بكين 9 فبراير 2018/فيما يتخذ عامة أبناء الشعب الصيني من فرصة حلول عيد الربيع التقليدي للتخطيط لمستقبلهم، واتخاذ القرارات الخاصة بحياتهم وأعمالهم وأسرهم ، يعبر القادة الصينيون عن آمالهم وطموحاتهم بمواصلة الانكباب على العمل واعتباره أولوية بالنسبة من أجل السنة الجديدة.
والرئيس الصيني شي جين بينغ بدأ فعل ذلك في وقت مبكر من الأسبوع الجاري، من خلال اجتماع السنة الجديدة لأعضاء الأحزاب الصينية غير الشيوعية، وجميع اتحادات الصناعة والتجارة الصينية، والشخصيات المستقلة الحيادية التي لا تتبع أي حزب سياسي.
وقال شي الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، رئيس اللجنة المركزية العسكرية، قال خلال الاجتماع المذكور إنه يأمل بأن تكون السنة الجديدة سنة للتعاون بين جميع الأحزاب بناء على شكل ومنظور جديدين وتوافق أيديولوجي أكثر قوة وعمقا مع الحزب الشيوعي الصيني، ليتم القيام بالمزيد من الأعمال والانجازات في مجال المشاركة بحوكمة وإدارة قضايا الدولة.
لكن الأمر الأكثر أهمية ربما، تمثل بما لفت إليه الرئيس شي واسترعى اهتمام الحاضرين للاجتماع ودعاه بـ "المعارك الثلاث الطاحنة" والمتمثلة بـ : الوقاية من المخاطر المالية، والقضاء على الفقر، ومراقبة التلوث والتحكم به.
وأكد الرئيس شي على الحضور ضرورة بذل المزيد من الجهود الدؤوبة والجبارة حول هذه النقاط الثلاث ، مع توفير أبحاث ميدانية أكثر عمقا ورؤى استشارية حكيمة لمساعدة السلطات والهيئات الحزبية على رسم السياسات المناسبة.
وفيما أكدت القيادة الصينية على أن خوض حرب "المعارك الثلاث الطاحنة" هو عمل أولوي بالنسبة لأعضاء الحزب الشيوعي الصيني ومسؤولي الحكومة في العام الجاري 2018. يتطلع الرئيس شي إلى تحقيق "تقدم ثابت" في هذا المجال خلال السنة الجارية.
وأصبحت هذه الفكرة محط الأنظار خلال أعمال المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي انعقد في شهر أكتوبر من العام الماضي، كما أُعيد تسليط الضوء عليها بشكل أكبر في شهر ديسمبر الماضي خلال مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي، الذي يعتبر أكبر وأهم اجتماع اقتصادي سنوي في الصين.
ومنذ ذلك الوقت، تواصل القيادة الصينية في مختلف المناسبات التأكيد والتركيز على أهمية الانتصار في تلك المعارك كضرورة ومهمة ملحة وحاسمة، بما في ذلك؛ خلال منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في السنة الجارية.
وتقف المخاطر المالية والفقر والتلوث كأحجار عثرة وعقبات تحول بين الواقع والحقيقة الصينية، وبين الرؤية والتطلع نحو تحقيق مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل. وهذا الهدف المنشود للمجتمع لا يمكن أن يتحقق أبدا بوجود أسواق مالية متقلبة وغير مستقرة، وإذا ما بقي بعض من عامة الشعب حبيسي الفقر، وبوجود سماء وجبال وأنهار تعج بالتلوث.
ومع تبقي ثلاث سنوات فقط لتحقيق الهدف المنشود، لا بد من معالجة المشاكل بشكل صحيح وسريع، فلا معركة سهلة أبدا بين تلك المعارك الثلاث الطاحنة التي تعتبر من أكثر التحديات قسوة في مواجهة مسيرة التنمية العالمية.
ولكن القيادة الصينية قدمت حلولا واستراتيجيات شاملة لمواجهة هذا الوضع من خلال :
- فمن أجل احتواء المخاطر المالية، لا بد من الحفاظ على اتباع سياسة نقدية حصيفة ومحايدة، كما يجب مراقبة تدفقات الإمدادات النقدية والسيطرة عليها، فيما يتوجب إبقاء الودائع والتمويل الاجتماعي ضمن نطاق نمو معقول.
- وبالنسبة للقضاء على الفقر: سيتوجب التركيز أكثر على الحفاظ والاستمرار بمساعدة الأشخاص مدقعي الفقر، والمناطق التي ترزح تحت نير الفقر، مع ضرورة إرسال الكوادر المختصة إلى تلك المناطق من أجل مساعدة العائلات الفقيرة على تحسين أوضاعها المعيشية والارتقاء لمستويات أفضل وأكثر راحة.
-أما بالنسبة لمراقبة التلوث: فيتوجب استهداف السيطرة على الانبعاثات الرئيسة للتلوث والعمل على تخفيضها تمهيدا للقضاء عليها، مع ضرورة العمل على تعزيز وتحسين التنمية الخضراء.
وفيما تتحضر الصين حكومة وشعبا لاستقبال فعاليات وأعمال الجلستين السنويتين للمجلس الوطني لنواب الشعب والجهاز الاستشاري في شهر مارس المقبل، يتوقع الشعب الصيني سماع المزيد من التدابير المعنية من قيادات البلاد .
وحالما يضع القادة الصينيون خطة ويرسمون سبل تحقيقها، حتى يضطلعون بمهمة ومسؤولية تنفيذها وتحقيق أهدافها حتى النهاية.
لقد حان الوقت للتشمير عن السواعد وإنجاز الأمور وفق الطريقة الصحيحة.
من عادة الصينيين الاحتفال بحلول عام الكلب المقبل وفق التقويم القمري الصيني بالنزاهة والعمل الصادقين. وهذا تماما؛ يمثل الروح المطلوبة والطريقة المثلى للانتصار في حرب "المعارك الثلاث الطاحنة".