صنعاء 26 مارس 2018 / تمر اليوم الذكرى الثالثة لانطلاق العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية ضد مسلحي الحوثي في اليمن، وسط تصعيد عسكري من قبل الجماعة، وانحسار فرص الحل السياسي.
وانطلقت عملية "عاصفة الحزم" للتحالف ضد الحوثيين في 26 مارس 2015، بطلب من الحكومة الشرعية اليمنية بعد ان سيطر الحوثيون وحلفائهم حينها على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني وزحفهم على مدينة عدن "العاصمة المؤقتة" وكذا المحافظات الجنوبية اليمنية.
وخلال الثلاثة اعوام الماضية من الحرب بين القوات الحكومية مدعومة من التحالف ضد الحوثيين، ما يزال التصعيد العسكري هو الثابت، في حين شهدت فرص الحل السياسي انسدادا كبيرا.
واحياء للذكرى الثالثة، احتشد الحوثيون اليوم في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء منددين بما اسموه "العدوان".. في اشارة للتحالف.
كما اعلنت الجماعة تدشين العام الرابع بالتزامن مع تطورات عسكرية غير مسبوقة.
وقال زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز بالمناسبة "قادمون في العام الرابع بمنظوماتنا الصاروخية التي تخترق كل وسائل الحماية للعدو وبطائراتنا المسيرة التي تصل إلى مدى بعيد وبتفعيل غير مسبوق لمؤسساتنا العسكرية".
وأضاف " لسنا نادمين على ما قدمناه من تضحيات، والمسألة ليست عندنا للمساومة، فهي مسألة كرامة وحاضر ومستقبل"، مضيفا" نحن نؤمن أنه يجب علينا شرعا أن نواجه هذا العدوان الظالم".
وكانت الجماعة قد اطلقت يوم امس عدة صواريخ باليستية على اهداف سعودية داخل المملكة، الا ان الرياض اعلنت اعتراض جميع تلك الصواريخ.
وذكرت وسائل اعلام رسمية للجماعة ، ان "القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية أعلنت تنفيذ ضربات باليستية واسعة على أهداف سعودية، تدشينا لبدء العام الرابع".
وأوضحت ان الضربات استهدفت "مطار الملك خالد الدولي بالرياض بصاروخ (بركان تو إتش)، ومطار أبها الإقليمي بصاروخ (قاهر تو إم)، ومطاري نجران وجيزان وأهداف أخرى في المنطقتين جنوب السعودية بدفعة من صواريخ (بدر البالستية).
واعتبرت الحكومة اليمنية ومراقبون أن اطلاق الحوثيين الصواريخ الباليستية في هذا التوقيت يمثل تصعيدا عسكريا، يقلل من فرص الحل السلمي السياسي في البلاد.
وقالت الحكومة اليمنية إن اطلاق مليشيا الحوثي الانقلابية الصواريخ الباليستية، على الاراضي السعودية، بالتزامن مع زيارة المبعوث الاممي الجديد إلى صنعاء، مؤشرا لمضيها في الاصرار على نهجها العدواني ورفضا صريحا للسلام، وتحديا سافرا للمجتمع الدولي وقراراته الملزمة.
وأكدت في بيان "ان توقيت اطلاق الصواريخ ومداها والرسالة من ورائها كلها تشير بوضوح إلى تورط ايران المخطط والداعم والممول للمليشيا الارهابية وتوجيه افعالها بما يخدم مصالحها".
واعتبرت الحكومة الشرعية، ان التعويل على جنوح مليشيا الحوثي ومن يقف ورائها، للسلم وتغليب مصلحة اليمن وشعبها، ما هو الا رهان خادع ومضلل وينكشف كل يوم صوابية ذلك مع استمرارهم في القتل والتنكيل والتدمير بحق ابناء الشعب اليمني والقصف العشوائي عبر الحدود.
والسبت الماضي وصل المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفث إلى العاصمة صنعاء للقاء قيادات في جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة، وما يزال في المدينة حتى اليوم.
وقال الصحفي اليمني رشاد الشرعبي، إن اطلاق الصواريخ الباليستية على السعودية بالتزامن مع تواجد المبعوث الاممي في صنعاء، يؤكد عدم رغبة الحوثيين بالسلام.
وأضاف الشرعبي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن توجيه الحوثي سبعة صواريخ باليستية في وقت واحد إلى الأراضي السعودية يكشف عن تطور كبير في القدرات العسكرية لديها لم تكن متوفرة لدى الجيش اليمني الذي سيطرت على تسليحه عقب اجتياحها لصنعاء أواخر 2014.
وتابع "الامر يشير إلى حصول الجماعة على سلاح جديد ومتطور".
واعتبر الشرعبي ان هذا التصعيد الذي تزامن مع تواجد المبعوث الاممي في صنعاء، يؤكد ان الجماعة لا تريد السلام الا وفقا لشروطها المتناقضة مع قرارات مجلس الأمن والمتمثل في فرضها على اليمنيين بقوة السلاح.
كما اعتبر الشرعبي ان استهداف السعودية رسالة للتحالف العربي بقيادة المملكة أن الحسابات والتوازنات التي يلعبها وتأجيل حسم المعركة قد يستبب بكوارث لجيران اليمن أيضا وليس لليمن واليمنيين فقط.
كما اعتبر المحلل العسكري اليمني حامد ابو البدرين، ان مرور ثلاث سنوات من الحرب يتزامن اليوم مع تصعيد عسكري هو الاخطر للحوثيين.
وأضاف لوكالة أنباء ((شينخوا)) ان اطلاق الحوثيين عدة صواريخ باليستية بوقت متزامن تجاه العمق السعودي بما في ذلك العاصمة الرياض، يؤكد ان القصف الجوي خلال ثلاث سنوات من قبل التحالف لم يؤثر على القدرات العسكرية للجماعة.
وتابع "التصعيد الحوثي بالتأكيد يرفع من معنويات انصاره.. وسيغير مجرى المعارك البرية على الارض"، في اشارة الى امكانية تقدم الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية المدعومة من التحالف.
وتخوض القوات الحكومية بدعم من التحالف معارك ضد الحوثيين في عدة محافظات يمنية.
وما تزال جماعة الحوثي تسيطر على العاصمة صنعاء ومعظم محافظات الشمال اليمني./نهاية الخبر/