دمشق 14 مارس 2018 / واصل الجيش السوري يوم الأربعاء عملياته العسكرية في عدة محاور بالغوطة الشرقية بريف دمشق الشرقي، وتمكن من السيطرة على أطراف بلدة جسرين وصولا إلى مشارف بلدة حموية، بعد سيطرته الكاملة على المزارع المحيطة بالبلدة، بالتوازي مع خروج عدد من المدنيين المرضى من داخل الغوطة الشرقية ووصولهم إلى معبر الوافدين، بحسب الاعلام الرسمي ومصدر عسكري لوكالة أنباء (شينخوا).
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) أن وحدات الجيش وبعد سيطرتها على قرية افتريس يوم (الاثنين) الماضي وسعت عملياتها باتجاه أوكار المسلحين في بلدة جسرين حيث قضت على آخر تجمعاتهم في المزارع المحيطة بالبلدة.
ولفتت وكالة (سانا) إلى أن وحدات الجيش قامت بتمشيط مزارع جسرين وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين وثبتت نقاطها داخل المزارع لجعلها منطلقا جديداً نحو تطهير بلدة جسرين بشكل كامل من الإرهابيين.
وبينت الوكالة الرسمية أن وحدات الجيش بدأت بتنفيذ عمليات دقيقة تتناسب وطبيعة المنطقة حيث حققت تقدما ملحوظا في الجهة الجنوبية والشرقية من بلدة جسرين التي تعد أحد المراكز الرئيسة لانتشار المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم جبهة النصرة التي تحتجز المدنيين وتمنعهم من المغادرة عبر الممر الإنساني الذي تم افتتاحه يوم الخميس الماضي باتجاه بلدة المليحة حيث أطلقت النيران أكثر من مرة على عائلات تحاول الخروج ما تسبب بمقتل عدد من المدنيين.
من جهته، أشار مصدر عسكري لوكالة (شينخوا) بدمشق إلى ان الجيش السوري استهدف مواقع لمسلحي "جبهة النصرة" في حرستا وعربين وحزة وسقبا وجسرين وعين ترما وكفر بطنا في الغوطة ، وسط معارك دائرة في حرستا.
وأضاف المصدر العسكري الذي فضل عدم ذكر اسمه إن " الجيش السوري بات على مشارف بلدة حمورية، كما تمكن من فرض السيطرة على كامل منطقة المسلخ شمال غرب الشيفونية وجنوب حديقة الجلاء ".
وبالتوازي مع العمليات العسكري تمكن الجيش السوري من تأمين خروج الدفعة الثانية من المدنيين المرضى والحالات الإنسانية الحرجة من داخل الغوطة الشرقية عبر الممر الإنساني الذي أعلنت عنه روسيا بموجب الهدنة اليومية في مخيم الوافدين ، وتم نقلهم إلى مركز الإقامة المؤقتة في بلدة الدوير ، وقسم منها ذهب لتلقي العلاج داخل المستشفيات داخل العاصمة دمشق .
وأفادت وكالة (سانا) بأن وحدات من الجيش السوري أمنت خروج دفعة جديدة من المدنيين المحاصرين من قبل التنظيمات الإرهابية في الغوطة الشرقية عبر الممر الآمن المؤدي إلى مخيم الوافدين تمهيدا لنقلهم إلى مراكز الإقامة المؤقتة بريف دمشق.
وعرض التلفزيون الرسمي السوري صورا مباشرة لوصول المدنيين المرضى إلى معبر الوافدين، وشوهد عناصر من الجيش السوري يقدمون الماء والطعام لهؤلاء المدنيين، بالإضافة لوجود عدد من سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر السوري التي نقلت الحالات المرضية الحرجة مباشرة.
من جانبه، قال إبراهيم حسون رئيس مركز الإقامة المؤقتة في الدوير إن المركز سخر جميع كوادره وقدراته لاستقبال الأهالي المحررين والبالغ عددهم 238 شخصا، مبينا أن المركز قام بتأمين احتياجاتهم إضافة إلى تقديم الحصص الغذائية والعناية الصحية وتمت إحالة ثماني إصابات بالتهاب الكبد الوبائي إلى مشفى دمشق وحالات أخرى تعاني من أمراض جلدية مختلفة كما تم تقديم الدواء اللازم للمصابين بالتهاب البلعوم والرشح.
وأوضحت مديرة المدرسة الموجودة داخل المركز رحمة رزق أن المدرسة استقبلت 30 طفلا خرجوا أخيرا من الغوطة الشرقية وهم في السن الدراسي حيث تتم متابعة وضعهم الدراسي من قبل الكادر التدريسي عبر برامج مكثفة.
وأفادت مواقع تابعة للمعارضة المسلحة اليوم (الأربعاء) بأن 25 من المدنيين الجرحى تم اخراجهم من الغوطة الشرقية بريف دمشق، وذلك لليوم الثاني على التوالي بموجب اتفاق للإجلاء الطبي.
وتوصل "جيش الإسلام" المعارض، يوم الاثنين الماضي ، إلى اتفاق مع روسيا بوساطة أممية، لإجلاء الجرحى من الغوطة الشرقية.
وكان مركز المصالحة أعلن، يوم الأحد، عن تحقيق تقدم في عملية المفاوضات مع المسلحين حول إخراج المدنيين من الغوطة الشرقية، حيث يبحث جزء من الفصائل إمكانية إخراج عشرات المدنيين مقابل خروجهم مع عائلاتهم.
وتشهد الغوطة حملة قصف مكثفة يشنها الجيش السوري ، بالتعاون مع الطيران الروسي، وسط معارك عنيفة على عدة جبهات، تمكن من خلالها النظامي من السيطرة على عدة قرى وبلدات ومزارع، وحقق تقدما في المزارع الواصلة بين دوما وحرستا ليتمكن من تقسيم الغوطة الشرقية إلى 3 أجزاء.
ووضعت روسيا هدنة إنسانية يومية في الغوطة لمدة 5 ساعات تبدأ من الساعة 9 صباحا وتنتهي حتى 2 ظهرا، بهدف تخفيف القصف على المنطقة وإفساح المجال للمدنيين الراغبين بالخروج منها وإفساح المجال لإدخال المعونات. /نهاية الخبر/