بكين 20 أغسطس 2017 /من المتوقع أن تبدأ الفتاة الفرنسية سارة بوسكيه أول عمل لها في الصين بحلول نهاية أغسطس الجاري. وعندما سُئلت عن كيفية حفاظها على تواصلها مع الأقارب والأصدقاء في وطنها، ردت قائلة إن الويتشات يمكنه مساعدتها في هذا الصدد.
ويتمتع تطبيق ويتشات للرسائل الفورية، الذي طورته شركة ((تينسينت)) الصينية العملاقة للإنترنت في عام 2011، يتمتع أيضا بخدمة الدفع و"دائرة الأصدقاء" شبه المفتوحة، وهى منصة لنشر المدونات ولكنها أكثر خصوصية من الفيسبوك.
وقالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) "جميع أفراد أسرتى يستخدمون الويتشات وكذلك بعض أصدقائي"، مضيفة أن ويتشات ليس منتشرا انتشارا كبيرا في فرنسا ولكن أصدقاءها يريدون استخدامه من أجلها، لأن عبره يمكنهم التحدث معها ومتابعة حياتها اليومية في الصين.
في الحقيقة، فتحت بوسكيه حسابا لها على ويتشات قبل عامين، وهى من بين قاعدة المستهلكين الهائلة لهذا التطبيق التي تضم أكثر من 938 مليون مستخدم نشط في الصين وخارجها.
فالناس في البر الرئيسي الصيني هم بالطبع أول المستخدمين للويتشات. ويتيح ويتشات، وخاصة لأولئك الذين يعملون أو يدرسون أو مسافرون في الخارج، يتيح لهم حلقة وصل حيوية مع أحبائهم في الوطن.
وفي عام 2016، غادر 544500 صيني الوطن للدراسة في الخارج، وفقا لما ذكرته وزارة التعليم الصينية. وتغادر معهم إلى الخارج أيضا الصور الصينية والتدفقات المالية والتطبيقات المفضلة لدى الصينيين مثل ويتشات.
وقالت تشانغ فانغ في، الطالبة الصينية بجامعة بوزان الوطنية في كوريا الجنوبية، لـ((شينخوا)) "عندما كلفت بمهمة مع مجموعة تضم أربعة طلبة صينيين وطالبين كوريين جنوبيين، اقترح الكوريان استخدام الويتشات بدلا من كاكاوتوك، وهي منصة اجتماعية محلية".
ونظرا لكثرة عدد للطلبة الصينيين الذين يدرسون في جامعة بوزان الوطنية في كوريا الجنوبية، سرعان ما وجد زملاء تشانغ أن الويتشات تطبيق محب عند قيامهم بعمل جماعي مع الصينيين. وقالت الفتاة الصينية "بعد ذلك، انضموا إلى المستخدمين النشطين لهذا التطبيق الصيني".
كما يقوم الأجانب الذين يدرسون أو يعملون في الصين في السنوات الأخيرة، بتنزيل التطبيق في هواتفهم بشكل طبيعي كما لو كانوا يبدأون في تعلم كيفية استخدام عيدان الطعام.
وأصبح يانيك بينيتشو (34 عاما) مستخدما للويتشات بعد فترة وجيزة من عمله في الصين في عام 2012. وهو الآن مستخدم أنشط بكثير من زوجته الصينية.
وقال بينيتشو الذى عمل في هاندان بشانغهاي ويعيش الآن في مدينة كونمينغ جنوبي الصين "لقد جعلت جميع أفراد أسرتى يستخدمون هذا التطبيق، على الأقل 15 فردا، بينهم جدى وجدتى وعمرهما 85 و88 عاما".
ويحب بينيتشو، وهو أب لطفلين، تقاسم مجريات حياته مع أسرته الفرنسية عبر "دائرة الأصدقاء" الخاصة بتطبيق الويتشات.
ويعد هذا التطبيق مريحا للغاية عندما يتعلق بالدفع مقابل الاستهلاك اليومي وتحديد موعد مع الطبيب وحتى ركوب الدراجات التشاركية في الشوارع.
وأضاف بينيتشو "إنه سهل وممتع في الاستخدام". فقد نشر ذات مرة صورة لوالديه انتجها تطبيق "ميوتى" المتخصص في رسم الأشخاص بشكل كارتوني وظهر في عام 2014. وكان وجها والديه أشبه بوجه قطتين مضحكتين في تلك الصورة.
وأكد فريق ويتشات في أغسطس 2016 أن النسخة الخارجية من التطبيق لديها أكثر من 80 مليون مستخدم في ذلك الوقت، معظمهم في البلدان الآسيوية أو لديهم علاقات تجارية مع هذا البلد الشرقي.
وقالت الفتاة الفرنسية ليسون ليونيتي لـ((شينخوا)) إنه خلال أول زيارتين لها إلى الصين في عامى 2013 و2015، لم تستخدم سوى وظيفة الرسائل في الويتشات. وفي العام الجاري، أصبح بإمكانها التمتع بخدمة الدفع عبر هذا التطبيق مع امتلاكها لحساب ائتماني صيني.
في الحقيقة أن خدمة الدفع عبر الويتشات مفتوحة فقط أمام من لديهم حسابات في مصارف صينية، وهو ما يقيد إلى حد ما من انتشار التطبيق في الأسواق الأجنبية. ومع ذلك، فإنه بالنسبة لأولئك الذين تربطهم علاقات وثيقة مع الشعب الصيني ومشاعر حقيقية تجاه الصين، فهذه لا تمثل مشكلة كبيرة.
وقد بدأ الشاب المالاوي أندري هوريس استخدام الويتشات في الوقت الذى كان يدرس فيه في جامعة بكين للمعلمين في الفترة ما بين عامى 2014 و2017.
وبالاضافة إلى الرسائل وتحديث "دائرة الأصدقاء" على الويتشات، خلق هوريس حلقة وصل بين التطبيق وصفحة إلكترونية لمتجره الذي يقدم خدمات شراء من الخارج.
وقال "تحدونا الثقة بأن هذا (التطبيق) سيصبح قريبا تطبيقا دوليا وسيكون بالعديد من اللغات ولا يقتصر على الإنجليزية"، مضيفا أن التطبيق يحمل آفاقا واعدة في مالاوي.
تجلب خدمة الدفع عبر الويتشات فرصا هائلة للتجارة والأعمال على منصة هذا التطبيق. ومع تدفق أعداد هائلة من السائحين الصينيين إلى الخارج، يستخدم المزيد والمزيد من موردي الخدمات الأجنبية هذا التطبيق لجذب الصينيين.
وهبطت محفظة ويتشات حتى الآن في 12 دولة ومنطقة، من بينها تايلاند وكوريا الجنوبية واليابان وسنغافورة ونيوزيلندا، لتعمل كأداة دفع في مجالي المطاعم والنقل وغيرهما. ومتاحة للاستخدام بأكثر من عشر عملات أجنبية.
وذكر سومان شريسثا، وهو مرشد نيبالي يدير وكالة سياحة تستهدف جذب السائحين الصينيين، "إنى استخدمه كثيرا أثناء عملي".
وقال"إن عملائي الصينيين علمونى كيفية استخدام الويتشات قبل ستة أعوام وأجد أنه سهل في التعامل ومفيد للغاية"، معربا عن أمله في قدوم المزيد من السائحين الصينيين لزيارة نيبال.