الأمم المتحدة تعرب عن قلقها إزاء التصعيد العسكري جنوبي ليبيا

طرابلس أول مارس 2018 / أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا يوم الخميس، عن قلقها إزاء التصعيد العسكري الذي تشهده مدينة سبها جنوبي البلاد.

وقالت البعثة في تدوينة نشرتها عبر صفحتها الرسمية على (فيسبوك) انها "تعرب عن قلقها البالغ إزاء التصعيد العسكري في سبها، حيث قتل ما لا يقل عن 6 مدنيين وأصيب 9 آخرون بجروح، وتم استهداف المستشفى بإصابات متكررة".

وطالبت البعثة بـ "وقف الاستخدام العشوائي للأسلحة في المناطق المكتظة بالسكان".

وتشهد مدينة سبها منذ أيام، اشتباكات بين قبيلتي أولاد سليمان العربية والتبو غير العربية، حيث أوقعت يوم الاثنين قتيلين فيما جرح ثالث بحسب اللجنة الوطنية الليبية لحقوق الإنسان.

وتجددت الاشتباكات أمس الاربعاء، وأدت إلى مقتل شخص وإصابة أربعة بجروح بحسب ما أعلن مركز سبها الطبي.

وشن مسلحو التبو هجوما على مقر اللواء السادس بوسط سبها التابع لقوات حكومة الوفاق الوطني، والذي تنحدر جل عناصره من قبيلة أولاد سليمان بسبب مقتل أحد مسلحي التبو على يد قوة تابعة للواء.

وأكد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الثلاثاء، دعم القوات التابعة له لصد هجمات من وصفهم بـ"المرتزقة" في سبها.

وتتقاسم رئاسة أركان الجيش بحكومة الوفاق الوطني غرباً، والقيادة العامة للجيش التي يقودها المشير خليفة حفتر شرقاً ، السيطرة على سبها حيث توجد لكل منهما قوات تابعة له.

في سياق منفصل، استقبل القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر بمقر القيادة العامة للجيش في منطقة الرجمة شرق بنغازي المبعوث الأممي الى ليبيا غسان سلامة.

وقال مكتب اعلام الجيش الليبي في بيان، ان اللقاء "بحث المستجدات على الساحة المحلية والدولية".

فيما ذكرت البعثة الأممية أن اللقاء "ناقش العملية السياسية والخطوات التالية" بحسب تدوينة عبر صفحتها على (فيسبوك).

وقال ضابط مسؤول بالقيادة العامة للجيش الليبي ان "المشير حفتر طلب من المبعوث الدولي سرعة إنهاء الجمود السياسي، لأن الأزمة الليبية باتت مقلقة بشكل غير مقبول، وجعلت الليبيين في حالة معاناة وخيبة أمل من استمرار عدم الاتفاق بين السياسيين".

وأضاف المصدر لوكالة ((شينخوا)) أن "المبعوث الدولي أبلغ القائد العام، أن هناك اتصالات مكثفة تجرى مع مجلسي النواب والدولة، بهدف الاجتماع في أقرب وقت ممكن، لبحث التعديلات النهائية لاتفاق الصخيرات" الذي وقعه الفرقاء الليبيون منذ أكثر من سنتين.

وأكد المبعوث سلامة أن "كل المؤشرات تدفع إلى الاستمرار في خطة الأمم المتحدة التي تقضي بدعم مسار تنظيم الانتخابات قبل نهاية العام الجاري" بحسب المصدر العسكري.

وكان البرلمان الليبي أجاز "صيغة توافقية" قدمها غسان سلامة العام الماضي بشأن التعديلات على الاتفاق السياسي، لكن مجلس الدولة رفضها نافياً توافقه بشأنها خلال المفاوضات المشتركة مع البرلمان.

وتتعلق أبرز هذه المواد بالسلطة التنفيذية، ومن بينها أن تتكون تلك السلطة من مجلس رئاسة الدولة (الرئاسة) ومجلس الوزراء (الحكومة) ، إلى جانب وجوب أن "يتخذ مجلس رئاسة الدولة كافة قرارته بالإجماع" ، وأن "تكون من ضمن اختصاصات مجلس رئاسة الدولة مجتمعًا (القيام بمهام القائد الأعلى للجيش الليبي)".

وتعاني ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة في ظل انتشار السلاح، منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي في العام 2011.