الزعيم الأعلى لكوريا الديمقراطية.
وقال" هناك عمل يجرى الآن استعدادات لاجتماع الرئيس المقترح مع كيم جونغ أون".
لكنه قلل من التوقعات بشأن الاجتماع المقرر أن يعقد في أي وقت من مايو أو بداية يونيو، قائلا "لا يوجد أحد تحت أي أوهام بأننا سنتوصل إلى اتفاق شامل من خلال الاجتماع .
-- تصلب مستمر بشأن روسيا
وازدادت العلاقات الأمريكية مع روسيا تدهورا مؤخرا على خلفية " حادث تسميم" جاسوس روسي سابق في بريطانيا، تبعه طرد دبلوماسيين روس وعقوبات مختلفة على روسيا من دول عدة بتهم مختلفة.
وقال بومبيو" إذا تم تأكيدي وزيرا للخارجية، استطيع أن أؤكد أن الإدارة ستستمر كما فعلت في الأشهر الـ15 الماضية في اتخاذ إجراءات حقيقية للرد من أجل دفع علاقة الردع فيما يتعلق بروسيا".
وقد أثارت نبرة المواجهة التي بدت في حديثه القلق على العلاقات بين القوتين العظميين.
وقال ستيورات أم باتريك من مجلس العلاقات الخارجية، أحد مراكز الفكر الأمريكية ، " سيحتاج بومبيو إلى أن يقرر ما إذا كان سيقاوم-بدلا من تشجيع- أحد الاتجاهات الأكثر ازعاجا في الانخراط الأمريكي عالميا: العسكرة المستمرة للسياسة الخارجية الأمريكية".
--تركيز على تمكين وزارة الخارجية
ومرت وزارة الخارجية الأمريكية بحالة من الشكوك والإحباط بسبب الدم الفاسد والتواصل البسيط بين ترامب وتيلرسون.
وقال بومبيو إن موظفي وزارة الخارجية في الأسابيع القليلة الماضية أعربوا له عن أملهم في تقوية أدوارهم وأن يكون لديهم فهم واضح لمهمة الرئيس.
وقال " هذه ستكون أولويتي. أكدو لي أن وجود الكثير من الوظائف الشاغرة أمر محبط للمعنويات. وقال العديد منهم صراحة إنهم لا يشعرون بالأهمية. سأقوم بدوري لإنهاء هذه الوظائف".
وأضاف" ليس لدينا سفير في كوريا الجنوبية. نحتاج إلى واحد. فيما يتعلق بكل هذه المناصب، أنا صقر موهوب، سأجد ما اعتقده الأفضل لتنفيذ المهمة الدبلوماسية الأمريكية في أنحاء العالم".
ووفقا لسامانثا باور، مندوبة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة، فإن جذب الأشخاص المناسبين يتطلب من بومبيو العمل مع الكونغرس واتخاذ إجراءات أخرى لتغيير القواعد البالية.
وكتبت في مقالة في صحيفة ((نيويورك تايمز))،" على سبيل المثال، عدم تشجيع موظفي وزارة الخارجية السابقين على العودة والطلب من ذوي الخبرة البدء من أسفل إذا لم يعملوا من قبل في الحكومة".