بكين 30 أغسطس 2017 / تحقق تقدم جديد في إصلاح الشركات المملوكة للدولة بالصين عقب الاندماج في قطاع الطاقة.
ووافق مجلس الدولة الصيني (مجلس الوزراء) يوم الاثنين الماضي على الاندماج بين شركة غوديان الصينية مولد الطاقة الرئيسي الصيني ومجموعة شنهوا لإنتاج الفحم.
وكان الاندماج بين شركتي الطاقة العملاقتين متماشيا مع هدف البلاد لخفض الطاقة المفرطة في قطاعي الفحم والكهرباء من خلال إعادة هيكلة المؤسسات المملوكة للدولة.
وقال تشانغ جين شين من جامعة جياوتونغ في بكين، إنه بالنظر إلى وجود طاقة مفرطة كبيرة في قطاع الطاقة والخلاف بين عمليات المنبع والمصب، فإن الاندماج ليس سوى "تحفة فنية" للإصلاح الهيكلي في جانب العرض بقطاع الطاقة، ولكنه وسيلة لضمان سلاسة العلاقة بين الفحم والكهرباء.
وجاء الاندماج يوم الاثنين بعد أن أعلنت شركتان رئيسيتان من شركات الصلب المملوكة للدولة وهما ووهان للحديد والصلب وشركة باوستيل التي تتخذ من شانغهاي مقرا لها، خططا لإعادة الهيكلة في أواخر يونيو للحد من قدرة الصلب الزائدة وتحسين القدرة التنافسية في السوق.
وقال لي جين كبير الباحثين في معهد بحوث الشركات الصينية إن عمليات الاندماج وإعادة الهيكلة ستستمر في صدارة إجراءات إصلاح وتطوير الشركات المملوكة للدولة وإن مثل هذه الإصلاحات في الشركات المملوكة للدولة التي تدار مركزيا تأخذ بالتسارع .
وأضاف لي أن هذه الإمكانية لا تتواجد في قطاعات الكهرباء والفحم فحسب، بل ان قطاعي الطاقة الحرارية والنووية عملا على دراسة خياراتهم بشكل جيد.
وتابع قائلا : " إن بعض الشركات المملوكة للدولة، وخاصة الصناعات الثقيلة والطاقة وشركات الكهرباء لديها قدرات كبيرة في حين أن هناك شركات أخرى لديها قدرة ناقصة في المعروض".
وأوضح أن الصين تلجأ إلى اندماج الشركات المملوكة للدولة لخلق المزيد من محطات الطاقة العالمية وتجنب المنافسة المدمرة، بالإضافة إلى إعادة هيكلة الصناعات الزائدة للمساعدة في إصلاح جانب العرض.
ويعتبر تعميق إصلاح الشركات المملوكة للدولة مفتاحا لخفض الطاقة الصناعية المفرطة، حيث قال خبراء إن مثل هذه الإصلاحات تساعد في تحسين إدارة الشركات المملوكة للدولة وفقا لقواعد السوق وتسمح لقوى السوق بدور أساسي في تخصيص الموارد.
وفي هذا السياق قال شياو يا تشينغ رئيس لجنة الرقابة والإدارة للأصول المملوكة للدولة في وقت سابق من هذا العام: لم يكن هناك من مخرج سوى بتسريع الإصلاح في قطاعات مثل توليد الطاقة من الفحم وتصنيع المعدات الثقيلة وصناعة الصلب.
وبما أن عمليات الاندماج قد تمت في صناعات الفحم والصلب، يتوقع الخبراء أن تحدث عمليات اندماج الشركات المملوكة للدولة في قطاع تصنيع المعدات الثقيلة.
يذكر أن لجنة الرقابة والإدارة للأصول المملوكة للدولة تعمل بنشاط في إعادة هيكلة شركات الدولة هذا العام في محاولة لتحسين الكفاءة حيث انخفض عدد الشركات المركزية المملوكة للدولة إلى 98 بعد الاندماج المعلن يوم الاثنين بانخفاض كبير عن 196 شركة في عام 2003.
وبجانب عمليات الاندماج والاستحواذ ، أعلنت الصين بوضوح أنه ينبغي إلغاء "الشركات الخاملة" في الصناعات المتخمة التي لا يمكن أن تتغير إلى الأحسن أو ضد عملية التحول الهيكلي.
وقال لي شياو هوا الباحث في معهد الاقتصاد الصناعي التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية ، إن مفتاح خفض القدرة المفرطة هو إتباع قواعد السوق.
ولتحسين نوعية نموها وكفاءتها بدأت الصين الإصلاح الهيكلي في جانب العرض عام 2015 لخفض القدرة المفرطة والحد من المخزون وتخفيض رافعات الديون وخفض التكاليف وتعزيز الروابط الضعيفة.
وقال لي جين إن إصلاح الشركات المملوكة للدولة في الصين هو حلقة هامة في دفع الإصلاح الهيكلي في جانب العرض إلى الأمام .
وأطلقت الصين سلسلة من الإصلاحات بما في ذلك خفض القدرات الإنتاجية وإدارة "الشركات الخاملة" وخفض الطبقات المفرطة من التسلسل الوظيفي والدعوة إلى الابتكار بين الشركات، إدراكا منها لأهمية الشركات المملوكة للدولة في تحقيق النمو المستدام.
وتعهدت الصين هذا العام بتعميق إصلاح الشركات المملوكة للدولة، وذلك في تقرير عمل الحكومة السنوي، وإدخال نظام الملكية المختلطة وجعل الشركات المملوكة للدولة أكثر بساطة وكفاءة.