تعليق: الاتهامات بانتهاك حقوق الملكية الفكرية تكشف القلق الأمريكي من تضييق الهوة مع الصين

بكين 3 أبريل 2018 /ماذا تريد إدارة ترامب؟ توازن العجز التجاري أم حماية الملكية الفكرية؟

خلط الرئيس الأمريكي بين الأمرين عندما وقع مذكرة تفاهم تقضي بفرض رسوم جمركية تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار على الوادرات من الصين في خطة تتعارض مع ممارسات الملكية الفكرية والنقل التكنولوجي "غير العادلة."

وإذا كان الأمر يتعلق بالعجز التجاري فإن توجيه ضربة لتجارة التكنولوجيا المتقدمة لن يغير الوضع. الخلل التجاري بين البلدين هيكلي، حيث تصدر الصين سلع أكثر للولايات المتحدة وتستورد خدمات أكثر.

والسلع التي تساعد في بناء فائض تجاري للصين هي بشكل رئيسي الأجهزة المنزلية والهواتف والمنسوجات والملابس والعاب الاطفال ولا يحتوي اى منها على الكثير من التكنولوجيا المتقدمة. ولكنها تعكس علاقة تجارية متشابكة بين البلدين في ظل العولمة.

فعلى سبيل المثال، من المعتاد رؤية الشركات الأمريكية، التى تبحث عن تقليل التكلفة، تقيم مصانع تجميع في الصين، والتى تقوم بشراء قطع الغيار والمكونات من جميع دول العالم ومنها الولايات المتحدة.ولذا فان الخبراء من البلدين يقولون إنه من المضلل تحليل العجز التجاري بالنظر لأرقام سطحية.

ولعلاج خلل التوازن، ينبغي على البلدين تنفيذ إصلاحات هيكلية بدلا من مجرد فرض رسوم جمركية ستضر المشروعات والمستهلكين الأمريكيين أيضا.

وإذا كان الأمر يتعلق بالملكية الفكرية، ألن يكون من الفعال بشكل |أكبر إجراء حوار بالنظر إلى أن الصين عززت إجراءات معالجة المشكلة ومنفتحة دائما على الحوار؟

ويعتقد كثيرون أن الاتهام بانتهاك الملكية الفكرية مبرر أكثر منه قلق حقيقي.

وتكافح الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، لتطوير هيكلها الصناعي عبر تبني استراتيجية التنمية التي يقودها الابتكار.

وأظهرت للعالم قدراتها على الابتكار عبر سلسلة من التكنولوجيات المتقدمة. وأطلقت أول سفينة شحن فضائية وقامت بنقل ازواج متشابكة من الفوتونات عبر الأقمار الصناعية لمسافة قياسية وكشفت النقاب عن أول طائرة ركاب كبيرة محلية الصنع سي919.

وأظهرت "الأربع ابتكارات الكبرى للصين الحديثة"، وهي القطارات فائقة السرعة والدفع عبر الهاتف المحمول والدراجات التشاركية والتسوق عبر الإنترنت، قدرتها على تطبيق التكنولوجيات الحديثة في الاقتصاد.

إن إدارة ترامب، التي تدرج الفجوة الأخذة في الانكماش بين البلدين، قلقة من الابتكار الصيني الذي يعد المحرك الرئيسي لتعزيز التنمية. ولذلك تم توظيف التحقيقات والرسوم الجمركية كأدوات للحفاظ على تفوق الصناعات الأمريكية في مجال صناعات التكنولوجيا المتقدمة.

لكن الحكومة الأمريكية أهملت جهود الصين غير المسبوقة لحماية حقوق الملكية الفكرية التي تعد مطلبا أساسيا لاستدامة الابتكار.

وقد قادت الصين العالم في تطبيقات براءات الاختراع لسبع سنين متتالية.ودعم البر الرئيسي الصيني نحو 1.36 مليون من تلك البراءات بنهاية 2017 ، بحسب مكتب الملكية الفكرية الرسمي.

وكشفت الحكومة الصينية في فبراير النقاب عن توجيهت لتطوير إجراءات المحاكمة في قضايا حقوق الملكية الفكرية بهدف تحقيق فاعلية أكبر وحماية أشد لحقوق الملكية الفكرية ومصداقية أفضل لإجراءات المحاكمة.

وفي 2016، نظرت المحاكمة الصينة 152072 قضية حقوق ملكية فكرية بزيادة 16.8 بالمئة على أساس سنوي.وألقي القبض على 3700 شخص وأحيل للقضاء 7 ألاف أخرين، وفقا للكتاب الأبيض لحماية حقوق الملكية الفكرية.

إن الإجراءات الأمريكية الأحادية ستؤدى فقط لرد فعل انتقامى وستدفع الصين لتعزيز قدرتها على الابتكار.