تعليق: حركية قطاع التسليم السريع في عيد الربيع تعكس حيوية الإقتصاد الصيني

خلال أعياد الربيع السابقة، ظل قطاع التسليم السريع يشهد ركودا مع عودة عمّال البريد إلى بيوتهم لقضاء العيد. مايتسبب في تعطل حركة البريد وتكدس البضائع. لكن عام الكلب كان مختلفا بالنسبة لقطاع التسليم. حيث لجأ عدد كبير من شركات التسليم السريع للعمل بنظام المناوبة، للمحافظة على إستمرار الحركة العادية لقطاع التسليم السريع. ماسهل حياة المواطنين خلال عطلة الربيع التي تقفل فيها الكثير من المحلّات التجارية. في هذا الصدد، يرى محللون بأن حركية قطاع التسليم السريع لاتعكس حيوية القطاع نفسه فحسب، بل تعكس كذلك حيوية الاقتصاد الصيني.

مع التطور السريع الذي يشهده اقتصاد الإنترنت. تجاوز حجم الظروف البريدية اليومية 100 مليون ظرف. وفي الوقت الذي استفاد فيه المستهلكون من ترقية قطاع الخدمات، باتت شركات الإمدادات التي تعيش وضعا تنافسيا حاميا، تخصع للمزيد من الشروط.

استعانت شركة تشونغ تونغ للتسليم السريع بالبيانات الكبرى، لتقدير حجم أعمال التسليم خلال عطلة عيد الربيع. وبناء على ذلك، قامت بترتيب نظام المناوبة لعمال التسليم وتوزيع الموارد، ومن ثم ضمان الفاعلية العادية لأعمال التسليم السريع خلال عطلة العيد، والإستجابة لحاجيات المستهلكين.

تعديل الأسعار، ورفع الأجور

العمل خلال عطلة عيد الربيع لايمكن أن يكون مثل العمل في الأيام العادية. لذلك قامت شركات التسليم السريع بإضافة 10 يوانات في شكل رسوم خدمات إلى كلفة التسليم العادية. وقد أبدى الكثير من المستهلكين تفهما لهذا الأجراء.

أما في مايخص أجور عمال التسليم السريع. فقال بعض مسؤولي الشركات المعنية، بأنهم قاموا بتقديم حوافز اضافية لعمال التسليم أثناء العطلة. إلى جانب حوافز مالية أخرى لجمع شمل عائلات العمال، من خلال دعوة أفراد عائلاتهم إلى المدن الكبرى.

ترقية السوق

يرى المهنيون أن حركية قطاع التسليم السريع خلال عطلة عيد الربيع، تعود أساسا إلى تحسن تقنيات البيع بالتجزئة والإمدادات. حيث أصبح عيد الربيع مناسبة جديدة لحرب التجارة الإلكترونية إضافة إلى مهرجان "11-11" و"12-12". كما تعمل مختلف منصات التجارة الإلكترونية على اغتنام الفرص التجارية التي تتيحها سوق عيد الربيع، وهذا يعكس في جانب آخر التطور السريع الذي تشهده صناعة التسليم السريع في الصين.

يرى الخبراء أن تغير بيئة السوق وحاجيات المستخدمين، إضافة إلى البيانات الكبرى والحوسبة السحابية وغيرها من تقنيات الإنترنت، باتت عوامل مهمة لتخفيض كلفة التسليم السريع خلال العطل والأعياد الصينية. كما يعد ذلك إحدى مظاهر تطور ونضج هذا القطاع الخدماتي في الصين.