إدارة القائمة السلبية، وتبسيط إجراءات الإستثمار الأجنبي
ترغب إحدى الشركات المصنفة ضمن أقوى 500 شركة عالمية في إنشاء شركة للإمدادات بالصين. وبعد أن إستلم ممثلها القانوني في الصين رسالة هاتفية من الجهات الرسمية، قام بإتمام إجراءات التسجيل على موقع الإدارة الشاملة للإستثمارات الأجنبية التابع لوزارة التجارة الصينية، وبعد يومين فقط تم إعلام الممثل القانوني بقبول ملف الشركة الذي قدّمه على الإنترنت، وعدم حاجة الوزارة لإستلام ملف ورقي.
يذكر أن وزارة التجارة الصينية قد عملت منذ العام الحالي على تطوير منصة "الإنترنت+ الخدمات الحكومية"، وتبسيط تدابير الإستثمار. لقبول عمليات تسجيل الشركات الأجنبية المستثمرة خارج القائمة السلبية على الإنترنت. ويمكن للمستثمرين الأجانب الدخول على موقع وزارة التجارة الصينية والقيام بعمليات التسجيل من أي مكان في العالم على مدى الـ 24 ساعة. وبعد يطّلع المسؤولين على الأوراق المقدمة، يتم إعلان المستثمرين الأجانب خلال 3 أيام عمل عبر رسالة هاتفية لإتمام عملية التسجيل على الإنترنت.
ويرى المستثمرون الأجانب بأن نظام التسجيل والتصديق الجديد قد نجح في بتبسيط نمط إدارة القائمة السلبية واختصر مراحل تأسيس وتغيير الشركات الإستثمارية الأجنبية. ويمكن في الوقت الحالي إتمام إجراءات تسجيل وتغيير أكثر من 96% من الشركات الإستثمارية الأجنبية. كما ساعد نظام تشارك المعلومات وترابط الأنظمة الحاسوبية بين أقسام التجارة والجمارك وفحص الجودة والصناعة والتجارة والنقد الأجنبي على تقليل "متاعب" المستثمرين الأجانب.
تزايد قوة الحوافز الصينية في جذب الإستثمارات الأجنبية
يرى مسؤول من قسم الإستثمار الأجنبي بوزارة التجارة الصينية، أن الصين لاتزال تتمتع بقدرات عالية على جذب رؤوس الأموال الأجنبية وإستقطاب عمليات الإنتقال الصناعي متوسطة وعالية الجودة. سيما بفضل إكتمال منظومة البنية التحتية، ووفرة الموارد البشرية عالية الجودة، والنمو السريع للسوق الصينية.
في هذا الصدد، أظهر"تقرير غرفة التجارة الأمريكية بشانغهاي حول الأعمال في الصين 2017" أن 77% من الشركات الأمريكية المستثمرة في الصين قد حققت في عام 2016 نموا في الأرباح بـ6 نقاط مئوية مقارنة بعام 2016. وقالت 73.5% من الشركات الأمريكية المستطلعة أنها قد حققت نموا في عائداتها خلال عام 2016 بـ 12 نقطة مئوية مقارنة بعام 2015. وأفاد التقرير بأن أغلب الشركات الأمريكية المستثمرة في الصين تعيش وضعا جيدا، وتخطط لتوسيع إستثماراتها. وترى هذه الشركات أن الصين لاتزال وجهة إستثمارية عالمية مهمة، ولاتزال لديها ثقة قوية في الإستثمار في الصين.
من جهة أخرى، تعمل الصين على توظيف رؤوس الأموال الأجنبية في دفع عملية التحول والترقية القطاعية. حيث حافظت جاذبية قطاع التصنيع ولاسيما قطاع التكنولوجيا العالية لرؤوس الأموال الأجنبية على مؤشرات نمو جيدة بين يناينر ونوفمبر من العام الحالي. إذ إستقطب قطاع صناعة التكنولوجيا العالية إستثمارات أجنبية بقيمة 60.15 مليار يوان خلال نفس الفترة، محققا نموا بـ 9.9% على أساس سنوي، بما في ذلك صناعة الحواسيب والأدوات المكتبية التي حققت نموا بـ 42.7% ، وصناعة الأجهزة والمنشآت الطبية التي حققت نموا بـ 27.8%. بينما جذب قطاع خدمات التكنولوجيا العالية إستثمارات أجنبية بـ177.1 مليار يوان، وحقق نموا بـ 100.9% على أساس سنوي. بما في ذلك قطاع خدمات المعلومات الذي حقق نموا في الإستثمارات الأجنبية بـ 167.1% وقطاع تحويل الإنجازات التكنولوجية الذي حقق نموا في الإستثمارات الأجنبية بـ 40.5%.
في هذا الجانب، قال مسؤول من قسم الإستثمار الأجنبي بوزارة التجارة الصينية، أن الحكومة الصينية ستعمل أولا على مواصلة جهودها الرامية إلى تخفيض عتبة دخول الإستثمارات الأجنبية إلى السوق الصينية. وتعميق مستوى إنفتاح قطاع التصنيع، وتسريع إنفتاح قطاع الخدمات الإنتاجية؛ ثانيا مضاعفة جهود الإصلاح، وتنفيذ سياسة المعاملة المحلية على نطاق واسع وتحسين نظام إدارة القائمة السلبية؛ ثالثا، تحسين بنية الإنفتاح الإقليمي، ورفع حجم وجودة الإستثمارات الأجنبية في الأقاليم الوسطى والغربية الصينية؛ رابعا رفع مستوى سلطة المناطق التجارية التجريبية في إجراء عمليات الإصلاح والمبادرة، وتشجيع الحكومات المحلية على الإصلاح الذاتي والإبتكار في الأنظمة والسياسات.