人民网 2017:11:20.11:14:20
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق: الحياة الطبيعية .. أمل أطفال العراق في اليوم العالمي للطفل

2017:11:20.10:26    حجم الخط    اطبع

بغداد 19 نوفمبر 2017 / تحلم الطفلة العراقية فاطمة (11 عاما) أن يسود الأمان في بلدها وتمارس حياتها الطبيعية كبقية أطفال العالم، في اليوم العالمي للطفل الذي يصادف العشرين من نوفمبر من كل عام.

ونزحت فاطمة مع عائلتها من تلعفر شمال غربي العراق بعد أن سيطر تنظيم الدولة الاسلامية المعروف اختصارا بـ (داعش) على المدينة في صيف العام 2014.

واضطرت فاطمة للعمل مع شقيقيها الأصغر منها أحمد وسعد في بيع المناديل المناديل الورقية ومسح زجاج السيارات في منطقة نفق الشرطة غربي العاصمة بغداد لمساعدة والدها المريض.

وتقول فاطمة، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "والدي مريض ولا يستطيع العمل ووالدتي ربة منزل وليس لدينا دخل مادي، ولهذا نزلت مع اخوتي للعمل في الشارع من اجل توفير لقمة العيش والعلاج لوالدي".

ووصفت فاطمة وضع الاطفال النازحين بأنه مأساوي ولا يليق بهم كأطفال مكانهم الصحيح في مدارسهم وليس في الشوارع والاماكن العامة حيث يتعرضون للاهانة والمضايقة من بعض الاشخاص.

وحول أمنيتها في يوم الطفولة، تقول فاطمة، ان "كل ما أتمناه اليوم هو ان نعيش بأمان ونعود الى منازلنا ومدارسنا ونمارس حياتنا الطبيعية مثل بقية أطفال العالم".

وتحتفي دول العالم باليوم العالمي للطفل في 20 نوفمبر من كل عام لتعزيز الترابط الدولي بين الأطفال في جميع أنحاء العالم.

وفي الوقت الذي يحتفي به العالم بهذا اليوم، يعيش أطفال العراق ظروفا صعبة للغاية في ظل تدهور أمني واقتصادي واجتماعي وصحي.

ودفعت تلك الظروف آلاف الأطفال الى ترك مقاعد الدراسة والانخراط في سوق العمل أو التسول لسد حاجة عوائلهم فضلا عن وقوعهم فريسة للمجموعات المسلحة التي جندت الكثير منهم وزجت بهم في المعارك.

وفي المنطقة الصناعية في حي البياع جنوب غربي بغداد، حيث ينتشر عشرات الاطفال الذين يعملون في ورش تصليح ودهان السيارات، وقف الطفل عمران ابراهيم (10 سنوات) يحكي والدموع تتساقط من عينيه، ظروف عائلته الصعبة بعدما نزحت من محافظة صلاح الدين شمال بغداد بسبب داعش.

وقال عمران لـ ((شينخوا)) انه نزح مع عائلته المكونة من والدته وشقيقه الاصغر وثلاث بنات تتراوح أعمارهم بين (3 - 15 سنة) من مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين بعد ان سيطر عليها مسلحو داعش عام 2014.

واضاف "نسكن في مبنى غير مكتمل يعود لاحد اقاربنا في اطراف حي البياع ونعاني من صعوبات كبيرة، اذ ان المبنى غير مجهز بالخدمات ولا نمتلك المال للانتقال الى مكان افضل".

وأشار الى انه اضطر للعمل لمساعدة أمه في تدبير المعيشة بعدما قتل والده الذي كان يعمل في الشرطة بنيران المسلحين عند سيطرتهم على المدينة.

وتابع ابراهيم، والذي كان يتحدث والحزن يثقله "رغم ان مديتنا قد تحررت قبل اكثر من سنتين الا ان بعض المليشيات المسلحة ما زالت لا تسمح بعودتنا".

وكشفت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في تقرير لها في وقت سابق، النقاب عن ان أكثر من خمسة ملايين طفل في حاجة ماسة للمساعدة في العراق، واصفة الحرب مع تنظيم داعش بأنها "إحدى أشد الحروب وحشية في التاريخ الحديث".

وقالت المنظمة "في أرجاء العراق لايزال الأطفال يعانون رعبا هائلا وعنفا لا يصدق"، مبينا أنهم "تعرضوا للقتل وأصيبوا وخطفوا وأجبروا على إطلاق النار والقتل في واحدة من أشد الحروب وحشية في التاريخ".

ووفقا لليونيسيف، فان أكثر من 1000 طفل قتلوا وأصيب أكثر من 1100 منذ عام 2014 عندما سيطر داعش على مساحات واسعة من العراق.

وقال استاذ علم الاجتماع في الجامعة المستنصرية محمد التميمي، ان الحروب المتتالية التي مر بها العراق وخصوصا الصراع الطائفي والحرب الاخيرة مع مسلحي داعش اثرت سلبا على اوضاع الاطفال العراقيين .

وأوضح التميمي أن تلك الاوضاع دفعت بالكثير من الاطفال الى ترك مقاعد الدراسة اما بسبب النزوح من مدنهم او بسبب سوء الوضع المادي لعوائلهم وعدم قدرتها على تغطية نفقات دراستهم وهو ما دفع الكثير منهم للانخراط في اعمال ومهن لا تتناسب وقدراتهم البدنية والعقلية والصحية.

واضاف ان هذه الظروف الصعبة التي يعيشها الاطفال اثرت على اوضاعهم الصحية نتيجة سوء التغذية والعمل لساعات طويلة وادت الى اصابة الكثير منهم بامراض مثل فقر الدم والامراض الجلدية بمختلف انواعها فضلا عن الصعوبات النفسية التي يعانون منها.

ولفت التميمي الى انه مع وجود اكثر من ثلاثة ملايين عائلة نازحة عن منازلها، فان معاناة الاطفال تفاقمت بشكل كبير.

وأوضح أن ظروف العيش في المخيمات التي تنقصها الكثير من الخدمات، جعلت هؤلاء الاطفال يعيشون اوضاعا تفوق قدرتهم على التحمل، مما جعلهم عرضة للامراض والانتهاكات.

ووفقا للتميمي، فان اخطر ما تعرضت له الطفولة في العراق الحديث هو فترة العنف الطائفي 2006 - 2008 وما اعقبها من سيطرة تنظيم داعش على عدد من مدن البلاد في شهر يونيو 2014.

وأدى تصاعد وتيرة العنف والارهاب الى ارتفاع اعداد الايتام الى 600 الف طفل وفقا لاحصائيات وزارة التخطيط العراقية، فيما تشير احصائيات غير رسمية لمنظمات انسانية تعنى بالطفولة الى ان العدد تجاوز مليوني يتيم.

واوضح التميمي انه في ظل انتشار المجاميع المسلحة والمليشيات في العديد من مدن البلاد، اصبح الكثير من الاطفال هدفا لهذه الجماعات حيث تقوم بتجنيدهم وتدريبهم على مختلف انواع الاسلحة والزج بهم في المعارك.

وقام تنظيم داعش بتدريب الكثير من الاطفال على العمليات الانتحارية واقدم عدد منهم بالفعل على تفجير نفسه في حواجز القوات الامنية او في الاسواق والاماكن المزدحمة.

من جانبه، قال الناشط في مجال حقوق الاطفال ناجح ابراهيم انه ومن خلال زياراته المتكررة لمخيمات النازحين في بغداد ومحافظات صلاح الدين ونينوى والانبار، وجد الاهتمام الحكومي بالاطفال الموجودين في هذه المخيمات ضعيفا.

واوضح ابراهيم ان هؤلاء الاطفال بحاجة الى رعاية خاصة واعادة تأهيل نفسي بسبب مشاهد العنف التي عاشوها خلال سيطرة المسلحين على مناطقهم وكذلك قسوة الظروف التي يعيشونها في المخيمات.

واشار الى ان الكثير من الاطفال في المخيمات تعرضوا لاصابات مختلفة واصيب بعضهم باعاقات نتيجة انفجار العبوات الناسفة او تواجدهم في مناطق القتال، كما اصيب اخرون بامراض جلدية وامراض سوء التغذية.

ويأمل ابراهيم أن توجه الحكومة العراقية، اهتمامها نحو شريحة الاطفال وتعوضهم عن الحرمان والفقر الذي عاشوه خلال السنوات الماضية مع انقشاع غيمة العنف وتحرير الاراضي من سيطرة داعش.

 

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×