الكويت 5 ديسمبر 2017 / أوصت القمة الخليجية في ختام أعمالها مساء اليوم (الثلاثاء) في الكويت بضرورة التمسك بمسيرة مجلس التعاون وتعزيز العمل الجماعي في مواجهة كافة التحديات في المنطقة.
واُختتمت الدورة الـ38 لاجتماع المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مساء اليوم بعد ساعتين من افتتاحها في الكويت على وقع الأزمة مع قطر.
وتلا الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، في ختام القمة بيانا تحت اسم "إعلان الكويت" أوصى "بضرورة إدراك التحديات التي تهدد أمن واستقرار المنطقة، وأهمية التمسك بمسيرة مجلس التعاون وتعزيز العمل الجماعي وحشد الطاقات المشتركة لمواجهة جميع التحديات، وتحصين دول مجلس التعاون الخليجي عن تداعياتها".
وقال الإعلان الذي نشرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، "إن مجلس التعاون قطع خطوات مهمة منذ تأسيسه قبل 36 عاما نحو تحقيق هذا الهدف، وهو ماض في جهوده لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك".
وشدد "على أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون في صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والفكر المتطرف دفاعا عن قيمنا العربية ومبادئ الدين الإسلامي القائم على الاعتدال والتسامح".
من ناحية أخرى، أكد القادة وكبار المسؤولين الخليجيون في "إعلان الكويت" على "ضرورة مواصلة العمل لتحقيق التكامل الاقتصادي (..) والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية وتذليل العقبات في طريق السوق الخليجية المشتركة واستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي وصولا إلى الوحدة الاقتصادية بحلول عام 2025 وفق برامج عملية محددة".
وبدأت في وقت سابق اليوم بالكويت أعمال قمة مجلس التعاون الخليجي، على وقع أزمة قطع العلاقات بين أربعة بلدان من دوله الست.
وافتتح أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مساء اليوم في قصر بيان أعمال هذه الدورة.
وكان من المقرر انعقاد القمة على مدى يومين، لكنها اقتصرت على يوم واحد.
وقال أمير الكويت في كلمة افتتاحية إن انعقاد هذه الدورة يكرس "توجها رائدا، وهو أن أي خلاف يطرأ على مستوى دولنا ومهما بلغ لابد وأن يبقى مجلس التعاون بمنأى عنه"، في إشارة إلى أزمة قطع العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى.
وأكد أن بلاده ستواصل دورها في مواجهة الخلاف الأخير، قائلا "لقد عصفت بنا خلال الأشهر الستة الماضية أحداث مؤلمة وتطورات سلبية، لكننا وبفضل حكمة إخواني قادة دول المجلس استطعنا التهدئة، وسنواصل هذا الدور في مواجهة الخلاف الأخير".
وتفجرت الأزمة الخليجية في الخامس من يونيو الماضي عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمة إياها بدعم وتمويل الإرهاب والتدخل في شؤونها الداخلية والتقارب مع إيران، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.
وتلعب الكويت دور الوسيط في هذه الأزمة أملا في إنهائها واحتواء الخلاف، لكن تلك الجهود لم تسفر عن حل حتى الآن.
ودعا أمير الكويت في كلمته إلى العمل على التوصل إلى "آلية محددة" لفض النزاعات الخليجية، قائلا "فلنعمل على تكليف لجنة تعمل على تعديل النظام الأساسي لهذا الكيان يضمن لنا آلية محددة لفض النزاعات، بما تشمله من ضمانات تكفل التزامنا التام بالنظام الأساسي، وتأكيد احترامنا لبعضنا البعض، وترتقي بها إلى مستوى يمكننا من مواجهة التحديات الإقليمية والدولية".
وغاب قادة الدول الخليجية الثلاث المقاطعة لقطر عن قمة الكويت.
ويشارك في القمة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني, ونائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان فهد بن محمود آل سعيد.
فيما يرأس كل من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير, ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش, ونائب رئيس مجلس الوزراء البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، وفود بلادهم في القمة.
وتعقد قمة الكويت على وقع أزمة قطع العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة وقطر من جهة أخرى قبل نحو ستة أشهر.
وأكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الأحد الماضي استعداد بلاده لمناقشة جميع الملفات في أثناء القمة الخليجية في إطار الاحترام المتبادل، آملا أن تُحل الأزمة في إطار مجلس التعاون وبرعاية الوساطة الكويتية.