خبير أمريكي: بريكس منصة اختبار لنمط جديد من الحوكمة العالمية

نيويورك 27 اغسطس 2017 / قال خبير أمريكي بارز إن مجموعة بريكس، التي تضم في عضويتها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، تمثل "منصة اختبار لحوكمة مشاركة" للشؤون العالمية.

وقال روبرت لورانس كون، رئيس مؤسسة ((كون))، في مقابلة حديثة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "تقدم بريكس نوعا من الإسهام للحوكمة العالمية عبر التنوع."

وأضاف "أعتقد أنه سيكون من الخطأ، بالنظر إلى طبيعة البشرية، وجود منظمة وحيدة مثل الأمم المتحدة..,"، مضيفا ان تنوع المنظمات يبدو وكأنه الأمر الأكثر عقلانية على مدار الزمن في الحوكمة العالمية لأن الكمال محال.

وقال "إنها تشركهم (دول المجموعة) ليكونوا نوعا من محاور التفاعل العالمي الأوسع نطاقا"،"مثل البرازيل في أمريكا الجنوبية وجنوب افريقيا في الجنوب الافريقي. وقد أصبحت نوعا من الأدوات لزيادة التفاعلات مع العالم ، وكل ذلك إيجابي."

وأشار المراقب القديم للشؤون الصينية إلى أن المساهمة الأكبر من جانب الاقتصادات الخمس الكبرى ذات "السمات المختلفة للغاية" تعزز أيضا القوة الدافعة لعالم متعدد الأقطاب، وهو أمر حاسم لتعزيز الاستقرار الدولي.

وقال "أؤيد تماما الدول الرئيسة، سواء التي ينظر اليها من الناحية الاقتصادية أو من خلال آليات أخرى، لتكون لها إسهام أكبر في المنظمات العالمية."

وأضاف أن بنك التنمية الجديد لبريكس، الذي من المقرر أن يركز على مشروعات البنية الأساسية والتنمية المستدامة، مثال جيد على إظهار "الهيئة التي يبدو عليها النمط الجديد للحوكمة العالمية".

واضاف "يتساوى الجميع فى حق التصويت. ولذلك فانها علامة جيدة،" في إشارة الى سمة متميزة في البنك وهي التوزيع العادل تماما للاصوات بين الاعضاء واختلافه عن نظام الحصص في المؤسسات المالية الدولية القائمة على دور دول محددة.

ورغم اقتصادها الكبير بين دول بريكس، لا تستخدم الصين سلطتها بعدوانية للسيطرة على البنك، مشيرا "اعتقد انها علامة جيدة. وتقوم الصين بذلك لانها تريد مشاركة أكبر في الشؤون الدولية."

ويتعين ان يكون لكافة دول بريكس قول أكبر في النشاط المالي الدولي في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، حسبما قال.

وفي البنك الدولي، يوجد لدول بريكس، التي يسكنها 42.6 بالمئة من التعداد السكاني العالمي ويوجد بها نحو نصف احتياطي النقد الاجنبي العالمي، اجمالي 13 بالمئة فقط من حقوق التصويت، في حين ان الولايات المتحدة وحدها تمتلك 15 بالمئة.

ووافق صندوق النقد الدولي في 2010 على اعطاء الاقتصادات الصاعدة حصص تصويت اكبر في صنع القرار ولكن الولايات المتحدة منعت عملية الاصلاح رغم حقيقة موافقة أكثر من 140 دولة عليه.

"يجب تعديل ذلك...هذا غير متسق مع عالم اليوم"، وفقا لما قال.

ومنذ الاجتماع الاول لوزراء الخارجية في 2006، شهدت دول المجموعة توسعا سريعا لعشر سنوات في التجارة والاقتصاد. وتمثل حاليا نحو ربع الاقتصاد العالمي واسهمت باكثر من نصف النمو الاقتصادي العالمي في 2016.

ومن المتوقع ان يصدر عن القمة السنوية التاسعة للمجموعة، المقرر عقدها بين 3 و 5 سبتمبر في مدينة شيامن بمقاطعة فوجيان جنوب شرق الصين، اعلانا يحدد التقدم الذي احرزته بريكس حتى الآن ورؤيتها للتعاون المستقبلي.

ومن المتوقع ان توسع الية "بريكس بلس" شراكة المجموعة، خاصة مع الدول النامية، ما يمنح فرصا للاقتصادات الأخرى ويضخ قوة دافعة في العولمة الاقتصادية. وسيساعد ذلك في جعلها منصة رائدة للتعاون جنوب-جنوب.