بكين 25 مارس 2018 /قال خبراء صينيون إن الخطة الأخيرة للحكومة الأمريكية بشأن فرض رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة من الصين ستلحق الضرر بالطرفين والعالم.
وخلال مشاركتهم في القمة الاقتصادية لمنتدى التنمية الصيني، دعا الخبراء الجانب الأمريكي إلى عدم اقتراف أخطاء كبرى.
ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس مذكرة قد تفرض رسوما جمركية تصل إلى 60 مليار دولار أمريكي على الواردات من الصين، بالإضافة إلى قيود على الاستثمار الصيني في الولايات المتحدة.
وأشار تشو مين، رئيس المعهد الوطني للبحوث المالية بجامعة تسينغهوا، إلى التداعيات المحتملة على السلسلة الصناعية العالمية.
وقال تشو إنه بمجرد اندلاع حرب تجارية، فإن تكلفة السلع وأسعارها وتدفقاتها ستتغير جميعا، ما سيؤثر على ما يقدر بـ 400 مليار دولار أمريكي أو أكثر من السلسلة الصناعية العالمية.
ويرى تشو أنه رغم تعذر اجتناب الاحتكاكات التجارية، إلا أنه "من غير المرجح اندلاع حرب تجارية كاملة خطيرة"، مشيرا إلى وجود فترة من التشاور قبل أن يتم نشر قائمة الرسوم الجمركية، وهو ما يتيح مجالا لمواصلة المفاوضات.
وتستند المذكرة التي وقعها ترامب يوم الخميس على تحقيق في إطار البند 301، أطلقته إدارة ترامب في أغسطس 2017، إثر مزاعم بشأن ممارسات صينية تتعلق بالملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا.
وفي تصريح لوكالة أنباء شينخوا، قال وانغ يي مينغ، نائب مدير مركز بحوث التنمية بمجلس الدولة الصيني، "إن التحقيق الذي يستند إلى القوانين الأمريكية المحلية، يتعارض مع قواعد التجارة الدولية".
ولدى إشارته إلى المنطق الدافع للتحركات التجارية الأمريكية بأنه "خشن وعفا عليه الزمن"، قال وانغ إن نتائج التحقيق ليست موضوعية.
وردا على تلك الخطوة، حضت وزارة التجارة الصينية الولايات المتحدة يوم الجمعة على "الابتعاد عن حافة الهاوية" واتخاذ قرارات حصيفة حتى لا تعرض العلاقات التجارية الثنائية للخطر.
وبحسب تشو، فإن رد الصين يدعو مجددا إلى قرارات عقلانية وحذرة من جانب الولايات المتحدة.
وقال لونغ قوه تشيانغ، نائب مدير مركز بحوث التنمية بمجلس الدولة "لم تبذل الصين مطلقا جهدا متعمدا لتحقيق فائض تجاري".
وأضاف أن الصين سوق كبيرة تنعم فيها الولايات المتحدة بأسرع نمو لصادراتها، وإن أحد الأسباب الرئيسية للخلل التجاري يرجع إلى حقيقة أن السلع الأمريكية أقل تنافسية في السوق الصينية.
وتابع "الحلول للعجز التجاري الأمريكي-الصيني لا تتأتى من تقليص الصادرات من الصين، وإنما على الشركات الأمريكية أن تجعل منتجاتها أكثر تنافسية".
ويجمع الخبراء على أن الحل للنزاعات التجارية الأمريكية- الصينية يمكن بالأساس في التفاوض العقلاني بين الجانبين، وأن الأحادية لن تكون مجدية في ظل العولمة.