دمشق 11 ديسمبر 2017 (شينخوا) قال المحللون السياسيون في سوريا يوم الاثنين أن زيارة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى سوريا تهدف إلى تعزيز التنسيق بين الجانبين الروسى والسورى في المرحلة القادمة من أجل الحل السياسي.
وفى صباح يوم الاثنين، استيقظ الناس على الأخبار المفاجئة حول اجتماع الرئيس بوتين مع الرئيس السورى بشار الأسد فى قاعدة حميميم الجوية والتي تديرها روسيا في مدينة اللاذقية الساحلية فى شمال غربى سوريا.
وفي وقت لاحق، نشرت وسائل الإعلام الرسمية السورية مقاطع فيديو وصور من الزيارة النادرة، وهي الزيارة الأولى لبوتين إلى سوريا خلال حرب استمرت سبع سنوات.
وخلال الزيارة القصيرة، التقى بوتين مع الرئيس الأسد وتفقد القوات الروسية هناك، وأمر "ببدء التحضير لانسحاب قواته العاملة في سوريا ".
ومع ذلك، سيبقي الروس وجودهم في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية والقاعدة البحرية التي يسيطرون عليها منذ فترة طويلة في مدينة طرطوس الساحلية القريبة.
غير أن بوتين أشار إلى أنه "إذا رفع الإرهابيون رؤوسهم مرة أخرى، سنوجه لهم ضربة لم يسبق لهم رؤيتها من قبل"، مما يعني أن قواته ستكون على استعداد للقيام بواجباتها مرة أخرى.
وفى الوقت نفسه، أبلغ بوتين الأسد أنه سيبحث التسوية السورية مع رئيسى تركيا ومصر خلال زيارته القادمة لبلدانهما.
وقال حميدي عبد الله الكاتب والمحلل السياسي السوري لوكالة أنباء الصين الجديدة (( شينخوا)) "فيما يتعلق بسحب القوات الروسية، كان متوقعا، لأن دخولهم إلى سوريا كان بسبب الوضع على الأرض عندما كانت الجماعات الإرهابية تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا".
وأشار عبد الله إلى أن "اليوم هناك اعتراف بأن 90 في المئة من الأراضي السورية المأهولة تحت سيطرة الحكومة وهذا يعني أن حاجتنا اليوم لعدد كبير من القوات الروسية غير مبررة".
وأضاف "إن القوات الروسية جاءت بأعداد كبيرة لتحقيق مهمة معينة، وعندما تحققت هذه المهمة إلى حد كبير، ليست هناك حاجة لعدد كبير من القوات الروسية هنا".
وقال عبد الله أن القرار منطقي من حيث الجانب العسكرى بل أن "مغزيه السياسى أهم "، مضيفا بقوله "صحيح أن الزيارة كانت ذات معنى عسكري وهو الاحتفال بالانتصار على الجماعات الإرهابية ولكننى أعتقد أن الزيارة تهدف أساسا إلى تنسيق المواقف بين الجانبين الروسى والسورى قبل زيارة بوتين لمصر وتركيا".
وبعد زيارته إلى سوريا، وصل بوتين إلى مصر حيث التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ناقش خلالها الجانبان قضايا شائكة واسعة النطاق، بما فيها القضية السورية.
وحول سوريا، قال السيسي إنهم وافقوا على دعم المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
وقال بوتين إنه يتفق مع السيسي على تعزيز التعاون من أجل التوصل إلى حل طويل الأجل في سوريا، مشيدا بدعم مصر لمبادرة روسيا لإجراء حوار وطني في سوريا.
كما زار بوتين تركيا فى نفس اليوم حيث اجتمع مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان وناقش عملية السلام فى سوريا.
وقال بوتين أنه تم الإفراج عن جميع الأراضى تقريبا، مضيفا أنه "فى حالة استئناف بعض بؤر المقاومة الإرهابية سنتخذ إجراءات مضادة فعالة".
أما بالنسبة للتسوية السياسية، فقد أوضح الرئيس الروسي أن الدستور السوري سيناقش خلال مؤتمر الحوار الوطني المقرر عقده في مدينة سوتشي الروسية في بداية العام المقبل.
جدير بالذكر أن روسيا وتركيا هما الضامنان لإتفاق مناطق تخفيض التوتر الذي تم تنفيذه في أربع مناطق ساخنة في سوريا هذا العام.
ومن جانبه، قال ماهر إحسان، وهو محلل سياسي آخر، إن زيارة بوتين إلى سوريا واجتماعه مع الأسد تهدف إلى مناقشة آفاق الحل السياسي قبل زيارة بوتين للقوى الإقليمية الأخري وهى مصر وتركيا.
ويعتقد إحسان أن روسيا تعلق آمالا كبيرة على اجتماع سوتشي حول سوريا، على عكس محادثات جنيف الجارية والتي لا يعتقد أنها سوف تنتج أي حل للصراع الطويل في البلاد.
وقال احسان "لهذا السبب جاء بوتين شخصيا لمناقشة الأسد في الخطوة المقبلة".
وتأتى زيارة بوتين بعد أيام من زيارة الرئيس الأسد سوتشى واجتمع مع الزعيم الروسى هناك.
دخلت القوات الروسية سوريا في عام 2015 لتعزيز قوات الجيش السوري في معركتها ضد الإرهابيين .
وقد مكنت القوات الروسية والقوة الجوية الجيش السوري من استعادة المناطق الرئيسية في جميع أنحاء البلاد، مثل المناطق التي يسيطر عليها المسلحون في حلب، ومدينة تدمر القديمة في وسط سوريا، فضلا عن مدينة دير الزور الشرقية من الدولة الإسلامية.