الجيش السوري يتقدم في الغوطة الشرقية ويسيطر على عدة بلدات

دمشق 3 مارس 2018 /أحرز الجيش السوري اليوم (السبت) تقدما في الغوطة الشرقية بالسيطرة على عدة بلدات في المنطقة المحاصرة قرب دمشق بعد معارك عنيفة مع الفصائل المعارضة المسلحة، حسب مصدر عسكري سوري ومرصد حقوقي.

وقال المصدر العسكري، الذي فضل عدم ذكر اسمه لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الجيش السوري سيطر على بلدات النشابية وأوتايا وحزما وحوش الصالحية بعد معارك عنيفة مع المسلحين في الغوطة الشرقية".

ويكسر هذا التقدم "خطوط الدفاع الأولية للمسلحين في الجزء الجنوبي من الغوطة الشرقية"، حسب المصدر.

وتخضع بلدات الغوطة الشرقية، التي تعاني حصارا من قبل الجيش السوري منذ العام 2012، لسيطرة عدة فصائل معارضة أبرزها "جيش الإسلام"، و"فيلق الرحمن"، وفصائل متشددة أخرى.

ويعد جيش الإسلام هو الفصيل المعارض الرئيسي في الغوطة الشرقية، وسبق أن شارك في مفاوضات للسلام في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن "الجيش يتقدم إلى فرض حصار شديد على مناطق الغوطة الشرقية لوضع المسلحين بين خيارين إما الانسحاب أو الاستسلام".

وأضاف المرصد، الذي يعتمد على شبكة ناشطين على الأرض أن "الاشتباكات بين القوات السورية ومجموعة من الجماعات المسلحة في الغوطة الشرقية لا تزال جارية في الأجزاء الشرقية والجنوبية الشرقية من الغوطة".

وتتعرض المناطق التى يسيطر عليها المسلحون لهجمات عسكرية من قبل الجيش السوري منذ 25 فبراير، حسب المرصد.

وجاء التقدم العسكري السوري في الغوطة خلال الـ 48 ساعة الماضية.

وقتل 65 جنديا سوريا في معركة الغوطة منذ الأسبوع الماضي، حسب المرصد.

وتتواصل العمليات العسكرية في منطقة الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب دمشق والمحاصرة من قبل الجيش السوري منذ عام 2012، رغم الهدنة الروسية وقرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار.

وأدت العمليات العسكرية والقصف من قبل الجيش السوري على مناطق الغوطة الشرقية إلى مقتل أكثر من 617 شخصا منذ 18 فبراير، بحسب مصادر معارضة.

واستحوذت الغوطة الشرقية في الآونة الأخيرة على اهتمام دولي منذ تصاعد المواجهة العسكرية في 18 فبراير.

وتبنى مجلس الأمن الدولي قرارا السبت الماضي بالإجماع بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما على الأقل في جميع أنحاء سوريا لإيصال مساعدات إنسانية للمحاصرين وتأمين الإجلاء الطبي.

لكن القرار لم يحدد موعدا لبدء تنفيذ وقف إطلاق النار.

وبعد يومين، أعلنت موسكو عن هدنة "إنسانية" لخمس ساعات يوميا في الغوطة بدءا من الثلاثاء.

وتبدأ الهدنة يوميا من الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (7:00 بتوقيت جرينتش) وتستمر حتى الساعة الثانية بعد الظهر (12:00 بتوقيت جرينتش).

وباستثناء زوجين من باكستان وطفلين، لم يخرج مدنيون من الغوطة الشرقية خلال الهدنة الروسية المستمرة لليوم الخامس على التوالي، وسط تبادل الاتهامات بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة بخرقها.