بإمكان الصين أن تلعب دورا أكبر بكثير وأكثر نشاطا في الحوكمة العالمية باستخدام منصة الأمم المتحدة حيث تتفق مفاهيم الصين للحوكمة مع أهداف المنظمة، هكذا ذكر خبير بارز بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء.
وقال عبد القادر عبادي الكاتب والمستشار الدولي الذي عمل في مقر الأمم المتحدة لمدة 50 عاما أن "الفكرة التي طرحها الرئيس شي والمتمثلة في بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية تتماشي مع أجندة الأمم المتحدة التي تعطي الأولوية للسلام والتنمية".
وباعتبارها أكبر مساهم في حفظ السلام، أثبتت الصين أنها نصير حقيقي للمثل العليا للأمم المتحدة وتقدم مثالا يحتذي به للعالم وذلك بدورها في التعاون بين بلدان الجنوب وتقدمها الملحوظ الذي انتشل الملايين من الفقر على مدى عقود.
وأضاف أن الصين تلعب دورا نشطا في صنع السلام وحفظ السلام على الصعيد العالمي في ظل قيامها بدمج فلسفتها التقليدية المتمثلة في السلام وحسن الجوار في الممارسات الحديثة.
وقال عبادي إن الجمعية العامة أقرت في عام 2015 أجندة 2030 التي تضم 17هدفا للتنمية المستدامة تغطى مسعى البشرية إلى معالجة قضايا تغير المناخ والسكان والفقر واللاجئين وعدم الاستقرار الاقتصادي والمالي وعدم المساواة التي يمكن إن لم يتم التعامل معها على النحو الملائم ، يمكن أن تعرض الاقتصاد والسلام والاستقرار في العالم للخطر.
وأضاف أن كل هذه المشكلات تنطوى على تهديدات عالمية تتطلب بذل جهود من جميع أعضاء المجتمع الدولي.
وذكر أن أهداف التنمية المستدامة تعد أيضا تعبيرا عن الاعتمادية التبادلية. فجميع الدول سواء غنية أم فقيرة كبيرة أم صغيرة تعتمد على بعضها البعض من أجل مستقبلنا.
وقال إن الاقتصادات المتقدمة ستكون في خطر إذا لم تعالج مشكلة عدم المساواة، مضيفا أنه ليس بإمكان أي دولة أن تنعم بالتنمية المستدامة إذا ما تعرض النظام البيئي العالمي للدمار.
وتابع بقوله إن أجيالنا المستقبلية بحاجة إلى حكمة وإجراءات جماعية.
ومن هذا المنظور، فإن جميع أهداف التنمية المستدامة الـ17، ولا سيما بشأن تغير المناخ والتلوث، تمثل تحديات عالمية على العالم بأكمله حلها، وإذا لم يتم التعامل مع هذه القضايا على النحو الملائم ، فإنها قد تمثل مشكلات للأجيال المقبلة.
وقال المسؤول الأممي إن الصين تثبت من خلال مبادرة الحزام والطريق أنها تتبنى حقا فكرة أن تكون شريكا مع البلدان الأخرى وتتقاسم نجاحها معها.
واستشهد الخبير بقول صيني مأثور يقول "حسن نفسك عندما تكون فقيرا، والتزم برفاه العالم عندما تكون غنيا".
وذكر عبادي "والآن بما أن الصين أصبحت أفضل حالا وتمتلك قدرات، ينبغي أن تكون الأمم المتحدة أفضل منصة لها لممارسة فلسفتها التقليدية، وجعل عالمنا مكانا أفضل للعيش".