الحكومة الفلسطينية تحذر من استغلال إسرائيل الفيتو الأمريكي لتعميق تهويد القدس

رام الله 19 ديسمبر 2017/ حذرت حكومة الوفاق الفلسطينية اليوم (الثلاثاء) من استغلال إسرائيل استخدام الإدارة الأمريكية حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار بشأن القدس بغرض تعميق تهويد المدينة.

وقالت الحكومة في بيان عقب اجتماعها الأسبوعي في مدينة رام الله بالضفة الغربية، إن إسرائيل قد تستغل الدعم الأمريكي "بهدف تعميق تهويد القدس وتكريس ضمها من خلال إقرار القوانين والتشريعات العنصرية التي ستؤدي إلى عمليات تهجير قسرية وعمليات تطهير عرقي ضد الفلسطينيين".

وطالبت الحكومة بموقف دولي واضح من "استمرار التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون وفوق الشرعية الدولية وضرورة محاسبتها كقوة احتلال على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي والشرعية الدولية واتفاقيات جنيف وتنكرها للاتفاقيات الموقعة".

واستخدمت الولايات المتحدة الأمريكية مساء أمس الاثنين، حق النقض ضد مشروع قرار طرحته مصر للتصويت في مجلس الأمن الدولي يرفض إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من شهر ديسمبر الجاري الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ووافق جميع الأعضاء ال 14 في مجلس الأمن الدولي على مشروع القرار.

وأكدت الحكومة أن استخدام الفيتو الأمريكي "لن يغير من مكانة ووضع القدس بصفتها عاصمة دولة فلسطين" لكنه "يغير من مكانة الولايات المتحدة بصفتها وسيطا في عملية السلام وأي عملية سياسية قادمة".

كما اعتبرت أن استخدام الفيتو "استهتارا بالمجتمع الدولي وانحيازاً للاحتلال والعدوان الإسرائيلي"، متهمة واشنطن بأنها "اختارت الوقوف إلى الجانب الخطأ من التاريخ والانحياز للاستعمار والظلم وكل ما يقوض جهود السلام في الشرق الأوسط والعالم".

من جهته أكد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أن الجانب الفلسطيني سيواصل تحركاته بكافة الطرق السلمية حتى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وبهذا الصدد أعلن وزير الخارجية وشؤون المغتربين رياض المالكي لإذاعة (صوت فلسطين) الرسمية، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستصوت خلال ساعات على قرار يتعلق بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وقال المالكي إن الجانب الفلسطيني يعمل على حشد تصويت أكبر على القرار ليكون ردا على الفيتو الأمريكي وصفعة لهذا الموقف المنحاز لإسرائيل.

وذكر أنه سيتم الطلب بعقد جلسة طارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند "متحدون من اجل السلام" لنقل صلاحيات مجلس الأمن إلى الجمعية العامة حتى يتم التصويت على نفس مشروع القرار العربي من أجل اعتماده.

وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني سيتحرك في الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وحقوق الانسان والمحكمة الجنائية الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لمواجهة القرار الأمريكي بشأن القدس.

وفي السياق اعتبرت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي في بيان صحفي لها، أن الفيتو والاعتراف الأمريكي الباطل بالقدس عاصمة لإسرائيل لا ينهي دور الإدارة الأمريكية من أية عملية سياسية ذات مغزى وحسب بل ويجعلها شريكا في الاحتلال و الجرائم.

وقالت عشراوي إن السلوك السياسي الأمريكي "الأرعن" في مجلس الأمن الدولي يقدم سابقة خطيرة في ركل منظومة القيم والقوانين والتشريعات الدولية والإنسانية مما يضعها في مواجهة العالم والقيم الإنسانية المشتركة، وعلى صف واحد مع الدول المارقة مثل اسرائيل.

واعتبرت المسئولة الفلسطينية أن الرد الأمثل على هذا الاستعلاء الأحمق للإدارة الأمريكية، يتمثل بمواصلة العمل مع العالم لعزل هذا السلوك غير المسؤول والخطير والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على جميع أراضيها التي احتلت عام 1967، والقدس عاصمة لها.

وكان الرئيس الأمريكي أعلن في السادس من الشهر الجاري الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ووقع مرسوما لنقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة، ما أثار رفضا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا واسع النطاق.