الدوحة 22 أغسطس 2017 / اعتذرت لجنة مقاولي الحج والعمرة في قطر مساء اليوم (الثلاثاء) عن تسيير قوافل حجاج إلى المملكة العربية السعودية بسبب عراقيل فرضتها الأزمة الخليجية.
وقالت اللجنة اليوم في بيان "يؤسفنا أن نتقدم للحجاج الكرام في دولة قطر باعتذارنا عن تسيير الحج لهذا العام 1438 هجرية الموافق 2017 ميلادية".
وأضاف البيان الذي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) على نسخة منه أن من أسباب الاعتذار عن تسيير الحملات "عدم وجود بعثة حج قطرية في الديار المقدسة ولا قنصلية لدولة قطر في جدة مما يجعل مهمة المقاولين في تأمين راحة الحجاج وسلامتهم مستحيلة".
وتابع أن من ضمن الأسباب أيضا عدم السماح للخطوط القطرية بتسيير رحلات مباشرة إلى مدينتي جدة والمدينة السعوديتين، وصعوبة اجراء التحويلات والمعاملات المالية مع بنوك السعودية، إلى جانب ضيق الوقت مع دخول شهر ذي الحجة الذي يبدأ فيه موسم الحج، دون أن يحل أي من هذه العراقيل.
ولفت البيان إلى أن كثيرا من الحجاج ممن سجلوا مع الحملات ودفعوا دفعات مقدمة، أبدوا تخوفهم من الذهاب للحج في ظل "الحملات الاعلامية التحريضية التي تنتهجها بعض وسائل الإعلام ضد دولة قطر"، مطالبين بإلغاء حجوزاتهم للحج لهذا العام.
وكان مصدر مسؤول في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية قد صرح اليوم بأن الوزارة "لم تجد أي تعاون أو رد إيجابي من وزارة الحج في المملكة العربية السعودية لمعرفة الترتيبات المتعلقة بحجاج قطر في ظل الأوضاع الراهنة.
وأضاف المصدر أن ذلك أدى إلى إرباك وتوقف العملية التنظيمية لحجاج دولة قطر حيث لم يتمكن أصحاب الحملات المعتمدة في الدولة من القيام بمهامهم تجاه المواطنين القطريين الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام.
غير أنه ذكر أن وزارة الأوقاف القطرية ما زالت بانتظار أي تجاوب من قبل وزارة الحج والعمرة بالمملكة لاستكمال الإجراءات المتعلقة بحجاج الدولة، كما هو معمول به بين البلدين في السابق.
وتسببت الأزمة الدبلوماسية الخليجية الناجمة عن قطع السعودية وثلاث دول عربية أخرى علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، في وضع عراقيل وقيود أمام أداء مواطني قطر فريضة الحج هذا العام، لتتهم قطر السعودية بـ "تسييس" الحج وتتقدم بشكوى دولية ضدها، وهو ما فسرته الرياض على أنه دعوة إلى "تدويل" هذه الفريضة واعتبرته "إعلان حرب ضد المملكة".
والأربعاء الماضي، وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بفتح المنفذ البري بين البلدين وتقديم عدة تسهيلات لحجاج قطر بينها نقلهم عبر الطيران السعودي حصرا على نفقته الخاصة.
غير أن الخطوط الجوية السعودية أعلنت أمس (الإثنين) أنه تعذر عليها إرسال طائرات لنقل الحجاج القطريين، بسبب عدم حصولها على تصاريح هبوط رغم مرور عدة أيام على تقديم طلب بهذا الشأن.
ونفت الهيئة القطرية العامة للطيران المدني في اليوم نفسه رفضها السماح للخطوط السعودية بنقل الحجاج، فيما أبدت وزارة الخارجية القطرية استغرابها لقصر نقل حجاج الدولة على الخطوط السعودية معتبرة هذا القصر أمرا " غير مسبوق وغير منطقي ويثير الاستغراب ويخالف تعاليم الدين الإسلامي".
وشددت الوزارة على أن تيسير أداء الحج يكون عبر "رفع الحصار عن قطر دون قيد أو شرط،"، مطالبة بضرورة تجنيب أداء فريضة الحج الخلافات السياسية وعدم عرقلة أدائها بوضع شروط تمس سيادة الدول والبعد عن استغلال الفريضة كأداة للتجيير السياسي.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر منذ الخامس من يونيو الماضي، متهمة إياها بالتدخل في شؤونها ودعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة بشدة.
ومن ضمن إجراءات قطع العلاقات مع الدوحة، أغلقت السعودية منفذها البري مع قطر، ومنعت الطائرات القطرية من عبور مجالها الجوي.