رام الله 20 أغسطس 2017 /رحب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اليوم (الأحد)، بالمبادرات التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وقال عريقات، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن الرئيس شي "عرض مرات عديدة عقد لقاءات في بكين وآخرها عقد ندوة بشأن السلام بين فلسطين وإسرائيل في وقت لاحق هذا العام ، إضافة إلى تشكيل لجان ثلاثية سياسية واقتصادية تناقش جميع الملفات".
وأضاف عريقات "نحن نرحب بجميع المبادرات الدولية الداعمة لجهود السلام، ولم نرفض أي دعوة من شأنها دفع العملية السياسية على أسس ومرجعية القانون الدولي".
وأردف أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس "حريص على حشد الدعم والتضامن الدولي مع القضية الفلسطينية وخاصة مع دول ذات تأثير ووزن في مجلس الأمن الدولي مثل الصين، وذلك في ظل محاولات إسرائيل إحباط الحراك الدولي في آسيا وغيرها من قارات العالم".
وتابع عريقات، أن هذا الأمر "شجع الصين للتركيز على خطتها للقيام بدور فاعل لإيجاد حل سياسي، وأطلقت مبادرات منها عقد مؤتمر للسلام"، معربا عن "تطلع الفلسطينيين لأن تلعب الصين دورا فاعلا يساهم في اختراق العملية السياسية والضغط على إسرائيل للالتزام بقواعد القانون الدولي وإنهاء الاحتلال".
وأشار إلى أن ما يؤهل الصين للعب دور فاعل في عملية السلام هو أنها "قوة عالمية عظمى وتتمتع بعلاقات سياسية واقتصادية مؤثرة جدا مع الإقليم والمجتمع الدولي، وبدأت مساعيها قبل أربعة أعوام لوضع خطة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي عن فلسطين، وهي من أهم الدول الكبرى الصديقة لفلسطين تاريخيا، ودعمت مسار السلام في الشرق الأوسط، ورؤية حل الدولتين، وحقوق شعبنا في تقرير المصير والحرية والاستقلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
وأضاف عريقات، أن الصين "لعبت دورا نافذا باعتبارها عضو مجلس أمن دائم، بالإضافة إلى أنها رئيسة لجنة الآمن الدولي ما يمنحها القوة للقيام بدور سياسي مهم، وهي تساهم من خلال عضويتها في المنابر الدولية في دعم حقوق شعبنا، وتلعب أيضا دورا أساسيا في دعم مؤسسات دولة فلسطين في شتى المجالات، ونحن نعمل على الحفاظ على هذه العلاقات الوثيقة وتطويرها".
وأردف أن الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق "ستلعب دورا هاما في تعزيز الثقة السياسية، وتنشيط التنمية والشراكة والتعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي، مما سيساهم في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة".
واعتبر عريقات، أن المبادرات الصينية "ستساهم في إطلاق عملية تفاوضية قائمة على الشرعية الدولية ومرجعيات القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ومبادرة السلام العربية".
وقال "نحن نعمل مع جميع الشركاء الدوليين، وننظر لجهودهم ودورهم بإيجابية عالية، ونأمل أن تقوم الصين بتحريك المسار السياسي، ونحن منفتحون على مناقشة القضية الفلسطينية في أي منبر دولي وخاصة في الصين، ولكن الجميع يعلم أن فشال احياء جهود السلام سببه إسرائيل".
وقدم الرئيس شي مقترحا من أربع نقاط لتسوية القضية الفلسطينية وذلك خلال زيارة الرئيس عباس لبكين في يوليو الماضي.
وفي المقترح، أكد الرئيس الصيني على دعم بلاده لحل الدولتين بالنسبة للقضية الفلسطينية ودعم فلسطين في بناء دولة مستقلة وذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
كما قدم الرئيس شي مبادرات جديدة، بما في ذلك إجراءات صينية ملموسة لدعم التنمية الاقتصادية لفلسطين.
كما عرضت الصين استضافة ندوة حول السلام في وقت لاحق هذا العام، وإطلاق آلية حوار ثلاثية مع فلسطين وإسرائيل من أجل تنسيق تنفيذ برامج المساعدة الرئيسية في فلسطين فى إطار مبادرة الحزام والطريق.
ويتفق المقترح مع رؤية الصين لتحقيق شرق أوسط يتمتع بالسلم والازدهار كما ورد في خطاب الرئيس شي خلال زيارته للمنطقة العام الماضي.
وخلال حديثه في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة في يناير عام 2016 اقترح الرئيس شي تعزيز السلام عبر تطوير التنمية الاقتصادية كطريق ابداعي للتغلب على الفقر والإرهاب في الشرق الأوسط.
كما وجهت الدعوة لبلدان الشرق الأوسط للمشاركة بنشاط في مبادرة الحزام والطريق الصينية لبناء المزيد من منشآت البنية التحتية في البلاد من أجل خلق المزيد من الوظائف ورفع المزيد من المواطنين من الفقر.
من جهة أخرى، توقع عريقات أن تستمر الولايات المتحدة الأمريكية "بتحمل مسؤولياتها التي تختلف عن دول أخرى كونها كانت راعية لعملية السلام على مدار الأعوام الماضية، خاصة وأن الرئيس الامريكي الحالي دونالد ترامب أعلن نيته إحياء جهود السلام، وهو معني بعقد صفقة سلام".
وشدد عريقات، على أن أي مبادرة أمريكية للسلام "يجب أن تكون متوافقة مع قرارات الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام والقانون الدولي".
وطالب عريقات الإدارة الأمريكية " أن تعلن عن تأييدها لحل الدولتين على حدود الرابع من يونيو عام 1967، ووقف الاستيطان كما فعلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة".
وقال إن الجانب الفلسطيني أكد في جميع اللقاءات مع الإدارة الأمريكية منذ تولي ترامب الرئاسة في يناير الماضي "أن الخيار الوحيد لصناعة السلام يتمثل بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي واقامة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وحل قضايا الوضع النهائي كافة بما فيها اللاجئين والأسرى استنادا لقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، ووقف النشاطات الاستيطانية الاستعمارية بما يشمل القدس المحتلة، ووقف العقوبات الجماعية، ورفع الحصار، ووقف هدم المنازل وسياسة التطهير العرقي".
وحول الزيارة المرتقبة لكبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، والمبعوث الخاص للرئيس ترامب لعملية السلام جيسون غرينبلات إلى المنطقة نهاية الشهر الجاري، قال عريقات "باعتقادي أن اللقاءات مع الجانب الأمريكي يجب أن تحدث اختراقا".
واعتبر أن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل والولايات المتحدة، وخطابنا ومواقفنا الفلسطينية واضحة وثابتة، فإذا ما كانت الإدارة الأمريكية معنية بالسلام حقا فيجب أن تأتي برؤية واضحة، وأن تتبنى آليات لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع الإدارات السابقة".
وأشار عريقات في هذا الصدد، إلى أن الجانب الفلسطيني "قدم كل ما يجب ويلزم للإدارة الأمريكية للوصول لتحقيق حل الدولتين، ولا زلنا على استعداد لمواصلة العمل معها في الوقت الذي نواصل فيه المشاورات وعقد اللقاءات المشتركة مع أشقائنا العرب بما فيها اجتماعات الثلاثية لتنسيق المواقف الموحدة".
وتوقفت آخر مفاوضات للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل نهاية مارس عام 2014 بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أمريكية دون تحقيق تقدم لحل الصراع الممتد بين الجانبين منذ عدة عقود.