يعقد هنا اليوم (الأربعاء) الاجتماع الثاني لقادة آلية تعاون لانتسانغ - ميكونغ، حيث يلتقي قادة من الدول الست الأعضاء بهذه الآلية لبحث المزيد من تطويرها.
ثمار لانتسانغ-ميكونغ، سرعة لانتسانغ-ميكونغ
في ظل خلفية ضعف الاقتصاد العالمي وتزايد نزعة مناهضة العولمة، تشع آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ ضياء فريدا منذ أن تأسست قبل أقل من عامين، حيث تم تحقيق الكثير من الثمار، وتحديد الكثير من الأرقام القياسية لسرعة التعاون.
لقد قامت جميع الدول الست بتأسيس وحدات وطنية تنسيقية تعاونية ضمن آلية التعاون، قبل الموعد المحدد، وأقامت ست مجموعات عمل في مجالات تتمتع بأولويات بارزة تتمثل في الترابط والطاقة الإنتاجية والتعاون الاقتصادي عبر الحدود، وفي مجال الموارد المائية والزراعة وتقليل الفقر.
إن آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ تركز فعلا على المشاريع، حيث أن معظم المشاريع الـ45 و13 مبادرة من مشاريع الحصاد المبكر لها، قد أكملت أو حققت تقدما ملموسا مستقرا.
وأكملت الدفعة الأولى من مشاريع التعاون ضمن آلية التعاون هذه بفضل صندوق التمويل الخاص، وتشهد تعهدات تمويل أخرى من الصين، التزاما وتنفيذا وتقدما مستقرا.
وعلى أساس منطقة نهر لانتسانغ - ميكونغ، أقامت آلية التعاون مركزا للتعاون حول الموارد المائية، ومركزا للتعاون حول بيئة نهر لانتسانغ - ميكونغ، ومركزا عالميا للدراسات حول نهر ميكونغ، من أجل حماية الموارد المائية والبيئة بالمنطقة.
ومن منظور محدد، يجري العمل والتنفيذ حاليا لمشاريع مثل طريق كونمينغ-بانكوك والسكك الحديدية بين الصين ولاوس، والسكك الحديدية بين الصين وتايلاند ومجمع لونغ جيانغ الصناعي في فيتنام، ومنطقة فينتيان سايسيثا التنموية في لاوس ، ومنطقة سيهانوكفيلي الاقتصادية الخاصة في كمبوديا، إضافة لمشاريع أخرى.
الشرب من نفس النهر والتعاون لنفس الغرض
وبما أنها تشرب من مياه نفس نهر لانتسانغ-ميكونغ، تتمتع الدول الست المتشاطئة بتطلعات مشتركة للتنمية والازدهار .
جدير بالذكر هنا أنه عندما ينبع ويتدفق هذا النهر من هضبة تشينغهاي-التبت جنوب غربي الصين، فإنه يسمى بنهر لانتسانغ طوال سريانه في داخل الصين، وعندما يمر في ميانمار ولاوس وتايلاند وكمبوديا وفيتنام، فإنه يدعى ميكونغ، قبل أن يصب في البحر.
ولأنها ملائمة لتوجه التكامل الاقتصادي الإقليمي ، فقد أظهرت آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ حيوية قوية، منذ ولادتها في مارس 2016.
ومنذ انطلاقتها الرسمية في التاريخ أعلاه ، أقامت هذه الآلية برنامج تعاون عملي يعرف بـ(3+5)، حيث يرمز رقم 3 إلى الأعمدة الرئيسية للتعاون وهي القضايا السياسية-الأمنية ، والتنمية الاقتصادية المستدامة، والتبادلات الثقافية والشعبية. بينما يرمز الرقم 5 إلى مجالات ذات أولوية هامة تتجسد في الترابط وتطوير قابلية الإنتاج والتعاون الاقتصادي عبر الحدود وفي مجال الموارد المائية والزراعة وتقليل الفقر.
حاليا، تعمل دول الميكونغ بنشاط على دفع عملية التصنيع قدما. والصين لديها مزايا الخبرة والتكنولوجيا ورأس المال، لاسيما في مجالات البنية التحتية وتقليل الفقر، وبهذا يمكنها إفادة دول الميكونغ وتحفيز التنمية المشتركة في شبه المنطقة هذه.
لقد أقامت الصين علاقات شراكة تعاون استراتيجية شاملة مع جميع دول الميكونغ الخمس. وفي هذا الصدد، قال تشيانغ فاناريث، نائب رئيس المعهد الكمبودي للدراسات الاستراتيجية ، إن القمة الثانية للقاء قادة آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ، تعكس جهودهم المشتركة والتزامهم ببناء مجتمع المستقبل المشترك بشبه المنطقة هذه.
وأضاف في حديث مع ((شينخوا)) "إن هذه القمة الثانية لزعماء آلية التعاون، تعتبر معلما بارزا آخر في تعميق الثقة السياسية وتوطيد التعاون العملي، ودفع الترابط الإقليمي الشامل."
وخلال اجتماع وزراء خارجية الدول الست المتعاونة في هذه الآلية ، والذي عقد في 15 ديسمبر، تم الاتفاق على تنسيق ومواءمة آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ مع الاستراتيجيات التنموية في كل بلد من البلدان الأعضاء بهذه الآلية ، ومع مبادرة الحزام والطريق وبرامج التنمية الأخرى لرابطة الآسيان .
قال سوك سيفانا، المستشار لدى الحكومة الكمبودية، إن آلية تعاون لانتسانغ-ميكونغ ستسهم في دعم بناء مجتمع الآسيان وتقليل فجوات التنمية بين دول الآسيان .
وأوضح "بالنسبة لآسيان ، لدينا خطة عمل كبيرة للترابط بحلول عام 2025، ولدينا ثلاثة أعمدة رئيسية مماثلة لآلية تعاون لانتسانغ - ميكونغ، ولذلك، فإن أية أنشطة تتم من خلال آلية التعاون هذه، ستدعم تطبيق وتحقيق أهداف الآسيان ."